بعد إخفاق quot;محاولة إجتماع quot; بين الحريري والجنرال
روايتان للقاء لم يحصل بين عون وجنبلاط
الياس يوسف من بيروت :
كان مطروحا في الأوساط السياسية اللبنانية أن يجمع لقاء بين النائب الجنرال والمرشح الرئاسي ميشال عون، والركن الأبرز في قوى الغالبية رئيس كتلة quot;المستقبلquot; النائب سعد الحريري، لكن التحضيرات لهذا اللقاء توقفت عند مستوى المستشارين، عن الجنرال عون صهره القيادي في quot;التيار الوطني الحرquot; جبران باسيل، وعن النائب الحريري مساعده النائب السابق غطاس خوري، وفجأة برز مشروع لقاء آخر لا يقل أهمية، وهذه المرة بين الجنرال عون ورئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط. وقد جرى الإعداد لاجتماع الرجلين بسرية، لكن المشروع ألغي هو أيضاً برمته لأسباب أقل ما يقال فيها إنها quot;غامضةquot;.
وكان لكل من الطرفين روايته الخاصة حول ما جرى. نبدأ بالرواية الجنبلاطية: عرض الجنرال عون لقاء الزعيم الدرزي ونقل رغبته هذه طبيب عون والصديق المشترك للجانبين الدكتور نبيل الطويل من خلال النائب وائل أبو فاعور. ونقل الطويل أجواء ايجابية من عون وفيها انه يرغب في الانفتاح والحوار على الجميع، وان لا مانع لديه من لقاء جنبلاط للبحث معه في القضايا الوطنية الكبرى للخروج من التأزم السياسي من دون ان يكون ذلك مقرونا بمناقشة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية. ونقل أبو فاعور هذه الأجواء الى جنبلاط الذي التقى الدكتور الطويل فكرر أمامه رغبة عون في فتح صفحة جديدة من الحوار والتشاور. وانتهى الاجتماع الى ترحيب جنبلاط بمبدأ الحوار مبديا استعداده لقاء عون في أي لحظة، وتفاهم مع الطويل على قيام عون بزيارته في بيروت على أن يتخلل الاجتماع عشاء عمل وسط ترتيبات أمنية مشددة، تفترض عدم الاعلان عن اللقاء الا بعد انتهائه وعودة quot;الجنرالquot; الى مقر إقامته في الرابية. وأطلع الطويل عون على ما جرى، وعاد لزيارة جنبلاط مبلغا إياه ان اللقاء سيتم في الوقت والمكان المتفق عليهما.
وبينما كانت التحضيرات جارية للقاء فوجئ جنبلاط باتصال من الطويل بأبو فاعور أبلغه فيه ان عون صرف النظر عن الاجتماع لاعتبارات أمنية. وسألت مصادر في quot;اللقاء الديمقراطيquot;: quot;ألم تكن الاعتبارات الأمنية قائمة عندما وافق عون على زيارة جنبلاط؟ أم ان هناك اعتبارات سياسية طرأت في اللحظة الأخيرة أملت على عون التراجع؟quot;. وأشارت على سبيل التقدير إلى ان quot;حزب اللهquot; الحليف الأساسي لعون نصحه عندما أعلمه بالأمر بأن يعيد النظر في قراره، خصوصا ان علاقة الحزب بجنبلاط مقطوعة وان الزعيم الإشتراكي سيوظف اللقاء لأغراض سياسية.
أما رواية الأوساط القريبة من عون فتنفي ان يكون هناك موعد قد حدد سلفا بين عون وجنبلاط للقاء كي يلغى أصلا. وتضيف أن quot;الجنرال أبدى استعداده للقاء كل رؤساء الكتل النيابية، وقام صديق مشترك هو الدكتور نبيل الطويل بالتوسط لعقد اللقاء، الا ان أي اتصال تلفوني من الجنرال لم يحصل لالغاء لقاء لم يُتفق أصلا على تحديد موعدهquot;.
وتضيف : quot;لا شيء يمنع التقاء الاطراف المتخاصمين في خلال وجود الحريري في واشنطن كي لا نحوّل هذه الفترة مرحلة تقطيع وقت لا غير، وكل لقاء يتم في هذا السياق سيساهم في تسهيل الوصول الى حل للأزمة السياسية، خصوصا ان واشنطن باتت تتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي اللبناني من باب عدم وضعquot; فيتوquot; على أي مرشح للرئاسة وعلى قاعدة ضرورة التوصل الى حل بصرف النظر عن الشخصquot;.