رام الله (الضفة الغربية)- وصلت الدبابات الاسرائيلية اليوم الى بعد عشرة امتار من مكاتب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التي اصيبت باضرار فادحة جراء تفجير احد مباني مقر عرفات في رام الله والذي تحول الى دمار.
واعرب عرفات المحاصر منذ مساء الخميس عن استعداده للموت شهيدا واكد انه لن يستسلم ابدا وذلك اثناء اتصال هاتفي اجراه معه النائب العربي الاسرائيلي احمد الطيبي.
واكدت الحكومة الاسرائيلية مجددا اصرارها على تسليمها حوالي عشرين فلسطينيا مطلوبين انكفأوا الى المقاطعة في رام الله من غير ان تستبعد احتمال قيام الجيش بشن هجوم على المقر. واعلن سكرتير الحكومة الاسرائيلية جدعون سار للاذاعة العامة "ان الاهداف واضحة. وتكمن اولا في عزل عرفات وثانيا في السيطرة على القادة الارهابيين المطلوبين وثالثا في جعل الفلسطينيين يدفعون ثمن العمليات الانتحارية الاخيرة".
ورفض مع ذلك الرد بوضوح على سؤال للاذاعة العامة حول احتمال اقتحام الجيش للمبنى الذي يوجد فيه الرئيس الفلسطيني مع عشرين من الفلسطينيين الذين تطالب اسرائيل باستسلامهم ولكنه لم يستبعد مع ذلك هذه الامكانية. واضاف "لن نناقش الامكانيات العملانية والطريقة التي يمكن معها تحقيق الاهداف. ان الجيش يعلم تماما ما يتوجب عليه عمله وهو سيتلقى اذا لزم الامر تعليمات من القيادة السياسية".
وكانت الحكومة الاسرائيلية قد قررت الخميس اثر العملية الانتحارية التي وقعت في تل ابيب عزل عرفات في مقره في رام الله وطالبت باستسلام عشرين فلسطينيا تؤكد انهم موجودون معه في المقر ومن بينهم العميد توفيق الطيراوي، قائد جهاز المخابرات في الضفة الغربية وعوني الحلو احد الضباط المساعدين للطيراوي وقائد القوات الخاصة ومحمود ضمرة قائد القوة 17، الحرس الشخصي لعرفات، وخالد الشاويش احد ضباطه المساعدين. وتتهم اسرائيل هؤلاء المسؤولين الاربعة بالتورط في اعمال "ارهابية".
وصباح اليوم، ادت ثلاثة انفجارات الى تدمير مبنى ملاصق لمكاتب عرفات ويؤوي مكاتب اجهزة وزارة الداخلية الفلسطينية. والحقت الانفجارت ايضا اضرارا بالمبنى الذي يؤوي مكاتب الرئيس الفلسطيني. وليلا، دمر الجيش الاسرائيلي جزئيا ممرا يصل بين مكاتب عرفات وقاعة الاستقبال القريبة مختتما بذلك عزله تماما.
وقد استسلم 19 فلسطينيا كانوا في قاعة الاستقبال اثر تدمير الممر كما اعلن الجيش، ما يرفع الى اربعين عدد الفلسطينيين المعتقلين منذ مساء الخميس في حرم المقاطعة. وليل الجمعة، اطلقت الدبابات الاسرائيلية نيران مدافعها ورشاشاتها الثقيلة مرارا في القطاع الذي اضاءته انوار كاشفة قوية جدا حيث سمع دوي انفجارات عدة.
واستخدم العسكريون فيما بعد مكبرات الصوت لدعوة الفلسطينيين الذين انكفأوا الى مكاتب عرفات الى الاستسلام. وقالت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان ما بين 200 الى 250 شخصا كانوا داخل المبنى. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اعلن ان اسرائيل لا تنوي البتة "ابعاد" عرفات من الاراضي ولا "التعرض له".
ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن الدولي صباح يوم الاثنين اجتماعا علنيا لبحث قضية حصار مقر عرفات في رام الله من قبل قوات اسرائيلية، كما اعلنت متحدثة باسم الامم المتحدة في نيويورك.
&
التعليقات