بريشتينا: أقر برلمان كوسوفو اليوم الأربعاء الدستور الجديد للبلاد وذلك بعد شهرين تقريبا من إعلانها الاستقلال من جانب واحد عن صربيا. وينص الدستور الجديد على بناء دولة ملتزمة بحماية جميع الأقليات في البلاد مثل الصرب الذين عارضوا بشكل قوي انفصال كوسوفو.

وقد أقر البرلمان الدستور بالإجماع خلال جلسة خاصة عقدها في مدينة بريشتينا في وقت سابق اليوم. وسيصبح الدستور ساري المفعول في الخامس عشر من شهر يونيو/حزيران المقبل عندما تكمل الأمم المتحدة تسليم سلطاتها في الإقليم إلى الدولة الوليدة.

وقال رئيس كوسوفو، فاتمير سيدجيو، إن الوثيقة الجديدة تعبر عن التزام الدولة بخلق مجتمع يمنح فرصا متساوية لجميع أفراده. وأضاف سيدجيو قائلا أمام مجموعة من الصحفيين: quot;إن الصرب هم مواطنون كوسوفيون وهذا الدستور هو لهم أيضا.quot;

جسر العلاقات

وأردف: quot;نحن نريدهم أن يكونوا أساسا هاما وجسرا لعلاقات مستقبلية أفضل مع دولة صربيا.quot; وفي أول رد فعل من بلجراد على تبني برلمان كوسوفو للدستور الجديد، وصف سلوبودان سامارديزيتش، وزير شؤون كوسوفو في الحكومة الصربية، الخطوة بأنها quot;فعل غير قانونيquot;. وكان وزير خارجية صربيا قال في وقت سابق quot;إن كوسوفو دولة غير قانونيةquot;، محذرا من أن الدول التي اعترفت بها quot; لا تستطيع الركون إلى إقامة علاقات جيدة معناquot;.

اعتراف الجيران

وجاء اعتماد الدستور الجديد لكوسوفو بعد أسابيع قليلة فقط من اعتراف كل من كرواتيا والمجر، وهما دولتان مجاورتان لصربيا، رسميا باستقلال كوسوفو. كما كانت صربيا قد سحبت سفراءها من نحو 30 دولة اعترفت باستقلال كوسوفو.

وقد واجهت صربيا أزمة داخلية الشهر الماضي بُعيد استقالة الائتلاف الحاكم فيها برئاسة فويتسلاف كوستونيتشا في أعقاب تفاقم الخلافات بين الليبراليين والقوميين حول العلاقة مع دول الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بكوسوفو.

رفض صربي

وترفض صربيا الاعتراف باستقلال quot;الإقليمquot; الذى تعتبره جزءا لايتجزأ من أراضيها، إذ طالب وزير خارجيتها الشهر الماضي بعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة قضية استقلال كوسوفو من طرف واحد. وصرح سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين بأن quot;استقلال كوسوفو تسبب فى انقسام فى كل من صربيا والاتحاد الاوربي ومجلس الأمن بل والمجتمع الدولي.quot;

وكانت كوسوفو قد خضعت لإدارة الأمم المتحدة بعد الحملة العسكرية التي قادها حلف شمال الأطلسي عام 1999 ضد حكومة بلجراد لإرغامها على وقف هجماتها ضد سكان كوسوفو من أصل ألباني فى الإقليم في ذلك العام. وأعلنت كوسوفو استقلالها بعد فشل عدة جولات من المحادثات مع الحكومة الصربية التي عرضت حكما ذاتيا موسعا للإقليم بينما تشبت ألبان كوسوفو بالاستقلال التام.