معركة قانونيةومتظاهرونيسدون مداخلالحكومة بكييف
اتهامات لسورس وبجينسكي وبولندا في إشعال ثورة أوكرانيا
المحكمة تمنع محاولة رجل بوتين من الوصول للرئاسة
أحمد عبد العزيزمن موسكو،كييف، وكالات: عقب وصول الرئيس البولندي السابق ليخ فالينسا إلى العاصمة الأوكرانية كييف التي سد المتظاهرون مداخل مقر الحكومة فيها صباح اليوم، ولقائه بزعيم المعارضة فيكتور يوشينكو، أخذت الأحداث منعطفـًا جديدًا، وصفه المراقبون بـ "السيناريو اليوغسلافي الجورجي". وبثت محطة تلفزيون (إو. إر.تي) الروسية خبرا يفيد بمشاركة الملياردير الأميركي جورج سورس في تمويل المعارضة الأوكرانية على غرار ما فعل أثناء أحداث جورجيا. وقالت المحطة أن عددا من رجال الأعمال الأوكرانيين ومعهم سورس قاموا برصد مبلغ 8ر13 مليون دولار لما أسمته بـ "الاستيلاء على السلطة في أوكرانيا". وكانتالمحكمة العليامنعترئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش الذي تسانده موسكو من تنصيب نفسه، مما عزز آمال المعارضة التى أثمرت احتجاجاتها المستمرة حتى صباح اليوم رغم الصقيع والبردعن هذا الإجراء المباشر، فيما اعتبرت "الغارديان" أن المظاهرات لا تعكس المشاعر في جميع أنحاء البلاد، فجزء كبير من المتظاهرين هم من الجزء الغربي من أوكرانيا حيث لم يشعر الناس أبدا بانتمائهم الى حكومة كييف فما بالك بحكم شخص مثل يانوكوفيتش الذي ينتمي الى الجزء الشرقي من لأوكرانيا. من جهة أخرى توجه الرئيس البولندي ألكسندر كفاشنيفسكي إلى كييف اليوم في محاولة للتوسط لحل الازمة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. ويتم هذا بناء على طلب من الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما. وكان رئيس ليتوانيا فالداس أدامكوس أعلن أن كوتشما طلب منه ومن كوازنييفسكي التوسط لحل تلك الأزمة.
اتهامات لسورس وبجينسكي وبولندا في إشعال ثورة أوكرانيا
من مراسل إيلاف في موسكو: وعقب وصول الرئيس البولندي السابق ليخ فالينسا إلى العاصمة الأوكرانية كييف، ولقائه بزعيم المعارضة فيكتور يوشينكو، أخذت الأحداث منعطفا جديدا، وصفه المراقبون بـ "السيناريو اليوغسلافي الجورجي". وبثت محطة تلفزيون (إو. إر.تي) الروسية خبرا يفيد بمشاركة الملياردير الأميركي جورج سورس في تمويل المعارضة الأوكرانية على غرار ما فعل أثناء أحداث جورجيا. وقالت المحطة أن عددا من رجال الأعمال الأوكرانيين ومعهم سورس قاموا برصد مبلغ 8ر13 مليون دولار لما أسمته بـ "الاستيلاء على السلطة في أوكرانيا".
واتهم مدير معهد الأبحاث السياسية، المحلل السياسي المعروف، سيرجي ماركوف أن المشروع الراهن في أوكرانيا ليس أميركيا، وإنما بولنديا يهدف إلى شق صف التضامن الأوروبي. وأكد بأن الحملة الانتخابية لزعيم المعارضة الأوكرانية فيكتور يوشينكو قد تم الإعداد لها مسبقا من انب الأقليات البولندية في الخارج. أما المنظر الأيديولوجي لما يجري فهو مستشار الرئيس الأميركي السابق زبيجينيو بجينسكي وولديه. وقال ماركوف أن مارك بجينسكي، أحد أبناء السياسي المعروف، كان يشغل منصب رئيس الغرفة التجارية والصناعية الأوكرانية الأمريكية. أما ابنه الثاني إيين بجينسكي فهو المستشار الرئيسي لكتلة الجمهوريين في الكونجرس الأميركي. وأضاف بأن هناك ناشط آخر في إشعال الأحداث بأوكرانيا، وهو البولندي أندريان كاراتنيتسكي رئيس جمعية (بيت الحرية) الأميركية، والذي استعان بتكنولوجي السياسة الصرب واجتذبهم إلى أوكرانيا قبيل بدء الجملة الانتخابية الرئاسية.
