الياس توما من براغ : بدأت صربيا هجوما سياسيا جديدا باتجاه الدول الغربية وأوروبا بهدف ثنيها عن الاستمرار في توجهها الحالي لإنجاز استقلال إقليم كوسوفو في الأشهر الأولى من العام القادم.

وذكرت وكالة تانيوغ الصربية مساء اليوم أن الوثيقة التي وافق عليها فريق التفاوض بين حزب رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا الحزب الديمقراطي لصربيا وحزب رئيس الجمهورية بوريس تاديتش الحزب الصربي قد أحيلت إلى البرلمان الصربي لمناقشتها غدا الأربعاء. وتلزم الوثيقة أو مشروع القرار المقدم المؤسسات الصربية كافة بالدفاع عن إقليم كوسوفو كجزء من صربيا إلى حين تبني حل وسط على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244 .

كما تشدد الوثيقة على أن كل الأعمال المرتبطة بإعلان استقلال الإقليم والاعتراف به والأنشطة الدولية المتأتية من ذلك ستعلن باطلة وتتعارض مع النظام الدستوري لصربيا.

وتهدد الوثيقة بأنه ستكون هناك إعادة نظر للعلاقات الدبلوماسية وغيرها من العلاقات مع الدول التي ستعترف باستقلال الإقليم كما تشدد على أن الاتفاقيات الدولية التي ستوقعها صربيا بما في ذلك اتفاقية الشراكة والاستقرار ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على سيادة وحرمة أراضي الدولة الصربية . كما تؤكد الوثيقة معارضة صربيا إرسال بعثة مدنية ومن عناصر الشرطة تابعه للاتحاد الأوربي إلى الإقليم إلا بعد حسم مسالة مستقبله من قبل مجلس الأمن وعدم السماح بانضمام صربيا إلى حلف الناتو بالنظر لدعم الحلف استقلال الإقليم.

ويرى مراقبون في المنطقة البلقانية أن هذا التوجه الحكومي الصربي في حال مصادقة البرلمان عليه يمكن له أن يدخل صربيا في حالة من العزلة الأوربية والدولية من جديد لكنه يحمل معه أيضا مخاطر اتجاه بلغراد نحو تصعيد الأوضاع في المنطقة البلقانية الأمر الذي لن يكون في صالح استقرار القارة الأوربية ككل.

في هذه الأثناء نقلت وكالة تانيوغ عن نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر ياكوفينكو قوله بان إقليم كوسوفو لا يمكنه الحصول على مكان في الأمم المتحدة حتى في حال اعتراف الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية باستقلاله. وأوضح بأنه من غير الممكن أن يحصل إقليم كوسوفو على مقعد في الأمم المتحدة لأن ذلك لا يتوافق مع القرار رقم 1244 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والذي لا يزال ساري المفعول. واعتبر ياكوفينكو بأن ذلك القرار هو الوثيقة الأساسية لحل المشكلة مؤكدا أن روسيا لا يمكن لها أن تسمح بأن يمر من خلال مجلس الأمن الدولي أي مقترح يحل الوضع القانوني لكوسوفو من جانب واحد.

وحذّر ياكوفينكو من انه إذا ما تحركت الأمور حسب السيناريو وحيد الجانب فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الإقليم ويشجع المزاجية الانفصالية في كثير من مناطق العالم. وكرر نائب وزير الخارجية الروسية موقف روسيا بأن مجلس الأمن الدولي هو وحده الذي يمكن أن يتبنى حلا نهائيا لكوسوفو على أساس حل وسط بين بلغراد وبريشتينا.