الخرطوم: نفت الحكومة السودانية اليوم أن يكون إطلاق سراح ثلاثة من مواطنيها من معتقل غوانتانامو الأميركي قد تم نتيجة صفقة بين البلدين، فيما اعتبرت واشنطن أن ذلك تم نتيجة تعاون بينهما.

ووجه السودانيون الثلاثة الذين عادوا للخرطوم فجر اليوم بعد إطلاق سراحهم من معقتل غوانتانامو انتقادات حادة للإدارة الأميركية، واتهموها بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق المعتقلين وإذلالهم.

وكان المعتقلون الثلاثة وهم مصور قناة الجزيرة سامي الحاج، وأمير يعقوب، ووليد محمد وصلوا إلى الخرطوم على متن طائرة عسكرية أميركية بعد إطلاق سراحهم.

وفي حين أعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم أن إطلاق سراح المعتقلين تم quot;نتيجة العديد من العوامل وان من اهم هذه العوامل التعاون القائم بين سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الخرطوم والجهات السودانيةquot;، فقد عبرت quot;عن تقديرها الخالص لما قدمه وزير الخارجية دينق ألور ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبدالله قوش من دعم و قيادة لإتمام هذه المسألة ذات الإهتمام المتبادل بصورة ناجحةquot;.

وفي هذا السياق، نفى السكرتير الصحافي للرئيس السوداني محجوب فضل أن يكون إطلاق سراح المعتقلين الثلاثة تم نتيجة صفقة لتطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن.

فيما أعلن وزير العدل السوداني عبد الباسط سبدرات أن حكومته لن تحجر على حريات المعتقلين الذين أطلق سراحهم، ولن تتخذ ضدهم أية إجراءات لأنه لا توجد تهم محددة ضدهم.

وأضاف أن quot;حكومة السودان لا تحجز أي شخص ولا تعتقل باوامر تأتي من الخارج، ولكن إذا وصلنا ما يقتضي أن نتخذ إجراءات فذلك أمر آخرquot;.

إلى ذلك شارك اثنان من المعتقلين المفرج عنهم هما أمير يعقوب، ووليد محمد في مؤتمر صحافي نظمته quot;منظمة العون المدني العالمي بالخرطومquot;، ووصفا فيه ظروف اعتقالهم في غوانتانامو.

وقال يعقوب إن ادارة المعتقل عزلتهم في عنبر خاص منذ الساعة الحادية عشرة من مساء الثلاثاء حيث تم أخذهم للطائرة وتم عصب أعينهم وتقييدهم على كراسي الطائرة وظلوا على هذه الحالة طوال 27 ساعة حتى وصلوا الى الخرطوم صباح اليوم وتم فك القيود الحديدية واستبدالها بقيود بلاستيكية.

بينما قال وليد إن المعتقلين تعرضوا للاعتقال في ظروف بالغة الصعوبة، ومورست ضدهم أنواع قاسية من التعذيب البدني والنفسي، معتبرا أن أسوأ تلك العقوبات الإهانات التي كانت توجه لعقيدتهم كمسلمين.

يذكر أن من بين ثلاثة عشر سودانيا اعتقلوا في غوانتانامو أطلق حتى الآن سراح تسعة منهم فيما لا يزال أربعة ينتظرون الإفراج عنهم من بينهم واحد قدم للمحاكمة.