ووصف المحلل السياسي الروسي زيارتي كل من الرئسين البولنديين السابق ليخ فالينسا والحالي ألكسندر كفاسنيفسكي لكييف بأنه جزء من سيناريو مشابهة للسيناريو (اليوغسلافي-الجورجي) ويهدف ليس إطلاقا إلى إحلال السلام في أوكرانيا، وإنما إلى تسليم السلطة للمعارضة. وفسر فكرته بأن الحديث يدور هنا حول خطة تقضي باجتذاب أوكرانيا إلى بولندا، حيث تسعى الصفوة السياسية في وارسو إلى مضاعفة تأثيرها في الاتحاد الأوروبي، ولعب نفس الدور الذي تقوم به فرنسا وألمانيا. والهدف النهائي من ذلك هو تحول بولندا إلى قائد لجميع دول أوروبا الوسطي والشرقية.
وفي ما يخص الولايات المتحدة في الشأن الأوكراني، هو محاولة واشنطن محاصرة فرنسا وألمانيا عن طريق بولندا من جهة، وإبعاد أوكرانيا عن روسيا من جهة أخرى. وأضاف بأن الأقلية البولندية في الولايات المتحدة تحمل كراهية شديدة للرئيس الأميركي جورج بوش، وترغب في إفساد علاقته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن طريق ما يسمي بـ "مشروع يوشينكو". وأعرب عن اعتقاده بأن مثل هذا المشروع لا يمكن إلا أن يكون سريا، إذ أن أوكرانيا عموما لا تثق في بولندا، مشيرا إلى أن البولنديين تاريخيا كانوا يمارسون ضغوطا سياسية ودينية وثقافية على أوكرانيا، ويعتبرون سكانها مواطنين من الدرجة الثانية.
وكان يوشينكو قد أعلن أمس الخميس عن إنشاء "لجنة الإنقاذ الوطني". وعقب وصول فالينسا إلى كييف، ولقائه بيوشينكو، قام الأخير بإعلان الآتي:
-مؤسسات القوة بدأت في التحول نحو المعارضة,
-المعارضة الأوكرانية يوليا تيماشينكو دعت إلى احتلال الأهداف الحكومية، والمؤسسات الهامة في الدولة، والاستيلاء على القسر الرئاسي.
-أسس زعيم المعارضة يوشينكو غرفة مكتبه في مبنى الفيدرالية بميدان الاستقلال.
-عمدة كييف يعطى الطابق الأول من مبنى إدارته إلى أنصار يوشينكو.
-المحكمة العليا تمنع إعلان نتائج الانتخابات إلى أن ينتهي التحقيق في عمليات التزوير.
-تمكنت المعارضة من إفشال محاولة لإعلان نتائج الانتخابات بشكل مبكر.
المعارضة الاوكرانية تسد مداخل مقر الحكومة في كييف
وسد آلاف من أنصار المعارضة الأوكرانية اليوم مداخل مقر الحكومة في العاصمة كييف. وهتف المحتشدون الذين كانوا يرتدون اللون البرتقالي "يوتشينكو، يوتشينكو" في اشارة الى مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية فيكتور يوتشينكو، في الوقت الذي تدفقت اعداد متزايدة على المبنى المؤلف من عشرة طوابق وسط العاصمة.
وقضي مئات الآلاف من الأشخاص ليلة رابعة وصباح خامس في شوارع عاصمة أوكرانيا كييف احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية وتأييدا لمرشح المعارضة فيكتور يوشنكو المؤيد لتعزيز العلاقات مع الغرب رغم الصقيع والبرد.
وساطة بولندية لحل الأزمة
من جهة أخرى توجه الرئيس البولندي ألكسندر كفاشنيفسكي إلى كييف اليوم في محاولة للتوسط لحل الازمة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. ويتم هذا بناء على طلب من الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما. وكان رئيس ليتوانيا فالداس أدامكوس أعلن أن كوتشما طلب منه ومن كوازنييفسكي التوسط لحل تلك الأزمة. وقد اقترح كوازنييفسكي خطة من ثلاثة بنود.
