&سالم اليامي
&
&
غير معقول...
أنا لم أصدق أن هؤلاء الناس المتظاهرين ويرفعون صورا لصدام حسين هم أناس يعبرون عن مشاعرهم الآن وبعد أن تعرت الحقائق تحت أشعة الشمس.
أبدا فمن حقي أن أشكك في الأمر مثلما يحاول أرامل صدام أن يشككوا في كل شيء له علاقة بفضائح صدام حسين، لأقول لكم أن هؤلاء المتظاهرين هم ممن كانوا يتظاهرون في الشوارع تأييدا للرئيس المؤمن صدام حسين قبل ان تنكشف الحقيقة علما أنها أنكشفت حقيقة ذلك الرئيس منذ ان قبل بوقف الحرب مع ايران بدون شط العرب، ثم خرج بجيشه مهزوما في الكويت وسمى الهزيمة نصرا، ثم فتح مصانعه وقصوره للمفتشين مستبيحين كرامة البلد، ولأننا لو صدقنا أن هؤلاء الناس الذين يتظاهرون الآن ويرددون نفس العبارات القديمة "بالروح بالدم نفديك يا صدام" بعد أن مرغ كرامتهم وكرامة العرب أمام العالم فهم أما عبيد والعبد بطبعه يصاب بإدمان حب سيده الذي يجلده صباحا ومساء، وأما مجانين وهذا ليس بمستغرب مادام أنهم قد ولوا أمرهم لمجنون يحكمهم أكثر من ثلاثين عاما ويجرهم من هزيمة الى هزيمة ومن عار الى عار حتى انتهى به الأمر الى أن يستسلم في جحر دون أن يقاوم وهو الذي كان يردد عبارة تحرير فلسطين من النهر الى البحر فلم يحرر نفسه وسط الجحر على الأقل باطلاق رصاصة في صدغه!
أو أن هؤلاء الناس المتظاهرين الذين بالطبع لايمثلون أغلبية الشعب العراقي الكريم الأبي هم شركاء صدام في المجازر والهزائم وهم بطانته التي أوصلته الى هذه المهازل التي يخجل منها كل عربي شريف، وهم يستحقون أن يحاكموا مع سيدهم المهزوم.
كيف يرى هؤلاء الناس سيدهم المهزوم يستسلم كالفأر في جحره وقد أوصلهم الى هذا المستوى من الذل والخنوع، ثم يخرجون يرددون بالروح بالدم نفديك يا صدام؟! أليس هؤلاء الناس بحاجة الى دراسة سيكيلوجية لمعرفة كيف يتمكن الطاغية من الأستيلاء على الأتباع كهذا الصنف من البشر؟!
ولماذا لم يخرج هؤلاء الناس كي يفدوا سيدهم بالأرواح والدماء يوم سقطت بغداد ؟!
وهل يعقل أن هؤلاء الناس ما زالوا يأملون أن يروا ذلك اليوم الذي يعود فيه السيد الرئيس ليشاركوه الاحتفال بقطع رؤس الشرفاء الذين رفضوا ان يتبعوا رئيسا مهزوما كهذا فلم يبقى له سوى المنافقين والمرتشين والخونة، الذين صفقوا له كثيرا وطبلوا وسرقوا وشاركوا في قتل الشرفاء وتهجيرهم ثم تركوا السيد الرئيس يواجه مصيره في جحره القذر؟؟!
أين كان هؤلاء يوم سقط المطار قبل أن تسقط بغداد في ساعتين؟
لماذا لم يصمدوا على الأقل مثل أم قصر؟!
ولماذا يخرجون الآن يرددون نفس العبارات التي جعلت من سيدهم المهزوم يعتقد أنه الرئيس الذي لايهزم؟!
أليس ما يعملونه الآن يعتبر شقا للصف العراقي الذي يريد أن يلتحم ويتصالح بعد أن مزق وحدته ذلك الطاغية؟!
لأنهم لم يحترموا مشاعر الأغلبية من شعبهم الذين قدموا الكثير من الضحايا رفضا لحكم طاغية أثبتت ألأيام أنه لا يستحق أن يقود كتيبة من الجنود فكيف به يحكم شعبا أكثر من ثلاثة عقود بسبب هؤلاء الذين لا يزالون يرددون عبارات التمجيد حتى وهم يرون سيدهم مستسلما كالفأر الحقير؟!
هل رايتم أحدا يحتفل بالمهزومين والطغاة والقتلة غير العرب؟!
ما اصعب اليوم الذي تتعرى فيه الحقيقة... للذين يناصرون الباطل بإسم الحق!!