باريس: كشفت وزارة الدفاع الفرنسية اليوم عن شريط فيديو يصور قيام مروحياتها العسكرية بملاحقة عدد من القراصنة في إحدى المناطق الصحراوية بالصومال، بعد قيامهم باختطاف يخت سياحي فرنسي في وقت سابق من الشهر الجاري، قبالة السواحل الصومالية.

وتضمن شريط الفيديو لقطات تظهر القوات الفرنسية أثناء محاولتها إلقاء القبض على ستة من بين عشرة قراصنة، والذين هم الآن على متن إحدى السفن العسكرية الفرنسية بانتظار ما ستقرره السلطات بشأنهم.

وكان هؤلاء القراصنة قد اختطفوا اليخت الفاخر، الذي يحمل اسم quot;لوبونونتquot;، في الرابع من أبريل/ نيسان الجاري، وعلى متنه 30 شخصاً من أفراد طاقمه، حيث طالب الخاطفون بفدية مالية مقابل الإفراج عن الرهائن.

وبالفعل تم إطلاق هؤلاء الرهائن الجمعة، في الوقت الذي نشرت فيه القوات الفرنسية فرقة كوماندوز خاصة بالمنطقة، بينما كانت تجري مفاوضات مع الخاطفين، وجاء نبأ الإفراج عن طاقم اليخت على لسان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

ويخضع أفراد طاقم اليخت لبرنامج علاجي حالياً، بعد عودتهم إلى فرنسا على متن طائرة عسكرية، جراء الظروف البالغة التي مروا بها أثناء فترة احتجازهم.

وفيما لم يتعرض أي من الرهائن للأذى الجسدي، فقد شكا أحدهم من أنهم لم يكونوا ينامون بشكل كاف خوفاً من أن يصيبهم القراصنة بسوء.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ إحدى سفن البحرية تتعقب اليخت المختطف، كما أرسلت طائرة مروحية حلقت فوق اليخت، قبل أن يتم نشر وحدة الكوماندوز في دولة جيبوتي المجاورة.

وأظهر الفيديو القراصنة وهم يقودون سيارتين عبر الصحراء بينما تقوم مروحية عسكرية فرنسية بملاحقتهم، فيما كانت السفينة البحرية تطلق النار باتجاه المركبتين مما أدى إلى إعطاب إحداهما.

وحاول ستة قراصنة كانوا على متن السيارة التي أصابتها السفينة الفرار على أقدامهم، إلا أن طاقم المروحية قام بمحاصرتهم وإلقاء القبض عليهم، بينما تمكن الأربعة الباقين على متن المركبة الأخرى من الفرار.

وقالت مصادر عسكرية فرنسية إن القراصنة كانوا يعتزمون الفرار بالفدية المالية التي حصلوا عليها، والتي قدرتها تقارير إعلامية بنحو مليوني دولار، إلا أن مالك اليخت لم يؤكد كما لم ينف تلك التقارير، فيما قالت الحكومة الفرنسية إنه لم يتم استخدام أية أموال عامة في تسوية الأزمة.

وتمتلك شركة Compagnie des Iles du Ponant، ومقرها مرسيليا بجنوب فرنسا، اليخت الفاخر، الذي يبلغ طوله 88 متراً (288 قدماً)، وتبلغ سعته 64 راكباً، ويقوم برحلات سياحية في البحر المتوسط وبحر العرب والبحر الأحمر.

وتُعدّ عمليات اختطاف الزوارق والسفن شائعة في مياه الصومال، حيث قالت المنظمة البحرية الدولية إن القراصنة اختطفوا أربعة سفن، منها ثلاثة ناقلات نفط، في ذات المنطقة منذ فبراير/ شباط الماضي.