رد على الشيخ ضياء الشكرجي:المنهج القصدي دمر الفطرة

تعريف
الجريمة في النص وليس في الاشخاص على كائنات تمجد الخنجر والسكين، وتطوبه آية كما الروح القدس والخبز المبارك، حتى صار الطعن لباب النص ونص القلب، ريشة الفضيلة وهي يسجل مصادر الثواب على اجداث ضحاياه كحبر اعظم…ربما كنت استفزازيا دون قصد او دراية، الا ان الحزن والاشمئزاز حيث يسكر ويدوخ، لايمكنه ان يميز مثلما لم يميز قادة الخناجر بين الرحمة والقسوة، فقراءتي للماساة اوصلتني الى ان مكان السلام في نصوصنا اخطر من مشهد الحرب، لانها مصدر تشريعها، البغض الشامل والغلظة المقدسة لم يؤمن بها اصحابها من دون تغطية شرعية لصلف نصالها وشفراتها، انما تلك المناطق التاملية والجمالية هي مصدر هذا التشريع، فالدم كان وضوء هذا التاريخ القاحل من الرحمة، من اجل صلاء لالهة انتصرت بالشيطان والشر على ذاتها الاولى!!الج هذه المطارحة الخطرة الان بعد ان وجدت متاخرا رد الشيخ المتنور ضياء الشكرجي، وفيه نغس المحاولات القديمة، المفعمة بسموم حسن النوايا وطيبة القلب، نفس الدوران المرتبك في ازدواج فعل الظلام كمصدر اضاءة، ومن ثم تقبل منطق الفقه البلاغي وهو يتستر إلى منهج الوضوح، فيخلق منا كائنات اعتبرت ارث التشويش والتظليل عملا بارا، بل خربت منظومة عقودها، حتى الادنى منها، ازاء الوعي والتلقي والتغرف على العالم، وبهذا اصبحنا امة من الخراب والدمار والجحيم، خطرين على انفسنا وعلى الاخر، تقدم الفضيلة نفسها في عالمنا، طبقا لاخلاق التشويش، كاي زانية او دمار، نتقبلها كما لو انها تختبر الصبر داخلنا على الاذى، وهكذا نعيش والى الابد اختبارات الاذى كاي مهووس غيور يحاول دائما ايذاء محبوبته كي يختبر تعلقها به وهو في ذروة شره واذاه، فالمحبة معكوسة، لانها تهاجم بالشر ماهو خير لتختبره ولن تهاجم بالهير ما هو لتختبره، فالشر في منظومة وعينا هو المركز والقاعدة والمرتكز. . هكذا كان يجب ان نبحلق طويلا بالحقيقة وان خسرنا قوة البصر، والا فالاخطار التي تغصف بعالمنا ستبقى بدائرة الدلع الفقهي والالهي والمعتقدي، لقد جرى تحضيرنا طويلا على تعطيل المقارنة في بساطة الحواس ونشاطها البيولوجي العادي، الى الحد الذي من الممكن اعتبار حواس البغل اكثر حكمة في التعرف على العالم من عبقري فقيه كتب مئة كتابا، غرضها تدمير نظام الشعور والبراءة الاولى، او تشويش المنظومة القدرية لحاسة البقاء والرفاه العضوي. .


صدام ونظام القسوة في جذر لاهوتنا!
