دبي: رغم أن اغلب محبي الكرة الإماراتيين لم يكونوا يشعرون بالتفاؤل تجاه مهمة الفرق الإماراتية الثلاثة في بطولة دوري أبطال آسيا إلا أن أحدا منهم لم يتخيل ذلك السيناريو القاتم الذي جرى لاثنين من الفرق المبشرة التي كان يعول عليها لتحقيق نتائج جيدة وهي العين حامل اللقب وعميد الألقاب في الكرة الإماراتية والشارقة الذي حقق سمعته الجيدة في البطولة الحالية بأظافره بعد نتائجه المميزة في الدور الأول التي كان أبرزها اكتساحه الهلال السعودي بخمسة أهداف. إلا أن الأقدار لم تكن رحيمة بالجماهير لإماراتية في دور الثمانية إذ خسر العين على ملعبه بهدف وحيد لكنه كاف لتبديد الحلم العيناوي في الاحتفاظ باللقب.
وقبل أن يفيق الإماراتيون من هزة العين فوجئوا بزلزال الشارقة الكوري المدمر ومقياسه 6 أهداف نظيفة بمقياس ريختر في هزيمة هي الأسوأ للأندية الإماراتية منذ سنوات طويلة ونتيجة طبيعية للضغط النفسي الهائل الذي أحدثته الهزيمتين على لاعبي الوحدة فقد أهدروا فرص الفوز في الشوط الأول وتراجعوا للدفاع بشكل غريب طوال الشوط الثاني للدفاع عن الهدف الوحيد الذي أحرزوه فكان أن تعادل باختاكور الذي لم يقدم أي شيء خلال المباراة بما كان يجعله صيدا سهلا لأي فريق يريد الفوز عليه.
وأعادت هذه النتائج الهزيلة إلى الأذهان من جديد الهزيمة المهينة التي لاقاها المنتخب الإماراتي أمام نظيره اليمني المتواضع قبل أسبوع ومن قبله النتائج المخجلة في أمم آسيا وفرضت على الإماراتيين التعايش مع كابوس الواقع الهزيل للكرة الإماراتية التي لم تحقق طوال تاريخها إنجازات ملموسة سوى التأهل إلى نهائيات كاس العالم مرة واحدة على مستوى المنتخبات ?والفوز ببطولة أبطال آسيا الذي حققه العين العام الماضي ليكون إنجازا وحيدا على مستوى الأندية وبات السؤال الذي يخشى كثيرين من طرحه هو .. ماذا بعد؟! فالكرة في بلاد عدنان الطلياني تسير بسرعة مذهلة نحو الوراء حتى باتت الإمارات تصنف بين منتخبات الصف الثالث آسيويا بعد أن سبقتها منتخبات واعدة مثل البحرين وعمان والأردن وغيرها فيما لم تنجح الكرة الإماراتية حتى في الحفاظ عل مكانها في وسط القائمة وإنما باتت فرقها سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية "ملطشة" في القارة الآسيوية.
تفاصيل الضربة الكورية لإجهاض الحلم الإماراتي في التواجد بين الكبار أبرزها بزلزال سول حيث التهم نادي سيونجنام ايلهوا بطل كوريا الجنوبية منافسه الشارقة الإماراتي بسهولة بالغة منهيا المباراة ?ستة أهداف نظيفة في لقاء الذهاب بدور الثمانية. ورغم تماسك الشارقة طوال الشوط الأول الذي انته بهدف وحيد للفريق الكوري إلا أن الأهداف توالت عاصفة تفوق في شدتها ما يفعله الإعصار ايفان بدول وسط وشمال اميركا هذه الأيام فأحرز الكوريون خمسة أهداف كاملة جعلت من مباراة العودة التي ستقام في الشارقة في 22 من أيلول (سبتمبر) الجاري نزهة خلوية ربما يصطحب خلالها اللاعبون زوجاتهم وأولادهم للتنزه والتبضع في الإمارات.
وقبل ذلك بساعات أضاع فريق العين على إستاد طحنون بن محمد بالقطارة أفراح العام الماضي كلها في مباراة واحدة ?حقق منافسه تشونبك موتورز بطل كوريا الجنوبية في المقابل أكثر مما حلم به بعد فوزه 1/صفر بهدف سجله لاعبه البرازيلي المحترف لويز جوميز في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الثاني ليضيع بذلك اكثر من تسعين في المائة من فرصة العين في التأهل للدور التالي إذ يصعب على الفريق الذي فشل في التسجيل على أرضه وأمام جمهور متحمس تقدمه راعي الفريق وملهمه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الشرف ? يصعب على فريق كهذا أن يسجل هدفين في لقاء العودة الذي سيجمعهما يوم الثلاثاء المقبل في كوريا الجنوبية.
أما فريق الوحدة فلم يشأ الخروج عن القاعدة وربما كان ذلك افضل ما فعله إذ أن فوزه كان سيلهي مشجعي الكرة عن الأزمة الكروية الحادة التي تعاني منها الإمارات أندية ومنتخبات خاصة في وجود صحافة رياضية تجعل من المقبول إنجازا نادرا ومن الفوز العادي إبهارا لا يقدر عليه سوى الإماراتيون. الوحدة تعادل مع الفريق الاوزبكي المتواضع جدا أو المجهد جدا أيضا باختاكور بهدف لمثله بعد مباراة تمنى كل من شاهدها أن تنتهي لخلوها من كرة القدم تقريبا.
وأخيرا يمكن القول أن الحلم الإماراتي توقف تقريبا عند الدور ربع النهائي تاركا فرصة تاريخية قد لا تتكرر مرة أخرى في وصول ثلاثة فرق إماراتية في الدور نصف النهائي لأكبر بطولات الأندية الآسيوية لكن المشكلة حسب ما يرى كثيرون هنا (لكن دون أن يبادر أحد بالتصريح برأيه) ليست في الهزيمة ولا في مغادرة البطولة وإنما في تكرار الهزائم عل كل المستويات والدرجات السنية والفئات دون أن يتحرك أحد لإنقاذ ما تبقى من الحليب قبل أن تشربه الأرض الآسيوية بالكامل.
التعليقات