عامر الحنتولي- إيلاف: أطفأت القيادة السياسية الكويتية أمس حال إنتهاء القمة بين أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس الأميركي باراك أوباما في المكتب البيضاوي، محركاتها الدبلوماسية حين تأكدت من أن المخاوف الكويتية من انقلاب سياسي ودبلوماسي ضدها لصالح العراق، كان مبالغا بها الى درجة كبيرة جدًا، وأن الولايات المتحدة الأميركية مازالت تعتبر الكويت حليفها السياسي الأول في المنطقة العربية، وأنها لن تقدم على أي وعود من أي نوع تسيء الى هذا التحالف الذي صمد طوال العقود الماضية، في إشارة ضمنية الى الغضب الكويتي على كل المستويات من وعد سياسي قيل إن إدارة أوباما صرفته للقيادة السياسية العراقية بشأن إسقاط القروض والتعويضات، وإخراج العراق من البند الأممي السابع الملازم لقرارات دولية لم يطبقها العراق حتى الآن، وبعضها يتعلق بحقوق كويتية ترفض الكويت نهائيا شطبها أو التنازل عن أجزاء منها.

ووفقًا لمعلومات quot;إيلافquot; الخاصة فإن اللقاء في المكتب البيضاوي كانت بدايته مكفهرة جدا رغم ابتسامات المجاملة لأعضاء الوفدين تجاه الآخر، إلا أن بدء أوباما في الكلام الإيجابي عن العلاقة بين أميركا والكويت طوال العقود الماضية، قد أحدث ثقوبا في أجواء القمة انسل منها الإحتقان الشديد، خصوصًا وأن الدبلوماسية الكويتية التي نشطت بقوة خلال الأيام القليلة الماضية لاختراق الرؤية الأميركية المتعاطفة مع قادة العراق الجدد، وسعيها لتلبية جميع مطالبهم، أحاطت القيادة السياسية الكويتية أن واشنطن قد تقدم فعلا على ممارسة ضغوط سياسية قوية على الموقف السياسي الكويتي بشأن الخلافات بين العراق والكويت لمصلحة الأول، إلا أن الرئيس الأميركي مال ناحية الشيخ صباح وهو يحدثه شارحا له أن مفهوم الأمن واسع ومتعدد، وأن إدارته ملتزمة لأقصى مدى بأمن الكويت في إشارة ضمنية بالغة الوضوح أن مفهوم الأمن أيضا يشمل عدم الإنحياز ضدها في أي قضية تكون الكويت طرفًا فيها، وهو ما ألقى بالإرتياح على أعضاء الوفد الكويتي.

وتقول مصادر quot;إيلافquot; أن الشيخ صباح الأحمد قد أطلع أوباما على التفاصيل الدقيقة لخلفيات وأبعاد سوء الفهم الذي صاحب النقاشات الكويتية العراقية في الأوان الأخير، وأن الكويت هي الأخرى ملتزمة في المساهمة في مستقبل العراق على نحو إيجابي يكفل لهذا البلد الإستراتيجي والمهم أن ينعم باستقرار وضعه السياسي والأمني، وأن الكويت لن تتردد في عمل كل ما من شأنه تقدم هذا البلد العربي المهم الى الأمام، إلا أن الأمير الكويتي شرح لأوباما أيضًا أن بغداد عليها واجب مساعدة الكويت أيضًا من خلال التطبيق الشفاف لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالغزو العراقي لدولة الكويت قبل نحو عقدين، لافتًا الى أن الحقوق الكويتية لا يمكن التقرير بشأنها دون الرجوع الى الشعب الكويتي عبر مجلس الأمة، مستذكرًا أنواع الدعم الذي قدمته الحكومة الكويتية طوال السنوات الخمس الماضية لدعم العملية السياسية في العراق، وهو الأمر الذي وجد تفهم أوباما تمامًا، مكررًا أن الكويت حليف وشريك ولن تخذلها أميركا أبدًا، ولن تتخلى عنها أيضًا.

وقريباً من ذلك، كان انطباع الشيخ محمد صباح السالم الصباح بعد انتهاء القمة الأميركية الكويتية حيث قال في تصريحات صحافية quot;بحثنا مع الرئيس أوباما العلاقات الكويتية العراقية وأكدنا أن لا خلاف بين الكويت والعراق ولكن هناك اختلافات في وجهات النظر ولكن لا خلاف...لقد أيدنا ورحبنا بتقرير السكرتير العام للأمم المتحدة وكان رد فعلنا ايجابيا عليه ونحن على استعداد للاجتماع مع اخواننا العراقيين تحت مظلة الامم المتحدة، كما دعا السكرتير العام للبحث في تسريع، وتسهيل تنفيذ العراق قرارات الشرعية الدولية، الأمر الذي من شأنه تسريع خروج العراق من احكام الفصل السابعquot;. وأكد الوزير الكويتي quot;اننا نريد المساعدة، والتعاون مع العراق في هذا الموضوع، وقد اتفقنا على عقد عدة اجتماعات تحت مظلة الامم المتحدة لمساعدة العراق على تنفيذ هذه الالتزاماتquot;.