أنباء عن صفقة متكاملة تشمل حزمة ملفات إقليمية
زيارة كارتر تجدد إثارة اتصالات سورية وإسرائيل
نبيل شرف الدين من القاهرة،وكالات: مع زيارة عراب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إلى دمشق تجددت مرة أخرى الأنباء الواردة من مصادر إسرائيلية وغربية حول اتصالات جرت بين سوريين وإسرائيليين، بلوروا عبر سلسلة من الاجتماعات السرية التي تستهدف تحريك المفاوضات المتعثرة منذ العام 2000 مشيرة إلى ما وصفته بإبرام صفقة متكاملة تشمل عدة ملفات إقليمية منها المسألة العراقية والأزمة السياسية في لبنان، فضلاً عن القضية الفلسطينية، ومراجعة دور دمشق في تشجيع ودعم الفصائل الراديكالية، بالإضافة إلى بحث إمكانية تقليص تحالفها الاستراتيجي مع طهران أيضاً .
وفي هذا السياق نسبت أخيراً تصريحات لوزير البنى التحتية الإسرائيلية بنيامين بن اليعازر قوله quot;إن حكومة إسرائيل بذلت جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية لدفع سورية إلى استئناف مفاوضات السلامquot;، لافتاً إلى أن هذه الجهود استمرت لمدة عام كامل دون أن يحدد النتائج التي أسفرت عنها تلك الاتصالات .
وأكد كارتر في تصريحاته أن طريق السلام لا بد أن يمر عبر دمشق، غير أن جهود كارتر التي تتمحور بالأساس حول أمكانية وقف إطلاق النار في غزة، تصطدم بسياسة quot;العزل والتهميشquot; التي تتبناها واشنطن التي تربط القضية بعلاقات سورية مع إيران، ودورها السلبي في الأزمة اللبنانية وإيواء الفصائل الفلسطينية الراديكالية .
وتعددت الروايات التي يكتنفها الغموض حول الرسائل المتبادلة غير المعلنة، كما تعددت أيضاً أسماء الوسطاء، غير أن الرئيس السوري أرسل إشارات هامة إلى حكومة إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد أبدى الأسد استعداد بلاده لخوض الحرب وإن كان يستبعد ذلك وفقا للمؤشرات على الأرض، إلا أن أولمرت قال إن المفاوضات لن تستمر حتى توقف سوريا دعمها للميليشيات الفلسطينية وتقلص من تحالفها الاستراتيجي مع إيران، إذ يتهم البيت الأبيض سورية بإيواء عناصر الجماعات quot;الجهاديةquot; المسلحة التي تتورط في أعمال العنف بالعراق .
قصة الاتصالات

ووفقاً لتسريبات نشرتها صحف إسرائيلية من بينها صحيفة (ها آرتس) فإن الخطة التي جرى التباحث بشأنها مع سورية تقضي بأن يجري تحويل جزء كبير من هضبة الجولان لصالح كل من إسرائيل وسورية على حد سواء، فيما يتم إخلاء الحدود من الجانبين من الجيش، على حد قول الصحيفة، وأضافت هاآرتس أنه نشبت خلافات بين الطرفين، منها على سبيل المثال طلب المفاوض السوري أن يتم الانسحاب على مدى خمس سنوات، فيما طلب الإسرائيليون أن يستغرق ذلك خمس عشرة سنة على الأقل .
وفي خلفيات تلك الاتصالات فعلى الرغم من أن إبراهيم سليمان رجل الأعمال الأميركي من أصل سوري لم يكن فوض رسمياً في اجتماعات أنقره مع الإسرائيليين، غير أن معارضين سوريين ربطوا بين هذه التحركات السرية، وبين المحكمة الدولية لمحاكمة المتورطين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، واتهموا سورية بالسعي إلى مقايضة المحكمة بإطلاق عملية سلام وفق قواعد جديدة .
ومضت المصادر قائلة أن الممثل السوري في المحادثات إبراهيم سليمان، زار القدس ونقل رسالة إلى مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية برغبة سورية في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وقالت quot;إن السوريين طلبوا مساعدة لتحسين علاقاتهم مع الولايات المتحدة وبخاصة في رفع الحصار المفروض على سورية، وإنهاء حالة التهميشquot;، حسب المصادر المشار إليها .
