نبيل شـرف الدين من القاهرة: في وقت دعت فيه اليوم الثلاثاء منظمة العفو الدولية إلى فرض حظر دولي على تزويد حكومة السودان بالأسلحة بعد أن اتهمها تقرير للمنظمة بتأييد عمليات مليشيات الجانجويد المسلحة ضد المدنيين بإقليم دارفور غرب السودان، في كشف اليوم الثلاثاء أحمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري، في تصريحات صحافية، عن تلقي القاهرة دعوة من مجلس الامن الدولي، للمشاركة في المناقشات المقررة للملفين السوداني والصومالي خلال الاجتماعات التي يعقدها المجلس يومي 18 و 19 من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري في المقر الافريقي للامم المتحدة بالعاصمة الكينية نيروبي، موضحاً أنه سيطرح على المجلس رؤية القاهرة لسبل إحلال السلام في البلدين، من منظور يشمل الابعاد الامنية والسياسية والتنموية، قائلاً إن هذه الاجتماعات تاتي في توقيت دقيق من جهود افريقية وعربية ودولية لدعم ورعاية مسارات التفاوض المختلفة في السودان والعملية السياسية الانتقالية الناشئة في الصومال .
ومضى أبو الغيط قائلاً إنه سيطالب المجتمع الدولي بالمساهمة في دعم السلام في السودان من خلال حزمة متكاملة من برامج ومشروعات اعادة الاعمار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة في شتى أقاليمه، ترسيخا لوحدة البلاد، مؤكداً أن هناك خططا وبرامج سوف تعمل القاهرة على تنفيذها بالتشاور مع الخرطوم، من اجل ضمان تحقيق هذا الهدف فضلا عن اعتزام مصر ايضا المشاركة في الجهود الدولية والاقليمية الهادفة لمراقبة وضمان تنفيذ اتفاقات السلام المرتقبة في السودان سواء كان ذلك من خلال آليات تابعة للامم المتحدة او للاتحاد الافريقي.
ولفت أبو الغيط إلى أن هذه الرؤية تستند إلى تكامل المسارات السياسية القائمة في جنوب وغرب وشرق السودان، وصولا إلى توافق بين مختلف القوى السياسية السودانية، بشأن الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المتكافئة، قائلاً إن الحلول الجزئية لمشاكل السودان تعجز عن تحقيق سلام شامل ومستدام في اكبر البلدان الافريقية من حيث المساحة والتنوع الجغرافي والثقافي والعرقي، وداعياً إلى تضافر الجهود الاقليمية والدولية في اتجاه البناء على كل انجاز لتسوية الاوضاع في إقليم ما من الأقاليم السودانية، ليشكل قاطرة لإنجاز اضافي في اقليم اخر وصولا إلى تحقيق السلام الشامل في مختلف أقاليم السودان، على حد تعبير أحمد أبو الغيط .
وفي الشأن الصومالي، دعا وزير الخارجية المصري إلى انتهاز فرصة ما تم إنجازه حتى الآن من تقدم يتمثل في تشكيل حكومة انتقالية، للعمل على الاستعادة التدريجية للامن والاستقرار وترسيخ مفهوم الدولة الموحدة في الصومال، لافتاً إلى ان الصومال ستكون في مسيس الحاجة إلى دعم دولي واقليمي سياسي واقتصادي وفني متواصل، حتى تتمكن الحكومة الانتقالية من النهوض بمسؤولياتها من داخل الصومال، موضحاً أن الرؤية المصرية تقوم على عدة محاور، تنطلق من استعدادها للمساهمة في طرح الحلول الممكنة وتفعيلها، سواء تلك المباشرة أو عبر آليات مستحدثة تتبناها الامم المتحدة أو الاتحاد الافريقي، بهدف تنفيذ برامج التاهيل الفني وتوفير الخدمات الاساسية للمجتمع الصومالي خلال مرحلة بناء السلام والاستقرار في البلاد .
تجدر الإشارة إلى أن تقرير منظمة العفو الدولية أشار اتهم السودان بشراء طائرات عسكرية من روسيا والصين، استخدمت في قصف قرى دارفور فضلا عن اسلحة تضمنت دبابات وعربات عسكرية ومدفعية من روسيا البيضاء وبولندا فيما زودتها الصين وفرنسا وايران والسعودية بأسلحة صغيرة، بينما كشفت تقارير أخرى عن تزويد شركات اسلحة وسيطة من بريطانيا وايرلندا للسودان بطائرات انتينوف وعربات مدرعة من اوكرانيا ومسدسات من البرازيل .