أسامة مهدي من لندن : تسود الاوساط السياسية العراقية حالة من البلبلة والخوف دفعت كيانات سياسية عدة الى تقديم شكاوى الى المفوضية العليا للانتخابات نتيجة توزيع بيان بشكل مكثف في المدن العراقية يدعو فيه المرجع الشيعي آية الله السيد علي السيستاني العراقيين الى التصويت للقائمة الشيعية ويحرم التصويت لغيرها ويحذر الممتنعين من عقاب سينزله بهم الله سبحانه وتعالى مما اعتبرته أوساط سياسية مراقبة انحيازًا واضحًا قد يدفع قوى وأحزاب اخرى الى مقاطعة الانتخابات.

وأبلغت مصادر عراقية موثوقة " إيلاف" اليوم أن بيانًا يجري توزيعه منذ يومين في جميع مدن العراق في الوسط والجنوب وفي مقدمتها العاصمة بغداد على الخصوص يحمل توجيهات من نجل السيستاني محمد رضا يؤكد فيه ان والده يرى ضرورة دعم قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي عرفت بالقائمة الشيعية على الرغم من ضمها لعناصر سنية والتي يصفها بالمباركة والتصويت لها وتحريم التصويت لغيرها. ويضيف البيان أن هذه القائمة تضم شخصيات مؤهلة لتشكيل حكومة وطنية وكتابة دستور للبلاد وجعل العراق للعراقيين وقد لوحظ عدم نفي المرجعية لحد الان لهذا البيان او الاعتراض على توزيعه.

وكشفت المصادر ماجاء في البيان على الشكل التالي :

تشرفت وفود بعض المناطق العراقية بلقاء سماحة السيد علي السيستاني دام ظله الوارث صباح الجمعة الثامن والعشرين من ذي القعدة الموافق الواحد والثلاثين من كانون الاول(ديسمبر) من عام 2004 وكان ضمن الوفود وفد من مدينة الصدر .

وبعد الاطمئنان الى سلامة وصحة السيد تفضل نجل سماحة السيد المرجع محمد رضا السيستاني بتوضيح توجيهات المرجع الاعلى حول الامر المهم وهو الانتخابات وكانت هناك جملة من التوصيات :
1 . ضرورة بذل الجهود الكبيرة لحث المواطنين على المشاركة الفعالة في الانتخابات من اجل تشكيل الجمعية الوطنية لان عدم المشاركة يشكل مشاركة في الانتقاص من الشريعة .
2 . ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي تحمل الرقم 169 والتي رمزها الشمعة تحظى بقبول ومباركة المرجع الاعلى لكونها شاملة لجميع الشرائح وبوساطتها نستطيع الوصول الى ما نصبو اليه وترغب في تثبيته في الدستور .
3 . ان المرجعية اب للجميع وترى ضرورة دعمها ومباركتها للقائمة رقم 169 لانها ترى من المصلحة التصويت لهذه القائمة المباركة .
4 . وفهم من سماحة السيد محمد رضا السيستاني ان سماحة المرجع الاعلى يشخص للعراقيين اهمية التصويت للقائمة المذكورة وعليه تكون تبعة التصويت لغيرها من القوائم وعلى ذمة المكلف نفسه الذي لايصوت لهذه القائمة ان يهيىء جوابا لرده يوم الحساب .
5 . ان اهتمام المرجعية ينصب على اختيار حكومة تتولى كتابة دستور يؤكد على :
... الاسلام دين الدولة ولايجوز التشريع خارجه .
... ان تكون جميع حقوق العراقيين متساوية بغض النظر عن الطائفة والدين .
6 . تلافي هدر الاصوات في القوائم الضعيفة على الرغم من وجود شخصيات مهمة فيها .
7 . ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد تضم شخصيات شريفة لاتتبع لاي جهة خارجية وملتزمة بمبدأ العراق سيد العراق وترفض اي تدخل خارجي في شؤون العراق .
8 . اكد سماحة السيد وجوب فسح المجال امام مشاركة المرأة في الانتخابات وعدم منعها من قبل اي طرف حتى من الاب والزوج تطبيقا للحديث النبوي الشريف " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .
9 . تؤكد المرجعية انها لا تدعم اي قائمة من قوائم الانتخابات في المحافظات لان هذه تعنى في الامور الادارية فقط وان دعم المرجعية للقائمة 169 لانتخاب الجمعية الوطنية يأتي لخطورة الامر الملقى على عاتق هذه الجمعية في صياغتها للدستور الدائم للبلاد حيث ان هذه القائمة تضم شخصيات مؤهلة لحمل هذا الامر ويراهن عليهم في جعل العراق للعراقيين .
10 . واخيرا اكد سماحة السيد ضرورة التآخي والتآلف بين جميع العراقيين والدعوة الى نبذ الخلافات من اجل المصلحة العليا للبلاد التزاما بالنهج الذي رسمه اهل بيت النبوة سلام الله عليهم .

