&
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية في عددها ليوم الثلاثاء تحقيقا يؤكد ضلوع اليميني المتطرف جان ماري لوبن، والذي صارع في الدور الثاني للانتخابت الرئاسية ضد شيراك،&أكد ضلوع لوبان في عمليات تعذيب لأعضاء جبهة التحرير الوطني الجزائرية وذلك أثناء مروره بالجزائر شهر فبراير 1957.
ففي ليلة 2 أو 3 شباط/ فبراير 1957 بالجزائر تعرض مواطنون جزائريون لكل أشكال التعذيب بإشراف من اليميني المتطرف جان ماري لوبن .
وحسب شهادات نقلتها لوموند الفرنسية فإن لوبن كان جلادا متخصصا، ونقلت الصحيفة عن أبي بكر عمار أستاذ الاقتصاد والبالغ من العمر 64 سنة، قوله أنه كان يبلغ 19 سنة وكان متعاطفا مع جبهة التحرير الوطنية وأضاف أنه مساء 2 شباط/ فبراير قادنا عشرات الرجال معصوبي العينين تحت إشراف جان ماري لوبن.
ووصف المقاوم الجزائري ما تعرض له من تعذيب وما تفنن فيه لوبن كاستعمال الأسلاك الكهربائية والفوطات في الفم وما شابه ذلك، وأوضح أن لوبان كان يأمر العسكريين بالاستمرار في تعذيبي، كما تحدث أبو بكر عمار عن استخدام الماء المالح في التعذيب بعد الضرب وأضاف أن لوبان لما اغتصب زوجة أحد المقاومين قال له "زوجتك كانت مثيرة".
جزائري أخر يسمى مصطفى مروان ويبلغ من العمر 66 سنة أكد للوموند أن أصدقاء لوبان وضعوا فوطة على وجهي وصبوا علي الماء في الوقت الذي كان يجلس علي&واحد منهم وأضاف أثناء صيحات أمي كان يأمرهم لوبان بالاستمرار في تعذيبي.
وتجدر الإشارة إلى أن جون ماري لوبان قضى في الجزائر ثلاثة أشهر من بداية كانون الثاني/ يناير 1957 إلى نهاية آذرا/ مارس وكان ملحقا بقسم الاستعلامات كما اوضح ذلك الجنرال أوساريسيس وكان قد اعترف في حوار عام 1962 بـ"كومبا-معركة" أنه قد مارس التعذيب بقوله: "لقد مارست التعذيب لأنه كان يجب أن بمارس".
وحسب صحيفة لوموند فالمعتقلون الذين ذاقوا العذاب تحت إشراف لوبان اختاروا الحديث في هذه الفترة نتيجة حصول اليميني المتطرف في الانتخابات الرئاسية على نسبة أصوات مهمة.
جزائري أخر اسمه محمد عبد اللاوي تحدث بدوره عن لقائه في معتقلات التعذيب بالجنرال أوساريسيس ولوبن. وقال أنه بدأ معه التحقيق في مكتب التعذيب لمعرفة معلومات عن جبهة التحرير الوطنين وأوضح عبد اللاوي أنه وأمام الاستمرار في تعذيبي جعلني أنهار وأعترف لهم ببعض الأسماء" وتحدث هذا المقاوم الجزائري عن بعض الممارسات التي قام بها لوبن كالحرق والكي والتعذيب....
تزامن نشر هذا التحقيق مع حملة الانتخابات التشريعية جعل لوبن يرفع دعوى قضائية ضد صحيفة لوموند بتهمة الإساءة إليه ونشر معلومات عن جهات كاذبة وأضاف أن هذه "طريقة تحاول المس بشخصي وتمس بالجيش الفرنسي كذلك، واعترف أنه كان ينفذ أوامر حكومة اشتراكية واعتبر ما قام به الجزائريون لمحاربة الاستعمار الفرنسي "إرهابا".
وقد أكد الجنرال بول أوساريسيس لقاءه بلوبن في "فيلا سيزيني" بالجزائر وهو مكان مشهور بممارسة التعذيب من قبل الجيش الفرنسي ضد أعضاء جبهة التحرير الوطني.
وهكذا يتلقى لوبان ضربة موجعة غداة انطلاق الحملة للانتخابات التشريعية الفرنسية التي سينبثق عنها الحكومة المقبلة.
&