"يخجلنا في الله ما في بشريتنا من نبل ارقى منه، ويخجلنا ما في بشريتنا من وضاعة انتجتها قيود النص المقدس"

[ ساستطرد كثيرا وانا ارد على منهج في شخص وليس على شخص في منهج، لاني لست الهة تتعالى عمن تخلق، وتهين بتهمة الوضاعة بعض كائنات خلقتها، لا لست مغفلا كي اكون الها، لست ظالما كي انتمي لهذا الارث المفترس، المتجبر والذي في حقيقته النصية يشبه سافلا من طغاة العالم الثالث، اذ كان صدام امتثالا نصيا مطابقا لغرابة وحيرة منظومة الطغيان في الوصف التدقيقي للالهة، لانها طائشة متهورة دلعة تحب نفسها لا تتمتع بالنبل المتعالي اسست قيم التبرج بالفضل وادعاء المنّة، ولم تصل لاخلاقية كنغارو او اضاحي سمك السلمون او إيثار شجرة، الهة يفح الدم والتعذيب من تحت انيابها، وقد خدعتنا وفخختنا قيم الخوف، حتى عطلنا حواسنا البادهة وتحولنا لكائنات فكرية مشوشة الشعور ومصابة باعماء بصري الى الحد الذي تجزل احترامها وعبادتها لمحركات السوء والقتل والالم والاكتئاب. . . لا لست شجاعا على ان اكون الهة بكل ما تقترفه من صفاقة التعظيم على شرائع تعذيب المخلوقات، وفي فطرتي بكاء على جرذ اهملته الضمانات والاستكراهات حين بات اطفاله جوعى او ضحايا مصيدة او الخوف الابدي، كلا لست مستعدا للتنازل عن هاويتي الى تلك الذروات الرعناء الموحشة وهي تدعى الارتفاع من وضاعة، تتهم بها الاعماق الحكيمة. . كم مخجل ان تكون الها ولم تكن مخلوقا متمردا، لان الاله يبدو صاغك كي تتخلص من انانيته وهفواته، وهكذا كان حبه الاعجازي لك ان تكون ضده ولا تتبع ارادته، لذا فالتمرد هو العبادة الاخرى لرب ارادك حرا وليس عبدا حتى لملكوته /العبيد غير صالحين للفضيلة. . ساستطرد كثيرا في شتى المساحات الممنوعة والمهملة، تلك التي حددت قدرة العقل على عدم اختراق ضابطة الجنون، فكم عسير ان تدخل مساحة الجنون في توقد عاقل واشعاع حكمة، هكذا كي نعرف الحق من القح لابد ان نجري انقلابات على شذوذ روضنا طويلا كي يصبح قاعدة، اذ انتهى مرتجع الاعماءات الخالدة حين تكون الاكثريات محقة، ولعل التجربة اكدت ان الاكثرية دائما على خطا، وربما قاعدة الحقيقة تنطوي على الاقلاوية المطلقة، ومن مميزاتها وعلاماتها انها كريهة منبوذة مستوحدة لا نصير لها ولا عاصم لها غير رجم الراجمين، فهي الحرام في كل حين، وحين تصبح حلالا ستضمر وتفسد وتضمحل ككل حقائق التاريخ، والسبب في ذلك لانها تكون فكرة الاكثرية، والاكثرية بيت فساد وهمرجة وتاويل وخداع وسلعية، تميت ما في الحكمة من فضيلة ونجابة، كلما انتخبتك الاكثريات تاكد انت فاسد وشرير وبلا موهبة او فضيلة. .، بهذا المعنى الذي اجلناه طويلا، ونحن نشاهد كيف يحتفل العبيد في يوم سقوط الحرية متوجين قيدهم وزنزانتهم ككل الاعياد والاتراح. . كيف يطالب الناس بحرية وهم يمجدون قاهريهم ويصفقون لخوفهم؟ نحن نشاهد وحسب، وقد اجلنا طويلا افساد فرحة العبد بقيوده وسجنة وانحنائه غير الكريم. . ومع اننا نحترم مسرة العبد باعتبارها مسرة الا انه عمد على افساد حياتنا وعدم احترام حقيقتنا حيث نحترم اوهامه، وحيث اصبحت الاوهام خطرا علينا، لم يعد أي مجال للسكوت وان كان النتائج افساد مسرة الوهم ]


