الحريري يؤكد أنباء عن مخطط لاغتياله والسنيورة

إيلي الحاج من بيروت: قطع النائب الجنر ال ميشال عون جو المراوحة السياسية المخيمة على لبنان منذ أيام بمغادرته فجأة ظهر اليوم إلى باريس ، حيث رددت أوساطه أنه سيلتقي على الأرجح رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري الذي كان في هذه الأثناء يشارك في مأدبة غداء تكريمية أقامها على شرفه في القاهرة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط . وقال قريبون من الحريري في بيروت أن لا علم لهم بلقاء سيجمع الرجلين في باريس ، ولم يستبعدوا أن تكون الإدارة الفرنسية قد دعت النائب عون إلى باريس لتبين له أخطار عدم إجراء الإنتخابات الرئاسية في لبنان بطريقة طبيعية وفي المهلة الدستورية التي تنتهي في 24 تشرين الثاني / نوفمبر المقبل . خصوصاً أن الجنرال عون عاد وحده بين أفرقاء المعارضة وقوى 8 آذار الموالية يتحدث بإصرار عن ضرورة إرجاء الإنتخابات وتشكيل حكومة إنتقالية . لكن مصادر في العاصمة الفرنسية تحدثت عن احتمال أن يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي النائبين عون والحريري معاً.

ولم تؤكد أي جهة فرنسية أو لبنانية في بيروت هذه المعلومات . وكان أكثر من لقاء واتصال أجراه الجنرال عون مع أعضاء في قوى 14 آذار / مارس انتهى إلى خيبة متبادلة ، إذ إن الجنرال اعتقد أن اللقاءات الثنائية ، وأبرزها كان مع الرئيس السابق أمين الجميّل ، يمكن أن تمهد السبيل لقبول الغالبية بتأييد ترشيحه للرئاسة ، في حين كان أركان في الغالبية يعتقدون أن عون ربما يئس من إمكان وصوله إلى الرئاسة وبات مستعداً للبحث في حصته في حكومة العهد الجديد وبرنامجها السياسي والإقتصادي . وعلل هؤلاء رأيهم آنذاك بأن حلفاء الجنرال عون ولا سيما quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; امتنعوا عن إعلان تأييدهم لترشيحه ، لا بل إن رئيس quot;أمل quot; رئيس مجلس النواب يعلن تمسكه برئيس توافقي توافق عليه البطريركية المارونية ويحظى بقبول قوى الغالبية. ولكن ثبت من مواقف قوية أطلقها عون في عطلة نهاية الأسبوع البيروتية ضد رافضي ترشيحه، وعودته إلى التمسك بالحكومة الإنتقالية أن حسابات النائب الجنرال لم تزل كما هي لم تتغير.

ولم يعد مدرجاً في لائحة اللقاءات السياسية المحتملة قبل انتخابات الرئاسة اللقاء الذي كثر الحديث عنه بمسعى البطريركية المارونية وأصدقاء مشتركين بين الجنرال عون ورئيس حزب quot;القوات اللبنانية quot; سمير جعجع بعدما أعلن جعجع ان لا ضرورة لمثل هذا اللقاء، وانه مستعد لحضور لقاء جامع لكل الأقطاب السياسيين المسيحيين ولا يكون مقتصرا على الأقطاب الأربعة ( الجميل وعون وجعجع والوزير السابق سليمان فرنجية ) .

وكان طبيعيا أن يربط متابعو الموقف بين صرف جعجع النظر عن فكرة اللقاء مع عون، ونتائج اجتماعات اللجنة التي تمثل الأطراف الأربعة في مقر البطريركية في بكركي . نتائج أكدت أن الجنرال عون ما زال متمسكا بخوض الاستحقاق الرئاسي من موقع المرشح الأول وليس من موقع الناخب المسيحي الأول .

يذكر أن ثمة اجتماعاً آخر صُرف النظر عنه ، هو اجتماع رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط مع قيادة quot;حزب الله quot;بعد انهيار ما كان تبقى من جسور العلاقة إثر زيارة جنبلاط الى الولايات المتحدة التي أثارت استياء شديداً لدى quot; حزب الله quot; لسببين ، أولهما الإتهام الذي وجهه جنبلاط إلى الحزب بالتورط في الاغتيالات السياسية التي شهدها لبنان، وما اعتبره الحزب تحريضاً مارسه جنبلاط ضده في لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين.

أما في ما خص لقاء جنبلاط- عون، فإنه لم يعد مطروحا في هذه المرحلة . وبعدما كشف جنبلاط عن إلغاء تكرر للمرة الثانية لعشاء مع الجنرال عون في منزل جنبلاط بمحلة كليمنصو في بيروت، متحدثا عن سبب سياسي يتعلق برفض quot;حزب اللهquot; انعقاد هذا اللقاء، قال قريبون من عون ان أي عشاء لم يكن مقررا، وان البحث كان لا يزال جاريا في لقاء يعقد في منزل صديق مشترك ، وان عون ارتأى عدم عقد اللقاء في هذه الأجواء المتوترة خصوصا بعد تفسير نواب جنبلاط لتحركات الجنرال عون quot;الانفتاحيةquot; حيال خصومه بأنهاquot; تنم عن ضعف لديه وخيبة من حلفائه، وبعد هجوم جنبلاط على حزب الله واتهامه بالتورط في الاغتيالات... في حين ان لقاء الجنرال عون مع النائب الحريري يستمر قائما رغم استمرار القطيعة بين الحريري وحزب اللهquot;.