وفد اهالي مدينة الصدر

وفي أول رد فعل لها على هذا الامر قالت المفوضية العليا للانتخابات إن استخدام الرموز الدينية والمقدسات والفتاوى الدينية في الحملات الانتخابية يتعارض مع قواعد السلوك الموقعة من قبل كل الاحزاب والائتلافات المشاركة في الانتخابات المقبلة.

وقال بيان صادر عن المفوضية العليا إنها تلقت "عدة شكاوى من كيانات سياسية مشاركة قانونيًا في التنافس الانتخابي المقبل تتعلق بقيام بعض المرشحين والقوائم المتنافسة باستخدام الرموز والمقدسات والفتاوى الدينية في حملاتها الانتخابية الحالية." واضاف البيان ان تصرفات هذه الاطراف "تتنافى مع مبدأ الانتخابات الديمقراطية وهو ما يتعارض مع قواعد السلوك الموقعة من قبلها عند التصديق عليها لدى المفوضية."

وكانت شخصيات دينية وسياسية بارزة قد شكت امس قائمة الائتلاف العراقي الموحد لاستخدامها اسم المرجعية في حملاتها الدعائية الانتخابية وهو ما وصفته بالخرق "القانوني والاخلاقي والسياسي لقواعد اللعبة الانتخابية." وقال البيان ان المفوضية "تؤكد انها تدرس هذه الشكاوى معتبرة ان التصويت حق شخصي حر كما وتناشد كافة المرشحين ومسؤولي القوائم الانتخابية المنافسة احترام مبدأ ضمانحق كل ناخب عراقي بالتمتع بممارسة خياره الانتخابي بكل حرية واستقلالية .

ومعروف ان قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي اشرفت على تشكيلها خمس شخصيات اختارها المرجع السياسي تضم 16 حزبًا قدمت 225 مرشحًا .. كما طرحت برنامجًا سياسيًا هنا نصه :

الأمن والسلام الدستور والاستقلال الديمقراطية وحقوق الانسان العمل والاعمار
اولاً ـ العراق الذي نريده :
1ـ عراق موحد ارضاً وشعباً وذو سيادة وطنية كاملة.
2 ـ وضع جدول زمني لانسحاب القوات المتعددة الجنسيات منه.
3 ـ عراق دستوري وتعددي ديمقراطي فيدرالي موحد.
4 ـ عراق يحترم الهوية الاسلامية للشعب العراقي، ودين الدولة فيه الاسلام.
5ـ عراق يحترم حقوق الانسان، ولا أثر فيه للتمييز الطائفي والديني والقومي، يحفظ حقوق الاقليات الدينية والقومية ويحميها من الاضطهاد والتهميش.
6ـ عراق يوفر اجواء التعايش السلمي بين كل العراقيين، من دون استئثار لاحد فيه.
7ـ عراق يكون القضاء فيه مستقلاً، وتتحقق فيه العدالة والمساواة.