ينفجر البركان لان اعماقه اعلى من ذروة
اجل. . . تاخرت عليك لاني للتو عرفت ايها الشيخ الجميل (ضياء الشكرجي) ما كتبته عني، ولاني لا استعجل الاعلان عن هاويتي، فالهاوية اكثر استعلاءا من القمم وانا من سكان الهاوية حيث تتعالى كلما كانت تحت اقدام الاغبياء والمتجبرين والمجوفين بالاوسمة والبطولات والمجد النجومي الداعر، لا شيء يتسع على حفرة قبر وضيعة، ولهذا كله اجد نفسي سجادة حمراء لكل من عرف الدموع على القتيل والقاتل، على الذبيح وعلى براءة السكين، وهي تستطيع ان تحفر تواريخ الحب الاول على اشجار السنديان وتستطيع ان تطعن ذلك الحب ايضا لانها "حمالة اوجه كنصوصنا"، فالملاك بسبب قوة البرائة فيه اعمى وارعن، تحركه عقول البشر واهواءهم، لذا لا اجد نفسي مكرما بوجود ينتهي بقمامة في حفرة، ولا اجدها ايضا تميل للابدية الكريهة، لان الحفرة والقمامة هي الردع الحكيم لعنفوان طغياننا على الارض، فتصور كم سيكون حال العدالة والظلم ان اعطي الكائن بعض الخلود، فيما طغيانه ومروقه وفجوره اسوء من شيطان وهو في هذا الردع الكوني الشكور للقبر؟ لهذا اجد ان خيال الابدية احدث فجوة لااخلاقية تسببت بكل هذا التوحش وانعدام الرحمة ولاسيما خيال الجنة/لو بقي البشر بلا امل افضل لسلامهم من تجبر خيال الابدية، لذا كل علاج هو جرعة مرة وعلينا شرب المرارة، وهي خيبة هذا الخيال وهدمه كي لا يكون ثمنه كل هذا الابداع بالوحشية والقتل والتقرب بالاضاحي المسكينة كثمن لفاتورة الجنة، وهل يحسد الحسد في الجحيم ان كان خيارا المؤمن بالسلام مضطرا الى رفض فواتير الجنة؟!!انه نظام لا يقبل الوسطية التجميلية ولا التاويلية الذرائعية، ولا التبديع المموه، فالانسان جرى تجريبه تماما على كل تلك المؤولات الخادعة والتخفيف الجمالي، ففشل ولم ينجح في عقد متراكم جعل الحقيقة مصدر تشريع وادارة لانها متسيبة في انظمة الخيال لا تضيطها الوقائع بل تجد نفسها في حرب دائمة معها. لحسن الحظ انا منذ فترة اشتغل على مغامرة التخريب الفاضل لمنظومة استشراع العقود الانسانية من مصادر الخيال، ما جعلني اقبض على تاريخية متزمّمنة لفكرة الحقيقة، لاننا امام حقائق هي اشبه بتحزبات وجدانية تتكون في ما يشبه عشائر الخيال وقبائل النظريات. . اجل خسرنا الكذب وربحنا المرارة، الا اننا نجرب الان كيف نسكر ونصاب بمسرة جديدة مكونة من اكسير المرارة.
قبيل البدء معك ارغب تحضيرك وكل القراء لمطولتي المزعجة، لاني غاضب على كل كبت منهجي وتربوي اوجدوه لي كمشترع اخلاقي، فوجدت انه التحضير الفاضل والدسم لكل اللااخلاقيات والمناكد والكروب والخراب، حتى اصبح ما يجري الادعاء به هو ستر لنقيضه، كما لو اننا عقدنا اتفاقا على خداع بعضنا البعض، بل واصبح الخداع مثلا اعلى!!الامم التي تخشى هدم تماثيلها في الضمير لا تنهي عبوديتها في هدم تماثيل الحجر.
