واشنطن- ذكر مسؤولون في الكونغرس الاميركي ان اعتداءات الحادي عشر من ايلول(سبتمبر) في الولايات المتحدة ناتجة عن "فشل خطير في اجهزة الاستخبارات" الاميركية على كل المستويات بدءا من العاملين وانتهاء بجمع المعلومات ونقلها.
وقال النائب الجمهوري ساكسبي شامبليس الذي يرئس المجموعة حول الارهاب والامن الداخلي في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب "لا شك انه فشل هائل لاجهزة الاستخبارات".
واضاف ان عددا كبيرا من المشاكل التي سببت الفشل ما زال قائما في هيئات مهمة مثل وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) المسؤول عن مكافحة التجسس ووكالة الامن القومي المكلفة خصوصا عمليات التنصت الالكتروني، رغم الاجراءات التي اتخذها المسؤولون فيها.
ويشرف شامبليس وجين هرمان من الاقلية الديموقراطية في لجنة الاستخبارات على اعمال المجموعة التي تحلل التهديد الارهابي للولايات المتحدة وقدرة وكالات الاستخبارات الاميركية على مكافحة الارهاب.
وذكر شامبليس ان مدير مكتب التحقيقات الفدرالي روبرت موللر "يقوم بترتيب مكتب التحقيقات ويحرز تقدما"، لكنه اضاف "ان من الضروري القيام بمزيد من الخطوات وبشكل افضل".
وقد نشرت هذه المجموعة حوالى 10 في المائة من تقرير حول هذا الموضوع في تموز/يوليو، اما ال 90 في المائة المتبقية فلا تزال طي الكتمان.
وتحدث اعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، بطريقة علنية عن هذه الوثيقة للمرة الاولى امس الخميس.
وقال شامبليبس انه خلال السنوات التي سبقت 11 ايلول/سبتمبر "كانت الفوضى تسود بين اعضاء التراتبية في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في ما يتعلق بالاولويات، الامر الذي اثر على مهمات مكافحة التجسس والعملاء والمحللين".
واضاف ان قدرات وكالة الاستخبارات المركزية في مجال مكافحة التجسس تآكلت بشكل كبير منذ عشرة اعوام بسبب نقص الموارد والمخصصات المحددة لها وانعدام التأهيل اللغوي والارتباط الكبير جدا بأجهزة الاستخبارات الاجنبية.
واعرب هذا النائب عن اسفه بالقول "اكتشفنا بعد 11 ايلول/سبتمبر ان عملاء تنظيم القاعدة كانوا يقومون بأنشطتهم بحرية تامة في اوروبا وافريقيا والشرق الاوسط وفي جنوب شرق آسيا، وهذا ما يكشف ثغرات استراتيجية الاتكال كثيرا على الاخرين في لعبة التجسس".
لكن شامبليس اعترف بأنه على رغم كل نقاط الضعف لدى عدد من الافراد ووكالات الاستخبارات نفسها، لا نستطيع ان نقول بشكل قاطع انه كان في الامكان تجنب وقوع تلك الاعتداءات. واشار الى "ان الامور تتغير بشكل سريع"، موضحا ان "المجموعات الارهابية موزعة في جميع انحاء العالم".&وشدد النائب شامبليس على القول ان هذه العولمة للشبكات الارهابية لا تؤدي الا الى الاصرار على المطالبة بتحسين سريع ومهم للقدرات الاميركية على اختراق هذه المنظمات.
من جانبها، خصت النائب جاين هارمن مكتب التحقيقات الفدرالي بانتقاداتها. وقالت ان الوقت قد حان حتى يعمد مكتب التحقيقات الى "تحسين طرق جمع المعلومات والتحليل وتغيير ثقافة تقاسم المعلومات"، مشيرة بذلك الى انذارات بوجود تهديدات ارهابية اطلقها عميلان قبل 11 ايلول/سبتمبر وتجاهلها المسؤولون.
التعليقات