وخلال شهر آب (أغسطس) من العام 2005، توصل الجانبان السوري والإسرائيلي إلى ما يمكن وصفه بالنسخة النهائية للوثيقة التي تعد أساساً لبدء التفاوض بين دمشق وإسرائيل، أما الاجتماع الأخير، فعقد بعد نحو عام، وتحديداً في خضم حرب يوليو 2006 في لبنان، يوم قتل حزب الله ثمانية اسرائيلين في الجليل، ثم عادت الأنباء لتتجدد مرة أخرى بالتزامن مع زيارة جيمي كارتر إلى سورية أخيراً كما أسلفنا .
أولمرت: هناك فرصة لاستئناف المفاوضات مع سوريا التي وصفها بأنها لا تشكل تهديدا لإسرائيل
وفي هذا الصدد أكد أيهود أولمرت مجددا رغبة بلاده في استئناف مفاوضات السلام مع سوريا. وقال خلال حوار أجرته معه صحيفة يديعوت أحرونوت إن السوريين يعرفون ما تريده إسرائيل منهم، كما أن الإسرائيليين يعرفون ما تريده سوريا من إسرائيل، مضيفا أنه على يقين بأن هناك فرصة لاستئناف المفاوضات التي ستؤدي إلى تحقيق السلام بين البلدين. ورفض أولمرت الإدلاء بمزيد من المعلومات عن الغارة الجوية التي يعتقد أن الطائرات الإسرائيلية نفذتها ضد موقع نووي سوري في سبتمبر/أيلول الماضي، غير أنه أكد أن الإسرائيليين ليسوا مهددين بخطر نووي سوري.
وبشأن عملية السلام مع الفلسطينيين، قال أولمرت إن المفاوضات بين الجانبين يجب أن تتم بهدوء وبعيدا عن الأضواء لضمان نجاحها، مضيفا أن جميع المسائل مطروحة للبحث، ولكن قضية القدس تأتي في آخر قائمة الأولويات تفاديا لتعثر المفاوضات في بدايتها لأن قضية القدس تمثل أكبر عقبة فيها. وفيما يتعلق باستمرار أنشطة الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية أكد أولمرت خلال الحوار مع يديعوت أحرونوت أن الرئيس بوش ووزيرة خارجيته كوندوليسا رايس والرئيس الفلسطيني محمود عباس يعلمون أن إسرائيل ستواصل البناء في الأحياء اليهودية في القدس التي قال إنها ستظل خاضعة للسيادة الإسرائيلية في أية تسوية يتم التوصل إليها في المستقبل. وقال أولمرت إن حل الدولتين هو البديل الوحيد لوجود دولة واحدة تضم الشعبين اليهودي والفلسطيني، محذرا من أن سرعة النمو السكاني لدى الفلسطينيين ستجعلهم الأغلبية في الدولة الواحدة في المستقبل إذا لم تقم الدولة الفلسطينية المستقلة.
أولمرت يأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد
من ناحية أخرى، قال أولمرت إن حكومته تأخذ التهديدات الإيرانية لبلاده على محمل الجد. وتعليقا على تهديد وزير البنى التحتية في حكومته بنيامين بن اليعازر بتدمير إيران قال أولمرت خلال حوار أجرته معه صحيفة يديعوت أحرونوت إنه كان من الأفضل لبن اليعازر ألا يطلق تلك التهديدات، مضيفا أنه يستبعد إمكانية حيازة إيران أسلحة نووية. وقال أولمرت إنه من الأفضل عدم التحدث عما تقوم به حكومته لتفادي الخطر النووي الإيراني.
وتعقيبا على تصريحات أولمرت بشأن سوريا، وصف إيلي نيسان الصحافي والمحلل السياسي الإسرائيلي البيانات الصادرة عن قادة إسرائيل وسوريا تارة بشأن السلام وتارة أخرى بشأن التوتر القائم عند الحدود بين البلدين بالروتينية. وقال لـquot;راديو سواquot; إن إسرائيل أكدت مرارا لسوريا أن ما تريده هو عدم إيواء قادة الفصائل الفلسطينية المتشددة والتخلي عن تحالفها مع إيران.