الأول هو التحقق من نتائج فرز الانتخابات حيثما توجد شكوى في شأنها وإعادة عدّ الأصوات على مستوى البلاد كلها إذا تبث وجود تزوير. والبند الثاني هو إعلان الطرفيْن المتنافسيْن نبذ اللجوء إلى العنف والقوة. أما البند الثالث فهو التقاء الأطراف حول طاولة مفاوضات لمناقشة مستقبل البلاد.
وقال الرئيس البولندي إن المفاوضات السياسية على الإصلاحات يجب أن تتم بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي وروسيا. كما يتوجه ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى أوكرانيا الجمعة للاجتماع مع الأطراف المعنية بالأزمة الناشبة وفق ما قالته الناطقة باسمه كريستينا غالاش الخميس. وأوضحت غالاش أن سولانا سيجتمع بالرئيس ليونيد كوتشما ورئيس الوزراء فكتور يانوكوفيتش ومرشح المعارضة فكتور يوششنكو لمناقشة تسوية تفاوضية لخلاف على نتائج الانتخابات.
على صعيد آخر أعلن صحفيون يعملون في تلفزيون أوكرانيا الحكومي أنهم غير مستعدين لمواصلة الكذب بشأن الانتخابات على حد تعبيرهم. وقد عرضت نشرة المساء لأول مرة وجهة نظر المعارضة بطريقة متوازنة.
واعتبرت صحيفة الغارديان ان ما تشهده أوكرانيا اليوم من مظاهر احتجاج وتنديد بنتائج الانتخابات التي أجريت مؤخرًا ليس صراعـًا بين الحرية والتسلط. ووصفت الصحيفة الاعتقاد بأن يوتشينكو سيجلب تغييرًا جذريـًا في حياة أوكرانيا السياسية والاقتصادية بـ"الساذج" مضيفة أنه لا يوجد دليل يمكنه أن يحسم ان يوتشينكو ما كان ليزور النتائج لو كان في وضع يسمح له بذلك. واستغربت الصحيفة للضجة التي افتعلتهاه الدول الغربية وكذلك الولايات المتحدة حول نتيجة الإنتخابات، مشيرة إلى أنه سبق وتلاعبت العديد من بلدان الاتحاد السوفياتي السابق في نتائج الانتاخبات "ولكن لم يحدث في أي من تلك الحالات ان افتعلت الولايات المتحدة أو الغرب ضجة كالتي افتعلتها الان". وقالت الغارديان إن نتائج استطلاعات الخارجين من التصويت لا تكون دائما دقيقة وتعطي دليلًا على ذلك حالة الولايات المتحدة في انتخاباتها الأخيرة.
تعليق النتيجة
وكانت المحكمة الدستورية العليا في أوكرانيا قد أمرت بتعليق إعلان نتائج انتخابات الرئاسة في البلاد حتى تنتهي من نظر شكوى المعارضة يوم الإثنين المقبل، القرار الذي من شأنه أن يعطل أي خطوة لتنصيب رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش، ويقتضي استمرار الرئيس ليونيد كوتشما الذي انتهت ولايته في السلطة في الوقت الراهن.
وقد وصف زعيم المعارضة فكتور يوشنكو قرار المحكمة بأنه مجرد بداية وقال إن الشعب دائما هو المنتصر. ومن جانبه حذر الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما من احتمال نشوب حرب أهلية، وطلب كوتشما الذي توشك ولايته على الانتهاء والذي يدعم رئيس وزرائه يانوكوفيتش من زعماء العالم عدم التدخل في الصراع محذرا من أن الحرب الاهلية قد تصبح "حقيقة واقعة". وقالت الناطقة باسم المحكمة العليا ليانا شليابوشنيكوفا لوكالة الأنباء الفرنسية إنه "لايمكن إعلان النتائج رسميا قبل الإنتهاء من نظر الشكوى المقدمة". وطبقا للنتائج الرسمية التي أعلنت الأربعاء الماضي فقد فاز يانوكوفيتش بنسبة 49.46% من الأصوات على منافسه يوشنكو الذي حصل على 46.61% من الأصوات. وقد طلب من زعماء العالم المساعدة على حل النزاع حول انتخابات الرئاسة بينما تعهد مؤيدوا يانوكوفيتش بتجاهل الدعوة للإضراب.
