حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من محاولات داخلية مدعومة من الخارج لاسقاط العملية السياسية ووجه نداء الى دول الجوار اكد فيه ان العراقيين يرفضون التدخل في شؤون بلدهم ولايريدون التدخل في شؤون الآخرين انما بناء علاقات قائمة على اسس من التعاون والمصالح المشتركة.. في وقت كشفت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي عن وجود خلايا بعثية واخرى مرتبطة بمخابرات النظام السابق تعمل في عدد من دول المنطقة لزعزعة العلاقات الدبلوماسية مع العراق.

لندن: دعا نوري المالكي في كلمة خلال زيارته لمحافظة الديوانية الجنوبية اليوم الى المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة مطلع العام الجديد وقال quot;انها عملية أساسية لاستكمال بناء الدولة وهي محكمة الشعب والرقيب على العملية السياسية ومن خلالها نصل جميعا الى بر الامانquot;.

وأكد أن الدولة توظف كل طاقاتها من اجل الامن وما زالت تعمل على ذلك لمواجهة المحاولات الداخلية المدعومة من الخارج التي تريد هز العملية السياسية كمقدمة لإسقاطها لانهم يدركون ان ما تحقق هو الذي يوصل العراقيين الى التطور. وقال quot;رغم احترام العراق لجيرانه لكنه يعاني ظاهرة التدخل بشؤونه الداخلية من قبلهم ونوجه نداء الى جميع الاشقاء والاصدقاء مفادها ان العراقيين يرفضون التدخل في شؤون بلدهم ولايريدون التدخل في شؤون الآخرين انما يريدون بناء علاقات قائمة على اسس التعاون والمصالح المشتركةquot;.

واضاف quot;ان مهمتنا كحكومة مركزية الى جانب الحكومات المحلية اعطاء صورة واضحة عن تجربتها لتكون منطلقا لتوزيع المسؤوليات مع الحكومة المركزية فمهام الحكومة المركزية هي السياسة والامن والحفاظ على الثروات العامة اما الحكومات المحلية فلديها صلاحيات مثل التعاقد مع الشركات في مجال الاستثمار، حتى لا تبقى الحكومة المركزية مسؤولة عن كل شيءquot;.
واضاف quot;بعدما تحقق الامن والاستقرار وبعد ان كان همنا الاول هو تحقيق الامن وعلينا الحفاظ على المنجزات الامنية والتوجه للاعمار، و الحفاظ على الامن والاستقرار حتى لا تعود الاصوات القبيحة التي تنادي بأفكار القاعدة والبعث ومن يعملون بأجندات خارجية و يتدخلون بشؤوننا الداخليةquot;.

وحذر المالكي من ان الفشل quot;في إدامة العملية السياسية فإن الحكومة المركزية والحكومات المحلية ستواجه الارهاب السياسي مرة اخرى وهذا سيضيف للمعطيات الطائفية أبعادا سياسية للصراع على مراكز المسؤولية في الدولة ، وعليه يجبان تتحرك محكمة الشعب لتقول نعم للعراق وللديمقراطية وللعملية السياسية واختيار المناسب ،ومن حقنا كعراقيين ان نفخر باننا اوقفنا التدهور والتداعي والفتنة الطائفيةquot;.

واضاف quot;انني على ثقة كبيرة بأن العراقيين سيتوجهون الى الانتخابات المقبلة وهم على درجة كبيرة من الوعي ،واذا كانوا لايملكون حرية الاختيار في زمن النظام السابق فهم اليوم يدققون في اختيار ممثليهم ويدافعون عن قيم الحرية والمبادئ التي آمنوا بها واننا نراهن على ذلك في مواجهة التحدياتquot;.

وأشار الى ان الحكومة عملت على تسريع التنمية من خلال طرح مشروع بقيمة سبعين مليون دولار يتضمن دعما للزراعة بقيمة سبعة عشر مليون دولار الى جانب بناء خمسمائة وثلاثين الف وحدة سكنية ونحو اربعة الاف مدرسة ودعم القطاعات الاخرى وقال quot;ولكن الموضوع في عهدة مجلس النواب الذي لم يوافق عليها بحجة أنها تشكل دعاية للمالكيquot;. وتأتي تحذيرات المالكي من التدخلات الخارجية في وقت كشفت لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي عن وجود خلايا بعثية واخرى مرتبطة بمخابرات النظام السابق تعمل في عدد من دول المنطقة لزعزعة العلاقات الدبلوماسية مع العراق.

وقال النائب عادل برواري عضو اللجنة النيابية في تصريح خاص لصحيفة quot;الصباحquot; المملوكة للدولة اليوم ان quot;المعلومات المقدمة من القادة الأمنيين ومن المخابرات تشير الى اعادة تنظيم البعثيين صفوفهم في محاولة للوصول الى الساحة السياسية مجددا من خلال تنظيماتهم في داخل البلاد وخارجهاquot;. واشار الى ان quot;عمل تلك المجاميع يتكثف في عدد من الدول الاقليمية لهذا الغرضquot;، مبينا ان quot;تفجيرات الاربعاء الدامي تثبت ان التحرك البعثي تمثل من خلال تقديم بعض ازلام النظام المباد للدعم المالي واللوجستي لمنفذي التفجيراتquot;.

وكان الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا قد اكد مؤخرا، رفع القيادة للقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي تقارير جديدة تثبت تورط بعثيين في سوريا بأعمال إرهابية، خاصة تفجيرات الاربعاء الدامي، مبينا استمرار التحقيقات بشأن العمليات الاجرامية التي استهدفت وزارتي الخارجية والمالية.

واوضح برواري ان quot;الخلايا النائمة للمخابرات السابقة وتنظيم البعثيين بدأت تنشط من جديد وتفعل عملها في بعض الدول، خاصة من خلال الدعم السياسي والمالي المقدم لهم وبالتالي تمكن الكثير ممن كانوا يعملون لصالح النظام المباد من اختراق مراكز قوى بتلك الدول والعمل على تخريب علاقات البلد المتنامية مع هذه البلدان عبر تقديم معلومات غير صحيحة ومفبركة عن الاوضاع في العراقquot;، منوها بان quot;دور تلك الخلايا الاجرامية اثرفي العلاقات مع بعض دول الجوار، خاصة مع سوريا بعد التفجيرات الدامية وتورط بعثيين مقيمين في دمشق، ما ادى الى توتر العلاقات بين بغداد ودمشق.

وشدد عضو لجنة الأمن والدفاع على ان quot;الخلايا النائمة وعملاء المخابرات العراقية السابقة بدأوا ينشطون في مصر والاردن وسوريا والسعودية واليمن والكويت بهدف ابقاء العلاقات متوترة مع تلك الدولquot;. واضاف ان quot;الكثير من المقيمين في تلك الدول وبينهم مسؤولون في النـظام المباد مطلوبـون للقضاء الـعراقي وهناك قائمة طويـلة من الاسـماء تطالب بهم الحكومة لتورطـهم بالدم العراقي.