ثانياً ـ البرنامج الذي نسعى الى تحقيقه :
1ـ الأمن :
• توفير الامن والسلام ومكافحة الارهاب، وبناء مؤسسة امنية وعسكرية قوية وكفوءة مخلصة لمصالح الشعب العراقي، وتعمل من أجل صيانة سيادة العراق وسلامة مواطنيه، ولاؤها للوطن ولا تتدخل في الشؤون السياسية، وتحترم ارادة العراقيين ولا تتجاوز على حقوقهم.
2ـ الخدمات العامة:
الضمان الاجتماعي :
• تبني نظام الضمان الاجتماعي الذي تتكفل الدولة من خلاله توفير فرص العمل لكل عراقي قادر على العمل، أو توفير معيشته عند العجز، وتقديم التسهيلات المناسبة للمواطنين لبناء المساكن.
النظام الصحي :
• توفير العلاج والدواء للمرضى، وتوفير المراكز الصحية بالعدد المطلوب والامكانات المتاحة، وتطوير الوضع الصحي والبيئي وحمايته من كل انواع التلوث الصناعي والاشعاعي المضر بالصحة العامة وتوفير الضمان الصحي.
المرأة :
•دعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفسح المجال امام ابداعاتها، وصيانة كرامتها.
الشباب والرياضة :
•دعم برامج رياضية ومشاريع للشباب وتطوير كفاياتهم والاهتمام بابداعاتهم وحل مشاكلهم.
الاسرة :
•الاهتمام بالاسرة ورعاية الطفولة، وتقديم الرعاية الصحية والجسدية والنفسية والتربوية.
الصناعة والزراعة :
•الاهتمام بتطوير الصناعة والارتقاء بها، وتطوير الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية لتحقيق الاكتفاء الذاتي والامن الغذائي.
•تطوير واعمار الريف العراقي، وتوفير الخدمات العامة من الماء الصالح للشرب، والكهرباء، والوقود والاتصالات والبريد والنقل والمراكز الصحية والمدارس وايجاد شبكة من الطرق المعبدة التي تربط الريف بالمدينة.
3ـ عائلات الشهداء والمناطق المتضررة :
• الاهتمام بعائلات الشهداء والمتضررين من النظام السابق لاسباب سياسية أو طائفية أو قومية، وتوفير العيش الكريم لهم، ورفع الحيف عن المناطق التي تعرضت لسياسة التمييز والحرمان والاهمال المتعمد، ووضع ميزانية وهيئة خاصة لاعمارها وتطويرها. إعادة الاعتبار.
• اعادة الاعتبار لضحايا النظام الصدامي على الصعيد المعنوي والقانوني والمالي.
4ـ الاصلاحات الادارية والنزاهة :
• العمل على ارساء مبادئ النزاهة والامانة والشعور بالمسؤولية، في الدوائر والمؤسسات التابعة للدولة ومكافحة الفساد الاداري، والرشوة بجميع اشكالها، وتطهيرها من عناصر نظام صدام الفاسدة التي ارتكبت الجرائم ضد العراقيين، ودعم مؤسسات المجتمع المدني لتأخذ دورها الفعال في التنمية الاجتماعية.
5ـ التربية والتعليم :
• الاهتمام بالتربية والتعليم وانشاء المدارس والمعاهد والجامعات، وتوفير التعليم المجاني في كل المراحل الدراسية، واعادة كتابة المناهج الدراسية بما يتناسب مع العراق الجديد الذي نريده ووفقاً لقواعد علمية وموضوعية.
• رعاية الكفايات العلمية وتشجيعها على العودة الى العراق وتوفير مستلزمات التطوير العلمي.
6ـ الاقتصاد :
• انتهاج سياسة اقتصادية متوازنة تضمن حل مشاكل البلاد، والعمل على اطفاء الديون العراقية والغاء التعويضات واستخدام الثروة النفطية في مشاريع التنمية الاقتصادية وتحقيق الرفاه للمواطنين.
7 ـ العلاقات الخارجية :
• انتهاج سياسة خارجية تحافظ على استقلال العراق، وتضمن سيادته الوطنية ووحدة اراضيه، وتعتمد مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، وتسوية المشاكل التي خلفها النظام السابق مع دول المنطقة والعالم.
• تبني الحضور الفاعل والمشاركة الايجابية في المؤسسات والمنظمات العربية والاسلامية والدولية كجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة، والعمل على ارساء علاقات دولية تقوم على مبدأ التوازن والعمل الايجابي والاحترام المتبادل وحسن الجوار، واعتبار امن وسلامة واستقرار المنطقة من مسؤولية شعوبها وحكوماتها.