حسين الحربي ومنصور الشمري وعبدالعزيز اليحيوح: أوحت ملاحقات رجال الأمن منذ مساء أول من أمس، والتي اتخذت طابع المطاردة من منزل الى منزل، ومن خيمة الى خيمة، ومن جاخور الى جاخور، أن الأجهزة الأمنية باتت تمسك بمعظم جزيئيات صورة جريمة حولي، ودخلت مرحلة استكمال جمع «القطع» تمهيداً لتجميعها، بحيث تتضح «اللوحة»، إن في ما يتعلق بالواقعة نفسها، أو في ما يخص امتداداتها المحلية والاقليمية، وخلفياتها، وعمقها، وامكان اتساعها.
وأمس، قال طليق العتيبي والد فواز الذي قتل في المواجهة مع رجال الامن في حولي لـ «الرأي العام» انه كان دائما ينصح الى ابنه بسلوك طريق الاعتدال وعندما لمس منه جنوحا نحو التطرف هو ورفاقه واحتمال قيامهم بأعمال خاطئة أبلغ السلطات الأمنية بضرورة مراقبتهم كي لا يذهبوا الى القتال في العراق.
وأضاف انه ارسل أكثر من مرة الى «أحد محرضي» ابنه ورفاقه ناصحا اليه بأن يستهدي بالله في حديثه مع الشبان «لكنه كان فظا لا يستمع الى النصيحة» كما اتهم طليق «بعض الدعاة» بأنهم «غسلوا مخ ابني جازاهم الله ما يستحقون»، قائلا انه أبلغ أسماءهم الى السلطات الأمنية.
وتحدث طليق عن ابنه فقال ان «نشأته كانت هادئة، وكان شابا طيبا لطيف المعشر، معتدلا يحبه الجميع، لكن ما عساي ان اقول في من غسلوا مخه، هؤلاء الدعاة الذين أبناؤهم ينامون في احضانهم بينما يحرضون ابناءنا ويرسلونهم الى جحيم الفلوجة»، ونفى طليق ان يكون فواز ترك وصية مع الخادمة، أو انه كان يبدي اعجابه بزعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن، مشيرا الى انه كان أول من أبلغ السلطات الأمنية بضرورة مراقبة ابنه كي لا يذهب مقاتلا الى العراق.
وفيما قدّر مصدر أمني عدد الموقوفين حالياً بنحو 40، موضحاً أن كثيرا ممن أوقفوا في اليومين الأولين أطلقوا بعد التحقيق معهم، وأن آخرين أيضاً سيفرج عنهم بعد استكمال التحقيق معهم، اذ ان ليس كل من يتم توقيفه مشتبهاً به أو متهماً، أفاد مصدر آخر بأن حلقة المشتبه فيهم الفعليين انحسرت الى ثمانية، هم من لم يستطيعوا اثبات أماكن وجودهم وقت حصول جريمة حولي, ورجح المصدر أن يكون مطلقو النار على فرقة أمن الدولة في حولي، أو أقله بعضهم، بين هؤلاء الثمانية, وأكد أن الأجهزة الأمنية باتت تملك أسماء المتهمين واسماء أصدقائهم والذين يحاولون التستر عليهم,
وكشف مصدر أمني ثالث أن مطلق النار على رجال الأمن لايزال متوارياً, وأوضح أن جهاز أمن الدولة دهم مخيماً في بر المطلاع بحثاً عن الجاني المذكور، بناء على معلومات عن وجوده فيه، ثم دهمت منزله في منطقة الجهراء، بعدما تبين لها انه غادر المخيم، لكنها لم تجده هناك, وأفيد كذلك بأن عمليات الدهم شملت منزلاً في الأحمدي، في حين تم تفتيش منزل أحد الموقوفين في منطقة الواحة بالجهراء,
وفيما عثر مع مطلوب آخر، لدى توقيفه، على قنبلة يدوية، كتلك التي عثر عليها مع موقوف آخر، أشارت اليه «الرأي العام» أمس، عُلم أن العسكري م,م المشتبه في تورطه في الجريمة كان تغيب عن عمله قبل أسبوع من الحادثة, وتردد أن امام المسجد في منطقة العيون بالجهراء، الذي كان أوقف قبل يومين، قد يكون كذلك احد من شاركوا في اطلاق النار.
وفيما توجه وفد من أمن الدولة الى السعودية، يضم شخصين، للاجتماع مع المسؤولين الأمنيين السعوديين واستقاء المزيد من المعلومات منهم، استقبل وكيل وزارة الداخلية الفريق ناصر العثمان كلاً من الوكيل المساعد لشؤون أمن الدولة اللواء عبدالله الفارس ومعه رئيس جهاز أمن الدولة الشيخ عذبي الفهد، واطلع منهما على سير التحقيق من القضية