"إيلاف" - دان وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز صحيفة سعودية لنشرها خبرا اثار حالا من الذعر والقلق في نفوس ذوي المعتقلين السعوديين في معسكر "اكس" في قاعدة غوانتانامو العسكرية الاميركية في كوبا ممن تهمهم واشنطن بالانتماء لشبكة (القاعدة) الارهابية التي يقودها المنشق السعودي اسامة بن لادن.
وكانت صحيفة (عكاظ) نشرت قبل ايام نبأ مفاده ان السلطات الاميركية بدأت خطوات لنصب غرف اعدام للمعتقلين في غوانتانامو، وكان نشر النبأ موضع تنديد الأمير السعودي خلال لقائه امس الاربعاء في مكتبه في جدة مع ذوي المعتقلين.
وأثار القضية في مجملها احد آباء المعتقلين حين فتح الامير نايف باب الاسئلة امام ذوي المعتقلين والتعبير عن آرائهم وما يعتري صدورهم من تساؤلات حول مصير ابنائهم المعتقلين منذ الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد حركة الطالبان وشبكة القاعدة قبل عامين في اطار مواجهتها للارهاب.
وحين جاء دوره في السؤال فتح الأب الكهل المكلوم حافظته واخرج صحيفة (عكاظ) وقرأ على مسامع الأمير الخبر الخاص بغرف الاعدام، وقال ان نشر الخبر اثار هلعنا وقلقنا على مصير اولادنا وحياتهم خصوصا واننا نعرف انهم ابرياء، وتساءل "لا ادري يا سمو الامير ما هو الهدف من نشر الخبر وهل هو صحيح ام لا؟ نريد ان نعرف مصير ابنائنا، ويا سمو الامير ليتك سمعت او دريت عن ردة الفعل عند الامهات والاخوات وعوائل المعتقلين".
وبينما كان الاب الشيخ ينطق بسؤال واستنكاره لنشره الخبر، ظل الأمير مطرقا الى ان انتهى الرجل من شكواه، فرفع راسه على الفور طالبا مناولته الصحيفة، حيث قرأ الخبر فيها، وكان رد فعله حاسما حيث حمل الصحيفة مسؤولية نشر الخبر، معتبرا انه "خطأ فادح ومثير وان على الصحيفة ان لا تقع فيه وعليها مراعاة مشاعر الاهل والناس القلقين على مصير ابنائهم".
وتحدث وزير الداخلية السعودي الذي ظل لسنوات طويلة والى عهد قريب هو الرئيس الاعلى لمجلس الاعلام ما لا يقل عن خمس دقائق اعطى فيها مرئياته عن كيفية التعاطي الاعلامي والصحافي مع الاحداث وخصوصا قضية انسانية متعلقة بمصير اناس من ابناء الوطن وكذلك مراعاة مشاعر واحاسيس ذويهم من الرجال والنساء وان القضية اكبر من كونها خبرا ننشره من دون التنبه له والتبصر بنتائجه وردة الفعل عليها".
ووعد الامير نايف بن عبد العزيز في لقائه المطول الذي بث التلفزيون السعودي تفاصيله بالكامل ليل البارحة اهالي المعتقلين بالسعي الحثيث الذي تقوم به الحكومة السعودية على الصعيدين الداخلي والخارجي في محاولة لتحقيق تقدم للوصول الى حل لقضية المعتقلين.
يذكر ان هنالك عشرات من الشباب السعودي اعتقلتهم القوات الاميركية سواء في افغانستان او باكستان حيث كانت تتعقب عناصر القاعدة ونقلتهم الى قاعدة غوانتانامو ولم تقدمهم السلطات الاميركية الى اية محكمة كما لم توجه اليهم اية اتهامات وانما ظلت تعاملهم على انهم مجموعة من القتلة والمجرمين الامر الذي اثار ردات فعل عالمية مستاءة على هذا النوع من المعاملة اللاإنسانية ضد المعتقلين.
وأخيرا، شرح الأمير الوزير نايف لذوي المعتقلين الاجراءات التي اتخذت الى اللحظة وما يقوم به فريق المحامين السعوديين بدعم ومساندة من الحكومة للاسهام في الافراج عن بقية المعتقلين، وكانت جهود وزير الداخلية السعودي اثمرت قبل اسبوعين بالافراج عن خمسة من المعتقلين السعوديين.