واشنطن: اعلن احد محاميي اقرباء ضحايا اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 ان تمويل عملية التحضير لهذه الاعتداءات تم جزئيا بواسطة تبييض اموال قامت به شبكة من الشركات الوهمية في السعودية واسبانيا أدارها محاسب سابق لدى بعض اعضاء العائلة المالكة السعودية ولكن من دون علمهم.. واوضح المحامى جان شارلز بريزار مساء الخميس أن محمد غالب كلش الزويدي، وهو اسباني من أصل سورى اعتقل في نيسان/ابريل الماضي في اسبانيا، يعتبر "الممول الاكبر" لتنظيم القاعدة في اوروبا.
وأضاف محامي ضحايا الحادي عشر من ايلول/سبتمبر الذين رفعوا في اب/اغسطس دعوى امام القضاء المدني في الولايات المتحدة ضد الممولين المحتملين للقاعدة "ان الاموال التي استخدمت لتحضير اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر اتت من السعودية". وتستند هذه المعلومات، التي سيتم الكشف عنها اثناء مؤتمر صحافي يعقد في نيويورك اليوم الجمعة، الى التحقيقات التى اجرتها السلطات الاسبانية في اعقاب تفكيك خلية محتملة لتنظيم القاعدة في اسبانيا. وحسب هذه التحقيقات فان الزويدي كان محور عمليات تبييض اموال تستخدم لتمويل شبكات القاعدة في اوروبا، كما اوضح المحامي. وتابع "نعرف بفضل تحقيق الاسبان ان الزويدي اقام في السعودية من 1996 الى 2001 حيث انشأ عدة شركات خاصة كانت تتلقى هبات"، موضحا ان مصدر هذه الهبات ليس معروفا بعد. واكد بريزار الذى كتب تقريرا في 2001 حول تمويل القاعدة وهو ايضا مستشار للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي أنه "تم تحويل هذه الاموال التي بلغت حدود مليون دولار بواسطة عقود وهمية الى شركات انشأها وأدارها الزويدي في اسبانيا وكان يعاد توزيعها من هناك الى عناصر القاعدة في اوروبا وخصوصا خلية هامبورغ" في المانيا. وكانت خلية هامبورغ تضم ابرز عناصر فريق الكوماندوس الذي نفذ اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر وبينهم قائدهم محمد عطا والمنسق رمزي بن الشيبة الذي اعتقل الاسبوع الماضي في باكستان. وقد تناولت عملية تبييض الاموال هذه عبر الشركات الاسبانية المتخصصة في العقارات وأعمال البناء، ما لا يقل عن 5،2 مليون دولار اضافية ولم تكشف السلطات الاسبانية اي اثر لها حسب ما أكد المحامى . وقال بريزار "ان احد شركاء الزويدى فى اسبانيا ، وهو سوري يحمل الجنسية الاسبانية ويدعى غصوب الابرش غليون، قام بعمليات رصد لمركز التجارة العالمي في 1997. ولدينا ثمانية اشرطة فيديو مصورة في تلك الفترة وتمت مصادرتها في اسبانيا". من جهة اخرى، كان شريك اخر للزويدي يحتفظ فى هاتفه النقال برقم هاتف شقة محمد عطا في هامبورغ وفق المحامى أيضا. وقال المحامي ان الزويدي اقام في السعودية حيث كانت له علاقات عمل مع بعض افراد العائلة المالكة. واضاف بريزار "ان الزويدي، الذي كان رأس جسر القاعدة في اوروبا، عاش في السعودية من 1996 الى 2001 وكان يعمل محاسبا لبعض اعضاء العائلة المالكة السعودية، ومنها الامير محمد الفيصل آل سعود والامير تركي الفيصل آل سعود".
وترد اسماء الامير محمد وهو رجل اعمال ومدير بنك الفيصل الاسلامي والامير تركي القائد السابق لاجهزة الاستخبارات السعودية والامير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وزير الدفاع السعودي، على لائحة المدعى عليهم المرفقة بالشكوى التى تقدم بها في اب/اغسطس اقرباء ضحايا اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر.
ويقول اسر الضحايا فى شكواهم ان الامير تركي وافق في 1998 على عدم طرد اسامة بن لادن من افغانستان وقدم "مساعدة سخية" لحركة طالبان مقابل موافقة بن لادن على عدم استخدام افغانستان كقاعدة لعمليات تؤدي الى زعزعة النظام السعودي. واقر المحامي مع ذلك ان محمد الزويدي تمكن من تمويل القاعدة من دون علم الامراء السعوديين. لكنه لاحظ مع ذلك ان "المسالة مقلقة جدا على اي حال".

&