قاطعو ارؤوس وخناجر بداوة الانترنيت
كذلك اقدم مداخلي بحوار جرى بيني وبين احد صيادي الفوز بالجنة حيث يذبح احدهم، ذلك لان الوضع اصبح بين طرائد ومطارد، اتخم بفكرة نيل الجنة ان هو قدم ذبيحة كافرة، فاصبحنا نحن الكفرة، كما يوصمونا، والجواسيس كما يلصقون بنا، مثل عبيد "كوتا كنتا" يحاذرون مصايد النخاسين في غابات افريقيا. الحوار هو كناية عن تهديد بذبحي ووضع فيلم الذبح على صفحات الانترنيت!!ولحسن الحظ كنت قد دفعت بالمادة قبيل ان تنشر، وهي المادة التي تتحدث عن "الرحمة بشكل خنجر"، أي كنت على موعد تخاطري مع فريق الذبّاحين قبل ان يعرفوا بالمادة المكتوبة والمرسلة الى ايلاف، كان في الجانب الاخر الصديق عبد القادر الجنابي في نفس الوقت الذي اكتب معه على المسنجر واحد الذباحين يطلق تهديداته لي بالذبح بذات الحين. طبعا هو لا يعرفني ولو عرفني لادرك تماما كيف يتجنب حرفة القتل والموت معي لاني بحثت عن الموت في اخطر الاماكن فهرب مني، وشاهدت جثثا مقطعة وسجونا لا يبتكرها وحش، ومغامرات لا يفعلها مجنون. . الخ ثم رميت مجد الشجاعة في سلال القمامة، بل وحين قدموا لي وساما عن البطولات الثورية، اختليت بنفسي ووضعت الوسام ارضا ثم اردت التعبير عن شكري للثورة والثوار، فلم اجد قلما وورقة، لذا كتبت ببولي فوق الوسام ::شكرا ايتها الثورة!!( اعتذر شيخنا الجليل، فلي اسبابي الاخلاقية بالتبول على هكذا ثورات وحركات تحرر او شجاعة او فروسية) . . اجل لو عرفني هذا الجرذ وانا المثخن بجراح وشضايا ورصاص اتقزز من مجدها وقذارتها بجسمي، لفكر الف مرة في كيفية استخدام وظيفة التخويف لامثالي، ولكن تاكد شيخي الجليل انا خنت القتل علنا ولم اقتل عدوا، بل ووشيت بنفسي له عند الكمائن لان الحرب ليست مهنتي، لكني كنت احاول تحدي القتلة والمجرمين بقيم الشجاعة فارى جبنهم وتهربهم بعيني، كي تستريح نفسي، الى ان طلبة السلام اشجع من المحاربين، ولدي شاهد وشهود هم من اخطر واشجع محاربي عالمنا، ولعلي ساذكر شهادتي عنهم لانهم شهود هذا العصر!!!!!!!!!!!!. اجل كل مجد الحروب لا تكرمها غير مكبات النفاية والمزبلة، حتى الحق في الحروب هو باطل اضطراري، ولعل حقه في الحق ان يحيل سيوفه مناجل ومدافعه انابيب للصرف الصحي وقذائفه الى مزهريات لورود غير ذبيحة، هذه قاعدتي. . . وامل ان يستمع من هددوني، وهم كثر، انني احزن على عقولهم واتالم: كيف اخوة لي وصولوا الى هذا الحد من انعدام الرحمة؟ وسبب المي، وهذا صلب مداخلتي معك، ينطلق من كون هؤلاء غير مسؤولين عما توصلوا له من قبح وتشوه، انهم ابرياء وصادقون وحتى استطيع ان اقول: انهم نجباء في ما والوه وامنوا به، لانهم النظائر الصادقة للنص، والتطابق الكامل معه، ولم يأتوا- لا استصوب رفع حروف العلة هنا!!- بشيء خارج ما تناصت معه ارواحهم، فكانوا التطبيق الحرفي والادق لتعاليم، تمركز الجزء الاكبر منها على القصاص والعقاب وتوحيش الرحمة، لا اتصور ان الزرقاوي وابن لادن او مجموعات الخمينية المتطرفة، وجزاري الجزائر، ودسائس الترابي ومناوراته البلاغية التافهة، ولا هذا الذبح المنهجي البار جاءت ببدع متطيّرة خارج النص. . ( يحزنني كثيرا ان ادخل لاول مرة في النسب المخفية عندي واكون واضحا، لاني كنت في ما مضى احمي اوهام الناس السعيدة من نفسي ومن افكاري، فاخنقها خنقا، لان الفرح والسعادة اهم من الحقيقة وان كان وهما او كذبة، فالحقيقة في مسرتها الكاذبة احق من الحق في كابته وسوداويته الصادقتين. . وهنا اضطر لتعذيب نفسي لاول مرة كي اعلن ان هذه المسرة التي قبلناها كوهم لدى الناس، بدات تشكل علينا خطرا وتفرض شروط عدميتها علينا، لذا لم نجد بانفسنا ما يجعلنا ملائكة او الهات او اضاحي سعيدة، وهذا يضطرنا تخريب هذا الوهم السعيد وان فقدنا قيم احترام زيف الاخر ووهمه، ذلك لان مصائر الوجود والحياة في خطر وتهديد ان بقي الوهم سعيدا، فآن له ان يحزن ويكتئب ويضمر ويتلاشى، حيث تجاوز كل معقول وعرف، لذا اعتذر لاي قدرة لدي تتقن عناصر التشكيك، فالجحيم يحتلنا بافكار الجنة، ولابد من تنشيط الحواس وعدم البقاء في التجريد، اذ هناك ماساة بصرية. . اشدد على اعتذاري مما سافسده من رفاه موهوم).


