&
&

يتوجه حوالى 110 ملايين روسي الاحد الى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس الدوما، وسط اجواء تنبىء بفوز اكيد لحزب "ادينايا روسيا" الموالي للكرملين تعكرت بفعل اعتداء دام على قطار الجمعة في جنوب غرب روسيا بالقرب من الشيشان اسفر عن سقوط 41 قتيلا.
&وتتمثل المنافسة الوحيدة الحقيقية في انتخابات مجلس النواب الروسي غدا في حزبين يدافعان عن قيم ليبرالية هما "اتحاد قوى اليمين" و"ايابلوكو" اللذان قد لا ينجحان في تخطي عتبة ال 5% من الاصوات، الامر الذي سيعني بالتالي خروجهما من البرلمان.&وفي حال حصول هذا الامر، ستختفي كل معارضة للسلطة، ولو ضعيفة وعاجزة، من الساحة البرلمانية. وفي حال تمكن الحزب الجديد اليساري "رودينا" (الوطن) من الدخول الى المجلس، فمن المرجح ان يخلق ذلك مشاكل لخصومه الشيوعيين اكثر مما يشكل معارضة للكرملين.
&وقد فقدت الانتخابات التشريعية في الجمهورية الروسية حيث ينحصر دور البرلمان اكثر فاكثر في تسجيل المبادرات الرئاسية والحكومية، من بريقها.&ويفترض ان يتم انتخاب 450 نائبا، نصفهم بالاقتراع النسبي والنصف الآخر بالانتخاب الاكثري في دورة واحدة.
&وتساهم الشعبية التي يتمتع بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات الرئاسية، في ضمان النجاح لحزب "ادينايا روسيا" الذي اتخذ شعارا له "معا مع الرئيس". وتشير استطلاعات الرأي الى ان نسبة شعبية بوتين تصل الى 80%، الامر الذي يضمن له فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية.&ويضاف الى ذلك ولاء محطات التلفزة الكامل للسلطة، بالاضافة الى اللجوء الى "السلاح الاداري" المتمثل بكل انواع الضغوط من اجهزة الدولة لصالح السلطة.
&كذلك تصب في صالح حزب السلطة سنوات عديدة من النمو غذاه ارتفاع اسعار النفط وقضية "يوكوس". اذ ان ملاحقة مجموعة "يوكوس" النفطية العملاقة قضائيا لاقى استحسانا في اوساط الرأي العام الذي رأى فيها ملاحقة للاشخاص الذين جمعوا ثروات خلال عمليات الخصخصة في التسعينات التي اثارت جدلا كبيرا واعطت هذه القلة الثرية نفوذا سياسيا كبيرا.
الا ان الفوز المرتقب لحزب الكرملين عكره الجمعة اعتداء بالمتفجرات استهدف قطارا في جنوب غرب روسيا بالقرب من الشيشان وادى الى مقتل 41 شخصا.&ودان بوتين الاعتداء، وقال "انها محاولة لزعزعة استقرار البلاد عشية الانتخابات البرلمانية". واضاف "ان المجرمين لن يتمكنوا من ذلك".&واثارت الصحف، تعليقا على الحادث، الموضوع الشيشاني الذي تجاهلته الحملات الانتخابية تماما.
&وكتبت صحيفة "كومرسنت"، وهي من الصحف الروسية النادرة التي تصدر السبت، تحت عنوان "انفجار ما قبل الانتخابات" ان وزارة الداخلية كانت اكدت قبل بضعة اسابيع انها "تمتلك معلومات عن التحضير لاعمال ارهابية" على يد انفصاليين شيشان.&وتساءلت عن ظروف وقوع التفجير رغم اقدام القوى الامنية على "تعزيز التدابير الامنية في البلاد منذ بداية كانون الاول/ديسمبر" بسبب الانتخابات.&وافادت اخر حصيلة اعلنتها سلطات طبية محلية صباح اليوم السبت لوكالة فرانس برس ان الاعتداء "اوقع 41 قتيلا واكثر من 170 جريحا نقلوا الى المستشفيات، بينهم 21 في حال الخطر".
&واتهم وزير العدل يوري تشايكا الانفصاليين الشيشان بالوقوف وراء العملية. وتوعد وزير الداخلية بوريس غريسلوف ب"حرق الارض تحت اقدام (...) هؤلاء المتوحشين".&الا ان الانفصاليين نفوا تورطهم. وقالت "كومرسنت" ان جناحا متشددا من المتمردين الشيشان مواليا لزعيم الحرب شامل باساييف يقف وراء الاعتداء.
&انما مهما كانت هوية منفذي الاعتداء، فان كل عمل ارهابي من شأنه ان يذكر الروس ان الوضع في الشيشان لم يصل بعد الى مرحلة "التطبيع"، على عكس ما يؤكد الكرملين.&وقد دخلت القوات الروسية الى الشيشان في تشرين الاول/اكتوبر 1999. ووعد بوتين الذي كان آنذاك رئيسا للحكومة بعملية سريعة "لمكافحة الارهاب" ساهمت في اعتلائه سدة الرئاسة.&ولم يدرج هذا الموضوع في الحملات الانتخابية الاخيرة، فيما اصبح ثلثا السكان مؤيدين لانسحاب القوات الروسية من الشيشان.
&في هذا الوقت، تتواصل التحضيرات لعمليات الاقتراع. وهناك احد عشر توقيتا مختلفا في روسيا، البلد الاكبر مساحة في العالم. وبالتالي، سيفتح حوالى 94 الف مركز انتخابي ابوابه السبت الساعة 20.00ت غ. فيما تفتح مراكز الشرق الاقصى الروسي الثامنة من صباح الاحد بتوقيت غرينيتش. وتغلق المراكز الاخيرة في كالينينغراد، الجيب الروسي بين بولندا وليتوانيا، الاحد الساعة 18.00ت غ.&وسيتولى مراقبون دوليون من مجلس اوروبا ومنظمة الامن والتعاون الاوروبي مراقبة سير الانتخابات. ومن المتوقع ان تصدر النتائج الاولى الجزئية ليل الاحد الاثنين.

&