رام الله (الضفة الغربية)- تثير العمليتان الانتحاريتان اللتان وقعتا اليوم وامس الاربعاء داخل اسرائيل الجدل من جديد حول مصير الانتفاضة الفلسطينية التى اقتربت من نهاية عامها الثانى فى ظل استمرار للجمود السياسي ترافقه خيبة أمل فلسطينية من نتائج اجتماع اللجنة الرباعية الاخير فى نيويورك.
فقد ادت عملية انتحارية وقعت اليوم في باص في تل ابيب الى سقوط خمسة قتلى على الاقل وحوالى اربعين جريحا فى حين ادت عملية انتحارية أخرى عصر امس الاربعاء الى مقتل شرطي ومنفذها واصابة شرطيين اثنين اخرين بجروح قرب محطة للباصات عند مدخل مدينة ام الفحم العربية الاسرائيلية.
وصرح القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) عبد العزيز الرنتيسى اليوم ان العملية الانتحارية التي وقعت في تل ابيب هي واحدة من "سلسلة عمليات مماثلة وقادمة"، مؤكدا ان "المقاومة ستستمر الى حين زوال الاحتلال".
من جهتها، اكدت حركة الجهاد الاسلامي ان العملية الانتحارية التي وقعت في تل ابيب تثبت فشل المحاولات الاسرائيلية "لوقف المقاومة والعمليات" وتؤكد استمرار المقاومة باشكالها.
والى جانب اصرار التنظيمات الفلسطينية الاسلامية المسلحة على استمرار العمليات الانتحارية فان الجدل لم يحسم بعد داخل حركة فتح، كبرى القوى السياسية الفلسطينية، حول ما اذا كان يتعين وقف مثل هذه العمليات أم لا بعد حوالى عامين على اندلاع الانتفاضة ورغم الضغوط الدولية فى هذ1 الاتجاه.
وقال صخر حبش عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان بيان حركة فتح الذى نشر الاسبوع الماضى والذى يدعو الى "وقف كل الهجمات ضد المدنيين الاسرائيليين" هو بيان الحركة النهائي وجرى التوصل اليه من خلال حوار مع جهات دبلوماسية . واعتبر أن "المشكلة ليست في بيان الحركة ولكن في عدم امكانية تطبيقه بسبب تواصل الاحتلال الاسرائيلي واجراءاته".
وكان وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث قد التقى اعضاء الجنة الرباعية حاملا اليهم ،استنادا الى مصادر فى الرئاسة الفلسطينية، تطمينات وتاكيدات من حركة فتح بوقف العمليات الانتحارية واستهداف المدنيين الاسرائيليين.
ولكن حاتم عبد القادر عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح المسوؤلة عن التنظيم فى الضفة الغربية أكد أن هذه اللجنة الديها تحفظات على ما ورد فى البيان ومازالت المناقشات مستمرة خاصة حول الوقف النهائى للعمليات داخل الاراضى الفلسطينية المحتلة.
وكانت كتائب شهداء الاقصى فى منطقة جنين (شمال الضفة الغربية) أعلنت رفضها هذا البيان. وقتل اسرائيى لأمس الاربعاء فى جنين فى عملية اعلن متحدث مدهول باسم الكتائب مسوؤليته عنها خلال اتصال هاتفى.
ويتزامن استئناف العمليات كذلك مع تضاؤل الامال الفلسطينية فى امكانية تحقق انفراج سياسى قريب خاصة بعد اجتماع اللجنة الرباعية اول امس الثلاثاء فى نيويورك التى يأخذ عليها الفلسطينيون بشكل خاص انها لم تضع جدولا زمنيا لانسحاب اسرائيل من اراضى الحكم الذاتى التى احتلتها منذ اندلاع الانتفاضة فى 28 ايلول/سبتمبر 2000.&وقد اعلنت اللجنة الرباعية تبنيها خطة للاتحاد الاوروبى من ثلاث مراحل لاقامة دولة فلسطينية عام 2005.
وتطلب خطة اللجنة الرباعية التي تضم مندوبين عن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة من الفلسطينيين تطبيق اصلاحات كبيرة في المجال الامني. كما تطالب بانسحاب الجيش الاسرائيلي الى مواقع ما قبل الانتفاضة خلال المرحلة الاولى التى تمتد حتى صيف 2003.
واعتبر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين فى تصريح ان "الانسحاب الاسرائيلي اصبح مشروطا" بالاصلاحات الامنية وهو ما تعتبره السلطة الفلسطينية تلبية لمطالب رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون.
وشدد على ان المطلوب من اللجنة الرباعية "آليات الزامية للانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية ورفع الحصار والاغلاق ووقف الاستيطان والاعتقالات والاغتيالات وكافة اشكال العدوان".&وكانت السلطة الفلسطينية وصفت بيان اللجنة الرباعية بانه تميز بالعمومية واعتبرت انه لا يستجيب للتطلعات الفلسطينية.
وفى ظل التشابك بين الوضعين السياسى والامنى فان ردود فعل السلطة الفلسطينية تبدو متغيرة. فقد امتنعت عن ادانة العملية التى وقعت أمس قرب أم الفحم بل وحملت اسرائيل مسوؤليتها ولكنها عادت وأدانت اليوم على الفور عمية تل ابيب.