القاهرة :بينما كان حميد قرضاي يقود قوات البشتون المعارضة لطالبان في جنوب أفغانستان ضد ماتبقي من معاقل الحركة أجمع ممثلو الفصائل الأفغانية المجتمعون في بون على اختياره زعيما للحكومة الانتقالية التي تتولي مقاليد الأمور في فترة مابعد طالبان في كابول‏.‏
وينتمي قرضاي البالغ من العمر‏(44‏ عاما‏)‏ إلي الأغلبية العرقية من البشتون في افغانستان وتحديدا من قبيلة بوبال زاي التي تعيش في قندهار وحولها‏,‏ وهو يقود حاليا قواته من أجل إسقاط آخر معاقل حركة طالبان الإسلامية في مدينة قندهار جنوبي البلاد‏.‏
ويرجح المراقبون أن انتماء قرضاي لأغلبية البشتون وليس قيادته لأحد الفصائل المعادية لطالبان كانت السبب الأول وراء اختياره ليتولي قيادة التشكيل الحكومي المؤقت في أفغانستان‏,‏ وذلك في محاولة لتحقيق التوازن مع تحالف الشمال الذي يتكون من الأقليات الأفغانية من أوزبيك وطاجيك وهازارا‏,‏ ويعتبر أكثر المستفيدين من سقوط طالبان التي كانت تعتمد علي دعم دوائر عديدة في الأغلبية البشتونية التي تقدر بأربعين في المائة من تعداد الشعب الافغاني‏.‏
وقرضاي ليس غريبا علي لعبة السلطة في أفغانستان فقد كان نائبا لوزير الخارجية في أول حكومة شكلتها الفصائل الأفغانية في كابول في عام‏1992‏ وتحولت تلك الحكومة إلي فصائل متناحرة بعد ذلك حين انهي صبغة الله مجددي زعيم الفصيل الذي ينتمي له قرضاي والشخصية الدينية البارزة فترة رئاسته للبلاد التي استمرت شهرين‏.‏
وترك قرضاي الحكومة في عام‏1994‏ لينأي بنفسه عن الصراع الدموي الذي دمر كابول ومهد السبيل لأن تزحف حركة طالبان الأصولية من الجنوب وتستولي علي السلطة عام‏1996.‏
وعلي الرغم من علاقاته بالغرب وربما بسبب هذه العلاقات عينته حركة طالبان ممثلا لها في الامم المتحدة غير أن الملا محمد عمر زعيم طالبان ألغي التعيين بعد ان علم أن قرضاي بلا لحية‏.‏(الأهرام المصرية)