الخنجر في النص وليس في النفس
منذ ازمنة بعيدة نبحث عن شجعان من سدنة اوثان النصوص الجامدة، سدنة اصنام الله الحسنى، وما زلنا نطالب بالمزيد ممن يفك ارتباط الوجهين في النص، كما يحطم دهائية:" القاهر والرحيم"في نفس الوقت، ويوحي لنا بجغرافية لغوية غريبة على عقدنا القدري ازاء وظائف الاتصال، كما لو ان اسرار الوجود محفوظة باللغة، فيقال الاعجاز!!ومع ان الرحيم والقاهر يخضعان لحفرية تحتاجها قوة التضمير الساذج لاسم"الجلالة" ( لماذا الجلالة؟انها ملوكية بشرية)، والاعجاز هو دهائية استعلائية غير كريمة من الوجهة التطبيقية والعملية، للبشر، لانها تخلق طبقية ادبية واحتكارات غير شريفة لفئة وطبقة لبست قناع المعرفة للتسلط على رقاب الناس، لتجعل من اللغة اشبه بشفرات جيش او شرطة امن خاصة، يتداولها قسم من اجل تكبير حجم السيطرة على الناس، والناس خاضعون ابدا لتحكم السر والخفي والطاقة الغامضة، فالغموض والتشفير هو احد ادوات السلطة الادبية قديما وحديثا، والهدف ازدياد شحنة الجهل واعداد الجهلة كلما ازداد التلغيز اللغوي والمعرفي. . فاللغة ليست شفرات عسكرية كما ارادها آكلو افخاذ الدجاج واصنام التمر والمباطنات الزوجية والملاحسات النسوية الشرهة، انها تعمل على توسيع رقعة التبسيط والاتصال، مع اني احد اكبر الملغزين في اللغة، الا اني احيانا اتقصد لاسباب اخلاقية واحيانا لاسباب تتعلق بتعقيدات توصيل فكرة لا تنجزها اللغة المتداولة، وما دمت كاره للسلطة والجاه والشراهة وضارب بالزهد في اقصى خيارات الكفر باي دعوة وفكرة، معتبرا ذلك نظاما شخصيا بحتا تفرضه فلسفتي حيال الخلاص الاخلاقي والطاقة الايثارية، فان الالغاز المستخدمة من قبلي غير قصدية ولا جماهيرية ولا فقهية ولا حوزية او هرمية، فانني ابحث عن مصداقية واحدة تتجلى برفض الجمهور وكراهيته لي، وتجنبي وعدم اختياري كمصدر مريح له، وهذا باعتقادي يشفع قصدي وغايتي. اللغة والفقه تظافرا لصنع الإجهال والجهلة الفاضلين، ليكيفوا اكاذيب النص لمنطق يقوم على قبول شرعية تشويش الوعي كمصدر فضل وتقرب للخالق والحقيقة، وهكذا صار علينا ان نوهم انفسنا ونحضرها على تقبل الواحد زائد واحد يساوي ثلاثة او الف، كما نتقبل ابناء الشوارع كقادة للامل والفضل، ونتوهم المجرم كمخلص، وهذا ما روضه النص المزدوج وهو يعمل بمنهجية تعطيل المقارنة والحواس. بهذا المعنى لم تطن منظومة الاوهام بفعلها الرومانسي بل داخل غرف نومنا وفي معتملاتنا اليومية، تبررها قوانين مفاضلات لغفوية مطعونة الذمة، غير محايدة، تكيف القانون حسب خطيئة المقدس وبلادته وليس العكس، وهذا اصبحت العقلانيات والمنطق مواضع كفر، الامر الذي اصبحت امكانات وراثة الجبن العقلي وخراب الوعي ممكنة، محجبة بستر الاثم، ما جعل العقلانيات والقوانين شرعة مزاجية بيد محتكري الخوف والقوة، هل اصبح هذا النظام الجيني المتوارث سببا في مجتمع يقدم نفسه بهوية اللامعقول ؟