لم يستطع برنامج هولندي حل لغز إختفاء فتاة أميركية
التلفزيون محقّق جنائيّ فاشل ومفتقر للمهنيَّة

محمد موسى من أمستردام: يبدو أن منتج ومقدم برنامج الجرائم الهولندي المعروف quot;بيتر فريسquot;، لم يحقق كل النتائج التي كان يأمل في تحقيقها، عندما عرض الحلقة الشهيرة من برنامجه quot;بيتر فريس، محرر الجرائمquot; يوم الثالث من شهر فبراير الجاري، وتابعها أكثر من سبعة ملايين هولندي. الحلقة التي جرى الترويج لها، بأنها سوف تكشف لغز القضية الجنائية التي تشغل هولندا واميركا منذ اكثر من 3 سنوات، لم تؤدِّ في القبض على الشاب الهولندي (المتهم الرئيسي في القضية)، والذي سجلت كاميرا البرنامج تسجيلات سرية بإعترافه، في التخلص من جسد الفتاة الأميركية المختفية. البوليس الهولندي ومعه بوليس جزيرة quot;آروباquot; مترددون في تجديد الحبس، على المتهم الاول في اختفاء الطالبة بسبب تعقيدات قانونية يخشون الدخول فيها.

مقدم البرنامج والضحية والمتهم
الحلقة التلفزيونية حظيت أيضًا باهتمام اعلامي كبير جدًا في اميركا (بلد الفتاة المختفية )، وفي أماكن اخرى من العالم. محطة تلفزيونية كبيرة هناك، مثل الاي بي سي، اشترت الحقوق الحصرية لبث حلقة البرنامج الهولندي في اميركا. مقدمة البرامج الاميركة الشهيرة اوبرا وينفري تابعت في برنامجها، تطورات القضية، واعلان الصحافي الهولندي انه وجد حل لغز اختفاء الفتاة الاميركية quot;ناتلي هوليويquot;.
حلقة الفتاة quot;ناتلي هوليويquot; كانت (وكما توقع الكثيرون) عاطفية كثيرًا، صحافي الجرائم بيتر فريز، استدعى والدة الفتاة المختفية من اميركا، لمشاهدة الحلقة، ومشاهدة اعترافات المتهم الأول في اختفاء quot;ناتليquot;، الشاب الهولندي quot;يورن فان دير سلوتquot;، والذي قبض عليه مرتين من قبل بوليس الجزيرة، للاشتباه به في تورطه في قتل واخفاء جثة الطالبة الاميركية، والتي كانت تقضي رحلة مدرسة مع زميلاتها في الجزيرة التي تقع في البحر الكاريبي وتخضع للسيادة الهولندية.

برنامج الجرائم الهولندي الشعبي، نجح في اقناع أحد اصدقاء المتهم، في وضع كاميرات سرية في سيارته، واستدراج المتهم الشاب، للحديث عن الليلة التي اختفت فيها الفتاة الاميركية قرب البحر.

بعد اشهر من المحاولات، بدأ الشاب بالحديث العلني عن الليلة تلك، وكيف انه تعرف إلى الفتاة الاميركية في الفندق الذي كانت تنزل فيه، وانه رافقها الى الساحل البحري. الفتاة التي كانت قد تناولت الكثير من الكحول، بدات حالتها الصحية بالسوء، وانها فقدت الوعي هناك، على الساحل الفارغ من الناس.
الشاب الذي لم يعرف التعامل مع الوضع، اتصل بأحد اصدقائه في الجزيرة، والذي اقترح ونفذ رمي جسد الفتاة عميقًا في البحر، حتى يصبح من المستحيل العثور على الجثة هناك.

على الرغم من النجاح الكبير للحلقة، كإنجاز تلفزيوني كبير، لقضية تشغل المجتمع الهولندي منذ اكثر من سنتين، إلا أن الخطأ الذي ارتبكه مقدم البرنامج وصاحبه، كان بإعلانه في الصحف والمحطات التلفزيونية، وقبل ايام من بث الحلقة، عن توصله إلى معرفة سر اختفاء الفتاة الاميركية، وانه استخدم كاميرات مخبأة بعناية في سعية للكشف عن الفاعل الحقيقي في الجريمة.

هذا كله ساعد المتهم الاول quot;يورن فان دير سلوتquot;، في الإعلان في الصحف (وقبل الحلقة ايضا) انه اخبر احد اصدقائه بقصة غير حقيقة عن إختفاء الفتاة الاميركية، لانه اراد ان يبدو بمظهر الشاب quot;المتمرس الخطرquot; أمام صديقه!!، هذه الحجة على ضعفها، اثرت كثيرًا من قوة حلقة البرنامج التلفزيوني، والإعترافات التي قدمتها.
على الرغم من ان تسجيلات الكاميرات المخفية للبرنامج سلمت للبوليس الهولندي قبل بث الحلقة، الا ان البوليس الهولندي، لم يصدر حتى الآن اي اوامر جديدة في القبض على المتهم الاول، البوليس فسر الموضوع، بأنه يرغب في اجراء المزيد من التحريات، وانه من غير الممكن قانونيًا، إلقاء القبض على شخص لثلاث مرات، من دون وجود أدلة كافية على ادانته.

البرنامج التلفزيوني أثار الكثير من الغضب داخل هولندا على الشاب وعائلته، العائلة تلقت بعد الحلقة مباشرة تهديدات بالقتل، الامر الذي اجبر الشرطة الهولندية على وضعهم في مكان سري آمن، الحلقة قد تكون ايضًا، دليلاً قانونيًا على المتهم الاول، في قضية مدنية داخل اميركا، فالتفاصيل التي تحدث بها المتهم ربما تكون كافية لادانته بالتجريح بحق الفتاة المختفية، وهو امر يعاقب عليه القانون الاميركي.