نصر المجالي من لندن:
كشف النقاب اليوم عن أن شبكة (القاعدة) الإرهابية اخترقت الجيش البريطاني العامل على الأراضي البريطانية، حيث منح هذا الجيش تدريبا جزئيا كعسكريين لديه، وتقول المصادر إن واحدا من هؤلاء على الأقل معتقل حاليا على ذمة التحقيق في سجن بريطاني، وأضافت أن هؤلاء كانت لديهم تسهيلات لدخول قواعد الجيش ومخازن الذخيرة والمتفجرات. وقالت صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية اليوم إن وزارة الدفاع اعترفت رسميا أن بعض المشتبه بارتباطهم بشبكات إرهابية حاول الانضمام للجيش "لكنهم رفضوا بعد الاستقصاء عنهم أمنيا".

ونقلت الصحيفة عن مصادر اعتقادها بأن هؤلاء المشتبه بهم استطاعوا الحصول تسهيلات في التدريب مع حق دخول بعض القواعد العسكرية والحصول على أسلحة. يشار إلى أن علاقة عناصر بريطانية مع شبكة (القاعدة) كانت كشفت بعد عمليات واسعة من التحقيقات والمطاردات التي نفذتها شرطة مكافحة الإرهاب التابعة لسكوتلانديارد وجهاز الاستخبارات الداخلي (أم آي 5 ).

ويضم الجيش (الإقليمي) البريطاني حوالي 41 ألف عنصر ويشكل جزءا مهما من مجمل القوات المسلحة البريطانية التي قوامها 102 الفي مقاتل، وللجيش العامل على الأراضي البريطانية 329 مركزا وقاعدة عبر الأراضي البريطانية. ويعتقد باتريك ميرسر المتحدث باسم حزب المحافظين المعارض لشؤون الأمن الداخلي، وهو ضابط سابق في الجيش أن "إرهابيي شبكة القاعدة قد يستخدمون التصاريح الممنوحة لهم من الجيش البري للتسلل إلى منشآت وزارة الدفاع المهمة مثل قيادة القوات المشتركة في منطقة نورثوود في منطقة لندن الكبرى".

وقالت صحيفة (صنداي تايمز) في تقريرها إن معظم المنخرطين في الجيش المذكور يحصلون على أسلحة خفيفة كما أنهم يخضعون إلى تدريبات في مدارس المشاة العسكرية، وتنقل عن خبراء قولهم "إنه على الرغم من أن ما يقدم لهؤلاء المجندين من تسهيلات عسكرية تعتبر محدودة، إلا أن الإرهابيين قد يجنون فوائد كبيرة من أهداف مثل وحدات الاستخبارات وسلاح الهنسة الملكي والوحدات اللوجستية الأخرى".

يذكر أن سبعة آلاف من الجيش البري البريطاني استدعوا لخدمة مع القوات التي شاركت في الحرب ضد العراق، وهي أكبر مشاركة لهذا الجيش منذ 97 عاما، أي منذ الحرب العالمية الأولى.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن جميع أفراد هذا الجيش يخضعون للاختبارات اللازمة من جانب لجنة الاختيار الخاصة في القوات المسلحة، حيث من مهمات اللجنة تقصي خلفيات كل متقدم للانضمام للجيش، وهناك عديدون رفضوا لسبب الاشتباه بارتباطهم بشبكات إرهابية.

وإلى ذلك، فإن الكشف عن اختراق شبكة (القاعدة) للجيش البريطاني البري جاء خلال تحقيقات أجرتها شرطة سكوتلانديار عن خلفيات عدد من الذين اعتقلوا هذا العام، حيث تمت حملة اعتقالهم بناء على معلومات وصلت من باكستان حول بعض الأشخاص الذين لا تزال أجهزة الأمن البريطانية تتحفظ عليهم تمهيدا لتقديمهم للمحاكمة في حال تورطهم بعلاقات مع الإرهاب.