عبدالله المغلوث من فلوريدا: يسافر باراك أوباما (42 عامًا) إلى البيت الأبيض، يتحرك بإلفة وسط المكتب البيضاوي، يحشر يديه بين ضلوع الملفات الكثيرة، لم يعد حلم الأسمر أوباما المتعلق برئاسة أميركا شيئا يخفيه في صدره بعد أن نجح في الثاني من تشرين الثاني ( نوفمبر ) في الفوز بمقعد في الكونغرس الأميركي عن ولاية إلينوي ليصبح العضو الأسود الوحيد من بين 100 عضو للدورة المقبلة التي ستبدأ مطلع العام الميلادي المقبل.

أوباما الأب جاء من كينيا للدراسة في أميركا، يقول ابنه: "حصول أبي على منحة دراسية حملته إلى أميركا معجزة، هو ينام في الجنة الآن، بينما اتجه إليها بخطوات واثقة". فور وصول والد أوباما الى أميركا تعرف على امرأة بيضاء من كنساس، انتقلا الى هاواي وأنجبا باراك الذي عاشتحت كنفهما حتى السادسة عندما قرر والداه الانفصال، حينها عاد والده الى كينيا بينما تزوجت والدته آن من مدير شركة نفط اندونيسي انتقلت معه وباراك إلى جاكرتا حتى شعرت جدته في هنلولو بالوحدة بعد 4 سنوات من رحيل ابنتها وحفيدها فأرسلت لها باراك الذي اكمل تعليمه في هاواي.

انتقل باراك لاحقا الى نيويورك ليدرس في "كولومبيا" أعرق جامعاتها، حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية منها مع مرتبة الشرف، ثم انتقل الى شيكاغو للعمل في منظمات اجتماعية.
عام1988، التحق بكلية الحقوق في جامعة هارفارد والتي ترأس خلالها مركز مراجعة القانون كأول أميركي من أصل افريقي يشغر هذا المنصب.

بعد حصوله على درجة الحقوق عاد اوباما إلى شيكاغو ( ولاية إلينوي ) ليمارس المحاماة ويدافع عن الحقوق المدنية.

اهتم مبكرا بالشؤون السياسية مماجعله يترشح لمجلس مقاطعة جنوب شيكاغو ويفوز بسهولة وقد قدم خدمات متميزة لمنطقته التي هتفت له بحماسة عندما تقدم للترشح لمجلس الشيوخ، وقد حقق أوباما فوزا ساحقا بحصوله على 53% من الأصوات في الانتخابات الأولية التي أجريت في شهر آذار( مارس ) للتنافس على مقعدي الولاية بمجلس الشيوخ، واحتل أخيرا موقع الجمهوري المتقاعد بيتر فيتزجيرليد في الكونغرس بعد ان هزم خصمه بنسبة مئوية تجاوزت 70%.

فوزه في الانتخابات التمهيدية، صوته الخافت المؤثر، جعله محط أنظار الكثير، تحدث في المؤتمر القومي الديموقراطي قبل شهور قليلة، جمله رددتها الصحف باهتمام: " لا توجد أميركا ليبرالية وأميركا محافظة، إنما توجد الولايات المتحدة الأميركية. ولا توجد أميركا سوداء وأميركا بيضاء وأميركا لذوي الأصول اللاتينية وأخرى لذوي الأصول الآسيوية؛ إنما توجد الولايات المتحدة الأميركية". لهجته لا تعكس حرصه على كسب تعاطف السود فحسب بل اميركا برمتها.

يقول محلل الأخبار في شبكة ان بي سي الاخبارية: "عام2016 سيبلغ أوباما 54 عاماً، انه العمر المناسب ليصبح رئيسًا لأميركا، يبدو أن باراك يعمل من اجل هذا الهدف، ألا تتفقون معي؟".

يذكر أن باراك هو خامس أميركي من أصل افريقي يدخل الكونغرس بعد 109 دورة للمجلس، لكنه يختلف عن الأربعة تماما، تقول الكاتبة في النيويورك تايمز ماروين دود: "يملك كاريزما، وحضور فعال على المسرح، عارض الحرب على العراق بجرأة افتقدها كيري، ساحر جدًّا، انتظره في البيت الأبيض، لن يتأخر".

باراك متزوج من ميشيال، أنجبت له ابنتان، يتمنى لوأن والديه على قيد الحياة، يقول: " والدي متخصص في الاقتصاد، وهو كيني الأصل واجدادي كانوا يرعون الغنم، والدتي متخصصة في علم الأجناس واسمها يعني باللغة السواحيلية المبارك من الله، افتقدهما جدا، هل يبتسمان الآن من اجلي؟".

يبتسم اوباما دائما، يعلق على اسمه وجسده النحيل: "اسمي مدعاة للتندر فضلا عن جسمي الضعيف، هناك من يناديني ألباما، أو أنت ماما".
تقول شبكة بي بي سي: "بدأ الأميركيون في حفظ ملامحه، لن يخطئ أحد في نطق اسمه لاحقا".

-باراك أوباما يحظى بشعبية أميركية كبيرة
-اسمه تصدر الصحف الكينية بعد دخوله الكونغرس