وقد رحب يوشنكو بقرار المحكمة العليا وقف تنصيب رئيس الوزراء فيكتور يانكوفيتش المؤيد لتعزيز العلاقات مع روسيا لدراسة الطعن الذي تقدمت به المعارضة عن حدوث تزوير في الانتخابات التي جرت يوم الأحد الماضي.
تمزق البلاد
ويقول أنصار يانوكوفيتش إن السلطات تجاهلت تزويرا واسع النطاق للإنتخابات، كما ذكر المراقبون وقوع تجاوزات واسعة. ومنذ الدعوة للإضراب تتحدث التقارير عن ارتباك المرور على الحدود الغربية لأوكرانيا حيث سدت عدد من الطرق كما توقفت جامعات ومصانع. وقد تعهد عمال مناجم الفحم بشرق البلاد، التي يتمتع فيها يانوكوفيتش بالدعم، بعدم الإضراب والاستمرار في العمل كما وصف معسكر يوشنكو "بالخونة". ويقول المراقبون إن الإضراب سيزيد من تمزق البلاد حيث يستمد يوشينكو دعمه من المناطق الغربية والوسطى بأوكرانيا.
أميركا
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول الأربعاء أن الولايات المتحدة لا تعتبر نتائج الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا شرعية في ضوء "التقارير ذات المصداقية حول التزوير، وسوء التصرف"، داعيـًا إلى "مراجعة كاملة للطريقة التي أديرت بها الانتخابات، وكيفية حساب النتائج" مشيرًا إلى أنه أجرى اتصالًا مع الرئيس الأوكراني ليونيد كوتشما، الذي تنتهي فترة رئاسته قريبـًا، وأنهما تناقشا حول الأوضاع الحالية.
أوروبا
وفي لاهاي في هولندا، أجمع القادة الأوروبيون والروس على أن الانتخابات الرئاسية الأوكرانية مسألة معني بها الشعب الأوكراني فقط، ويجب حلها بموجب دستور البلاد. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أعقاب قمة في لاهاي مع قادة الاتحاد الأوروبي، إن المسألة يجب حلها بالطرق السلمية والحوار السياسي. وكان الرئيس الروسي بوتين بحث برقية تهنئة ليانوكوفيتش بفوزه.
هولندا
وقال رئيس الوزراء الهولندي جان بيتر بالكننديه الذي ترأس بلاده حاليـًا رئاسة الاتحاد الأوروبي "إن الانتخابات لم تتطابق مع المستوى الدولي، لذا فإن الاتحاد الأوروبي غير قادر على تقبل النتائج". وبالرغم من إعلان الاتحاد الأوروبي عدم موافقته على النتيجة، فإن الرئيس بوتين قال إن الأوكرانيين فقط يمكنهم تقرير من الفائز بالانتخابات. وشدد بوتين على أن حل المسألة منوط بالدستور الأوكراني، مضيفا إنه قلق من احتمال نشوب نزاع أهلي.
وكانت الازمة اندلعت عقب اعلان فوز رئيس الوزراء الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد، الا ان زعيم المعارضة الاوكرانية فيكتور يوتشينكو اعلن نفسه رئيسا للبلاد.
وكانت بولندا وليتوانيا قد أعلنتا أن الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته ليونيد كوتشما- طلب منهما التوسط لحل الأزمة. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ضرورة التوصل إلى حل للازمة عن طريق القضاء. وقال الاتحاد الأوروبي إن العملية الانتخابية فشلت في الالتزام بالمعايير الدولية ولوح بممارسة ضغوط اقتصادية على أوكرانيا.
وكانت اللجنة المركزية للانتخابات في كييف أعلنت الأربعاء فوز رئيس الحكومة الأوكرانية فيكتور يانوكوفيتش الذي يؤيد زيادة سيطرة الدولة في الاقتصاد وتوثيق العلاقات مع روسيا. وقال المرشح المعارض "سيكون من الخطر للغرب ولمصالح هذه البلاد الاعتراف بنتائج هذه الانتخابات واعتبارها شرعية". وقال إن خصمه يانوكوفيتش والرئيس ليونيد كوتشما المنتهية ولايته، لا يستندان إلى القانون بأعمالهما. وقال في مقابلة حصرية الأربعاء مع CNN إن لديه براهين أن تم التلاعب بثلاثة ملايين صوت.
التعليقات