حرج في تل أبيب.. واشنطن تكذب أولمرت
وقف إطلاق النار في غزة بانتظار أوباما

خلف خلف من رام الله:
انشغلت الصحف الإسرائيلية الرئيسية الصادرة اليوم الأربعاء في الحديث عن المسارات والسيناريوهات المطروحة لوقف الهجوم العسكري المتواصل على قطاع غزة منذ 19 يوما، وكتبت صحيفة يديعوت في خبرها الرئيس تقول quot;يشددون الضغط.. الجيش الإسرائيلي يشدد الحصار على حماس في غزة والهدف: وقف نار قبل اداء اوباما اليمين الاسبوع القادمquot;، كما وضعت الصحيفة عنوانا فرعيا تشير خلاله إلى أن الجيش الإسرائيلي يقترب من مركز غزة.
وبحسبها فإن وفد حماس جلب من دمشق إلى القاهرة أجوبة تسمح ببلورة تفاهمات، والمسافة من هنا حتى انهاء قريب لحملة quot;رصاص مصهورquot; قصيرة. موضوع ايام، كما يقدرون في إسرائيل. وربما حتى نهاية الاسبوع ايضا.
وتقول: quot;الجديد في مبادرة القاهرة هو أنه يوجد استعداد في حماس لوقف النار دون قيد زمني. ومع أن حماس حاولت المساومة على وقف النار لفترات زمنية قصيرة، ولكن المصريين ndash; لاسبابهم هم لم يقبلوا هذه الامكانية. إسرائيل غير مستعدة لأن تسمع عن ذلك. ولم يكن لحماس مفر وهي تلين قليلاً. ونزلت عن قصة أن على الجيش الإسرائيلي أن يخرج فورا من غزة. إذن يخرج الجيش الإسرائيلي عندما يشعر أن هناك حاجة للخروج وهذا قد يكون موضوع ايامquot;.
وتتابع يديعوت: quot;حماس مع ذلك تحتاج إلى أن تري انجازا لجمهورها. وعندها فأنها لا تزال تساوم مع المصريين على مسألة معبر رفح: ماذا سيكون مكان حماس، السلطة، إسرائيل في المعبر. المصريون غير معنيين بفتح معبر رفح لانهم لا يريدون ان يأخذوا مسؤولية عن قطاع غزة. وعليه، فمعقول الافتراض أن في نهاية المطاف سيتوصلون إلى حل وسط تجميلي ما يجلب عاموس جلعاد إلى القاهرةquot;.

وتردف: quot;في مسألة التهريبات لا يتوقع أحد أن يعلن ممثلو حماس في القاهرة بانهم مستعدون لوقف التسلح. وفي اثناء الحرب ايضا كانت هناك بعض الانفاق عاملة، وتم تهريب المعدات عبرها. غير أن هذه المرة التقطت الاستخبارات التهريب ndash; وسلاح الجو اسقط على الفور قذيفة على النفقquot;.
quot;المسار المتبلور لانهاء الحربquot; تحت هذا العنوان كتبت صحيفة معاريف تتحدث عن المبادرة المصرية لوقف النار، وتقول: quot;الحرب في غزة دخلت اليوم يومها الـ 19 ولكن بالتوازي يتبلور بكامل القوة المسار السياسي المصري لوقفهاquot;.
وتنقل يديعوت عن مصادر سياسية إسرائيلية إيضاحها أن مراحل المسار لانهاء حملة quot;رصاص مصهورquot; تبدو على النحو التالي: وقف نار مؤقت وتوقف قوات الجيش الإسرائيلي في المكان؛ استكمال التفاهمات مع مصر لمنع التهريب إلى القطاع بما في ذلك ادخال قوات هندسية امريكية؛ وبعد تحقق الهدوء ndash; سيكون ممكنا تحقيق وقف نار كامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع؛ وفقط عندها ndash; مداولات على فتح المعابر.
وبدورها تطرقت صحيفة هآرتس إلى سيناريو آخر لوقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك يعمل على تبني quot;وقف نار انسانيquot; يستغرق اسبوعا. وبالمقابل يقدر رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت بأن الحملة العسكرية في قطاع غزة لم تحقق بعد أهدافها ولهذا فإنه يؤيد استمرار الضغط العسكري على حماس. كما أن وزيرة الخارجية تسيبي لفني تؤيد وقف الحملة. وتقول الصحيفة تحت عنوانquot; باراك يحث quot;وقف نار انسانيquot; لاسبوع quot;: اولمرت لم يعقد أمس quot;محفل الثلاثيةquot;، ولم يدعو اليوم المجلس الوزاري السياسي الامني للبحث في استمرار الحملةquot;.
وتضيف هآرتس: quot;باراك يقدر بأن الحملة حققت اهدافها الاساس وعلى رأسها تعزيز الردع الإسرائيلي. برأيه، استمرار العملية لن يحقق تغييرات اخرى وإسرائيل فقط ستخاطر بنقاط خلل وخسائر وستتنافس مع الضغط الدوليquot;.

وتبين الصحيفة أن باراك يقترح وقف النار حين يكون الجيش الإسرائيلي في مواقعه والاحتياط مجندين، وعندها ادارة مفاوضات مع مصر والولايات المتحدة على تسوية محسنة لاحباط تهريب السلاح إلى غزة. اما لفني ndash;حسب الصحيفة، فمصممة على موقفها بأن على إسرائيل أن توقف الحملة دون تسوية سياسية، في حالة الردع ضد حماس. وبرأيها ايضا استمرار الحملة لن يجلب انجازات هامة.
في هذه الأثناء كتبت صحيفة معاريف عن الحرج الذي يعم تل أبيب حاليًا، بعد خروج الناطق بلسان وزارة الخارجية الاميركية شون ميكورميك أمس عن البروتوكول الدبلوماسي ووصفه لأقوال اولمرت بالكاذبة. إذ قال الناطق الأميركي: quot;اقواله مائة في المائة، تماما، على الاطلاق، غير صحيحةquot;، وقالت محافل دبلوماسية إسرائيلية أمس إن التراشق بكلمات محرجة يمس بالعلاقات الطيبة بين واشنطن وتل أبيب.