الرياض- ايلاف: أعلنت المملكة العربية السعودية اليوم الاثنين أن ثمانية أشخاص لقوا مصرعهم منهم اثنان من رجال الأمن اثر تبادل لأطلاق النار مع عدد من الجناة في منطقة القصيم شمال الرياض. وأكد العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز ان السلطات الأمنية في المملكة "ستردع كل من تسول له نفسه" المساس بأمن الوطن والمواطن.
وقال مصدر مسئول بوزارة الداخلية أن تبادل لاطلاق النار ادى الى "مقتل ستة أشخاص من الجناة وإصابة شخص واحد ". وأوضح المصدر أن اثنين من رجال الأمن استشهدوا واصيب ثمانية بإصابات خفيفة ". وأضاف البيان انه تم إلقاء "القبض على أربعة أشخاص الذين قاموا بإيواء الجناة بمنزلهم داخل المزرعة ".
وقال المصدر "أن رجال الأمن قاموا صباح هذا اليوم بتطويق إحدى المزارع الواقعة في بلدة غضى التابعة لمحافظة عيون الجواء بمنطقة القصيم بناء على ما توفر من معلومات لجهات التحقيق تفيد بوجود أشخاص مطلوبين بهذه المزرعة".
واضاف البيان أن "رجال الأمن بادروا الى إخلاء الأطفال والنساء ونقلهم الى مكان آمن ومطالبة الجناة بتسليم أنفسهم إلا أنهم رفضوا ذلك وقاموا بإطلاق النار على رجال الأمن بكثافة مستخدمين القنابل اليدوية مما اضطر رجال الأمن الى التعامل معهم وفق ما يتطلبه الموقف".
وأوضح المصدر المسئول بوزارة الداخلية" أن التفاصيل سوف تعلن لاحقا". ولم يعلن المصدر ما إذا كان الجناة من الإرهابيين أو من المطلوبين الـ 19 .
وكانت السعودية وجهت ضربة جديدة لتنظيم القاعدة الأسبوع الماضي حينما أعلنت عن توقيف 16 ناشطا سعوديا إضافيا، ووعدت بالضرب بيد من حديد حتى تتأكد من تنظيف المملكة من كل الخلايا الإرهابية.
واكد وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز في تصريحات نشرت له الأسبوع الماضي أن الأشخاص الستة عشر الذين تم توقيفهم في الحادي والعشرين من الشهر الحالي أثناء تحضيرهم لاعمال إرهابية في المملكة، على صلة بتنظيم القاعدة.
وقال الأمير نايف أن "الوقت لم يحن بعد لتأكيد انتهاء مهمة البحث عن الخلايا الإرهابية او الكشف عن كامل ما لدينا من حقائق". وعما إذا كان مصدر الأسلحة التي عثر عليها اليمن أو العراق، قال الأمير نايف "لا نحب أن نعطي تخمينات، قبل التأكد من الأمر مائة في المائة".
وقال وزير الداخلية السعودي أن كل المواد التي ضبطت "كانت مهربة من الخارج". ونفى أن تكون هذه الأسلحة سرقت من الجيش السعودي. واضاف أن "من تم القبض عليهم جميعهم سعوديون واعمارهم تتراوح بين 17 سنة و 30 سنة"، مشيرا الى أن الأجهزة الأمنية السعودية مستمرة في ملاحقة الخلايا الإرهابية "ولن نتوقف حتى نتأكد تماما ان البلاد نظفت من هؤلاء".
واصدرت وزارة الداخلية السعودية بيانا الاثنين الماضي أعلنت فيه أن الأجهزة الأمنية السعودية تمكنت "من إحباط عمليات إرهابية كانت رهن التنفيذ ضد منشآت ومواقع حيوية"، وانها أوقفت 16 شخصا على علاقة "بخلايا إرهابية". وقال مصدر مسؤول في الوزارة أن الأجهزة الأمنية لا تزال "تلاحق عناصر على صلة تنظيمية" بالخلايا الإرهابية.
واوضح أن عمليات التفتيش في مخابئ في "مزارع واستراحات ومنازل في مناطق الرياض والقصيم والشرقية"، أدت الى العثور على "72 كلغ من مادة (ار دي اكس) الشديدة الانفجار وفتائل تفجير طولها 981 مترا و524 من الصواعق الكهربائية ومجموعة من الرشاشات والذخائر و18 قذيفة مضادة للدبابات (ار بي جي) وقذائف مضادة للافراد والدروع مع خمس قاذفات". كما عثر على "اكياس مملوءة بخلائط كيميائية لتصنيع المتفجرات بلغ وزنها 20 طنا و79 كيلوغراما".
وتعتبر هذه العملية الأكبر التي تعلن عنها السلطات السعودية منذ الكشف عن خلية ارهابية من 19 عنصرا على صلة بتنظيم القاعدة وملاحقين في اطار اعتداءات 12 ايار/مايو في الرياض التي أدت الى مقتل 35 شخصا. إلا أن وزير الداخلية السعودي أكد أن اسم أي من الموقوفين الـ16 ليس واردا في لائحة المطلوبين ال19 التي أعلنت من قبل.
وقد قتل في حملات دهم وملاحقة نفذتها السلطات السعودية منذ ذلك الحين ثمانية من المطلوبين الـ19، بينهم السعودي تركي الدندني. ولا يزال هناك عشرة فارين. وسلم الناشط الثاني على اللائحة علي عبد الرحمن الغمدي نفسه في 26 ايار/مايو الى السلطات في الرياض. واعتبر السفير السعودي في واشنطن بندر بن سلطان في بيان ان التوقيفات التي حصلت الأسبوع الماضي "توجه ضربة قاسية لتنظيم القاعدة الارهابي".
وقال أن الموقوفين "يجب أن يشكلوا تحذيرا لكل الذين يحاولون تعريض المواطنين والمقيمين في المملكة للخطر". و منذ ايار/مايو 2003، أوقفت السلطات السعودية 144 شخصا يشتبه بعلاقتهم مع الإرهاب، بالإضافة الى 300 مشتبه بهم أوقفوا بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.