القاهرة-إيلاف: وسط آراء متباينة وتحذيرات من مخاطر توجيه ضربة عسكرية للعراق بصورة منفردة أو التسبب في حرب عالمية ثالثة أو التورط في عملية عسكرية قد تستمر عاما وقد تمتد إلي عشرين عاما في مدن وشوارع العراق، بدأ مجلس النواب الأميركي نقاشا غير رسمي حول السياسة الأميركية حيال العراق بينما استمر العد التنازلي لإعلان إدارة بوش قرارها النهائي بشأن طريقة التعامل مع بغداد.
ففي اليوم الأول من عودة أعضاء الكونغرس من عطلتهم الصيفية طرح النائب الجمهوري راي لحود قرارا يقتضي من الرئيس بأن يستصدر الكونغرس قرارا أو إعلانا بشن أعمال حربية ضد العراق. وتحدث أعضاء الكونغرس في الجلسة فعرضوا أسانيد مؤيدة أو معارضة لشن هجوم ضد نظام صدام حسين في بغداد، في الوقت الذي حذرت فيها شيلا جاكسون لي النائبة الديمقراطية من ولاية تكساس من أنه من غير الواضح ما إذا كانت الحرب المحتملة ضد العراق سوف تستمر عاما أو عشرين عاما.
وفي كلمات في مجلس النواب جدد المشرعون الجدال حول كيفية تعامل الولايات المتحدة مع العراق .. حيث انتقد النائب الديمقراطي من تكساس لويد دوجيت ما دعاه بـ "نية الرئيس بوش الظاهرة للقيام بغزو دولة أخرى بمفرده"، كما حذر من تجاهل تحذيرات الخبراء العسكريين و رفض نصائح الحلفاء، وحذر قائلا : ان الحرب مع العراق سيكون لا مثيل لها في السابق من جهة الأخطار لسلامة الأميركيين في كل مكان.
وإذ أقر النائب دوجيت بأن صدام حسين هو تهديد. قال : ان صانعي السياسة المقتدرين من الحزبين وجدوا طرقا لاحتواء مثل هذه الأخطار بدون شن ما قد يشكل حربا عالمية اخرى.وحث دوجيت الرئيس بوش على توحيد البلاد والعالم لغرض إزالة أسلحة الدمار الشامل. وقال لا تشيع الفرقة بيننا بجعل الحرب الأداة الأولى لسياستك الخارجية .
اما النائب الجمهوري من ولاية تكساس رون بول، فتحدث ضد خوض حرب مع بغداد قائلا : انه يحث الكونغرس على التفكير مرتين قبل زج هذه الأمة في حرب تخلو من المزايا وحرب مثخنة بخطر التفاقم إلى مستوى لا يرتضيه أي أميركي.وأشار النائب الجمهوري وهو عضو في لجنة العلاقات الدولية إلى التحذير الذي وجهه ثالث رئيس للولايات المتحدة، توماس جيفيرسون، حين قال ليس هناك خطأ حسابي أسوأ من محاولة إقناع الأمم بأن في مصلحتها خوض الحروب.
وقال بول أن هناك الكثير من الأخطاء الحسابية والأعذار الواهية حيال لماذا ستخوض الولايات المتحدة حربا عدوانية استباقية ضد دولة معدمة من العالم الثالث تبعد 6000 ميل عن شواطئنا ولا تمتلك سلاحا جويا او بحرياً، وبمظهر انه يتعين خوضها لمصالح أمنية قومية.
وحذر من أن هجوما من هذا القبيل سيجعل الولايات المتحدة أكثر عرضة للأخطار، كما لفت إلى أن جميع جارات العراق العربيات تعارض هذا الهجوم كما تعترض عليه حليفاتنا في أوروبا. ومن بين المؤيدين للحرب ضد العراق النائب جوزف ويلسون (وهو جمهوري من ولاية ساوث كارولينا) الذي ذكر المشرعين بان الكونغرس كان منح الرئيس في 14-9-2001 موافقته على إجراء يتخذه ضد إرهابيين وضد أولئك الذين يأوونهم ويساندونهم.
وقال : لدينا الآن دكتاتور متعطش للدماء في بغداد في متناوله أسلحة كيميائية وبيولوجية ونووية ولديه قدرة إطلاق صواريخ باليستية ضد حلفاء أميركا والقوات الأميركية المرابطة في جميع أرجاء الشرق الأوسط. ثم خلص النائب الجمهوري إلى القول : "الولايات المتحدة هوجمت، ونحن تحت تهديد، وهذا ليس مجرد تكهن بالمستقبل، بل شيء حدث بالفعل.