إيلاف: على الرغم من تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى التي حملت صفة "المداراة ورأب الصدع" في شأن الموقفين الكويتي واللبناني خلال مناقشات وزراء الخارجية العرب في شأن الإعداد للقمة الاستثنائية في شرم الشيخ، فإن برلمانيي الكويت رفعوا صوتهم عاليا مطالبين بسحب السفير الكويتي من لبنان على الفور.
واعتبر نواب كويتيون ان موقف لبنان وهو رئيس القمة العربية العادية من الكويت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انتهى إلى فشل في القاهرة اليوم انه موقف معاد للكويت.
ونقلت وكالة رويترز للانباء تصريحات لعدد من البرلمانيين الكويتيين انتقدوا فيها موقف لبنان تجاه الكويت في الاونة الاخيرة واستضافتها في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي لعلي حسن المجيد عضو مجلس قيادة الثورة العراقية وحاكم الكويت خلال فترة الاحتلال العراقي وطالبوا
باستدعاء السفير الكويتي من بيروت للتشاور.
&&& وصرح جمال العمر عضو مجلس الامة الكويتي اليوم الاثنين في مؤتمر صحفي قائلا "انني مندهش من موقف الاشقاء اللبنانيين الذين تربطنا بهم علاقات تاريخية خاصة عندما استقبلوا السفاح علي حسن المجيد على أعلى المستويات في بيروت رغم أنه كان حاكم
الكويت خلال فترة الاحتلال وقتل أبناءها وهو أحد رموز جريمة الغزو".
وأشار النائب أيضا الى الموقف اللبناني من الكويت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة أمس الاحد الذي اعتبره "غير عادل.
ومن حهته، اعرب النائب فيصل الشايع عن استغرابه من توجهات لبنان السلبية تجاه الكويت التي تمثلت باستقبال مجرم الحرب علي حسن المجيد وتلاها تصرفات منحازة ومحرجة للكويت".
&&& وقال النائب الاسلامي خالد العدوة أن الموقف اللبناني لم يكن متناسبا مع شقيقتها الكويت التي أنفقت (مليارات على اعادة البنية التحتية في لبنان ومد الخدمات وشبكات المياه والكهرباء والمستشفيات).
&&& وطالب النواب الثلاثة في تصريحاتهم للصحفيين بمجلس الامة باعادة النظر في العلاقات
الدبلوماسية بين البلدين.
&&& وأيد العمر والعدوة استدعاء السفير الكويتي للتشاور.
&&& وقال الشايع انه يؤيد "اتخاذ اجراءات دبلوماسية وترتيبات أخرى لاستيضاح أسباب هذه المواقف الغريبة على العلاقات بين البلدين".
يذكر ان محمود حمود وزير خارجية لبنان هو الذي تراس
اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اختتم أعماله أمس الاحد وتمخض عنه اعلان ينص على ضرورة امتناع الدول العربية عن تقديم أي نوع من المساعدة أو التسهيلات لاي عمل عسكري يؤدي الى تهديد أمن وسلامة العراق ووحدة أراضيه.
وتحفظت الكويت تحفظها على البيان الختامي للاجتماع، وقال النائب الأول لرئيس مجلس
الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح في تصريحات لوكالة الانباء
الكويتية أن التحفظ //كان على اجراءات اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي لم يكن
من المفترض أن يصدر بيانا وانما يحضر لمؤتمر القمة العربي//.
والتحفظ الكويتي على بيان الوزراء مرجعه هو ان الكويت واحدة من الدول الراغبة بشن حرب ضد العراق واطاحة نظام الحكم فيه، وهي استضافت على اراضيها اكثر من 180 ألف عسكري بريطاني واميركي ومئات المقاتلات تجهيزا لتلك الحرب المنتظرة.
ووقفت لبنان الى جانب الكويت حين غزتها قوات الرئيس العراقي في العام 1990 وايدت التحالف الدولي العسكري الذي طرد القوات العراقية في العام 1991 ، ولكن العلاقات ظلت في تراجع على اثر قيام رجال الاستخبارات العراقية باغتيال المعارض العراقي الشيخ طالب بن سهيل في بيروت في العام 1994 . والشيخ طالب كان من اصدقاء الكويت.
ولكن لبنان اطلق سراح الفاعلين واعادهم الى بغداد في العام الماضي مغلقا ملف انهيار العلاقات مع بغداد جارة الكويت الأمر الذي ازعج الكويتيين الذين يرون ان بيروت اصبحت بؤرة خطيرة لتحركات المخابرات العراقية.