وهل هذا جعل من البداهة والعادية ان تكون الرحمة متوحشة يمارسها نزق حكام الخوف، ومنهم صورة الله في النص؟؟
الوجهان كانا احد اكبر اوجه البلبلة في الاجتماعية الاسلامية، كما لو ان الامر مشابة لحقل الغام مموه بزهور الاكاسيا او اللوتس، ولعل رصدي لشخصية الامام علي او ابي حنيفة او عمر بن عبد العزيز ناهيك عن بعض الائمة، مع ملاحظة اني اشك في الكثير مما نسب لهم، خصوصا في مجال ثقافة العنف والحرب!!فانا اجدهم تصرفوا بالوجه الرحماني البحت، وأهملوا الوجه الغضبي والقصاصي والتوحشي في منظومة الرحمة المفترسة. . وكانت وسائلهم الردعية حيال مواكبة فلسفة خلق الردع الذاتي في مجال الفطرة البشرية، كما يامل النص حين يذكر الجحيم والوعيد مرارا، هي ابنة ازمنة فكر الحقيقة كجغرافيا زمنية وتاريخية ثقافية لتلك الازمنة، فيما الفطرة المتعالية لدى بعضهم، ناهيك عن الموهبة الاخلاقية، لان الاخلاق موهبة وليس هبة، تضمّر عدم قبولهم صور اللاهوت في تواضعها وادنويتها، بل خالفتها كي ترتقي بالتناظر مع الذات الالهية الى مرحلة التعالي الايثاري والنبل الارستقراطي، بما ينفي تسليع وتنميط الخالق كاي رئيس ارهابي او زعيم متوحش، يقدم الاغراء من جهة والقصاص من الاخرى، ثمة كوميديا تليق بحكام العالم الثالث، بل هي اقل من ضباط الانقلابات الافريقية، وتلك صورة تضمينية مضمّرة، في تقديم صورة الخالق، وهي ادنى من صورة الالهات الوثنية او الهات بلاد ما بين النهرين القديمة، انها اقرب للفرعونية او الثقافة البربرية، وهذا الشق استاثر به النص الموسوي اليهودي على خلاف الابراهيمي ابن اور، والذي محي تماما ولم نجده الا في عصر الانبياء الشباب ممن عاش في العراق، ما بعد السبي البابلي، لان السيماء السرية للنص تكشف اثار البصمة الثقافية والانثروبولوجية للمكان والاثر لحضاري، وهنا جديث اخر هو اخطر مما نتناوله الان، وفيه سنقرا اثار الوطنيات الدينية على الوطن، وعلى البعد التجريدي للنص، كما نتعرف على تماهي الغزو الوطني بالنص الكوني، بحيث ينتمي البشر الى اوطان النص وليس للنص!!الامر مغامرة خطرة هنا تحتاج لكفاية وجدانية للتوغل في مسابيرها.

يتبع