سالم اليامي
&
&
&
&
يقول المناصرون لصدام حسين: لا نريد أن تتم محاكمته في العراق عن طريق مجلس الحكم العراقي، و يريدون محاكمته في محكمة غربية.
أليس ذلك بأمر عجيب وغريب أن يكون الذين يتهمون مجلس الحكم بالعمالة لأمريكا هم من يطلبون من أمريكا أن تحاكم سيدهم المستسلم؟!
إن رغبتهم أن يتم محاكمة رئيسهم المهزوم في محكمة غربية دليل على إيمانهم في عدالة أمريكا، القوة المحتلة للعراق وهذا يدلنا على استنتاجين آخرين:
الأول.. أن عدالة أمريكا التي آمنوا بها كي تحاكم رئيسهم المستسلم تنعكس على مجلس الحكم الذي عينته أمريكا بما يجعله أهلا للعدالة.
الثاني....أنه من غير المنطقي أن يتهموا مجلس الحكم بالعمالة عندما أستعان بأمريكا للتخلص من الطاغية الذي حكمهم بالحديد والنار والمجازر، في الوقت الذي يختارون أمريكا أن تقوم بمحاكمة رئيسهم المستسلم دون غيرها!
من خلال هذه الاستنتاجات يتبين لنا كم هذا العقل العربي يغرق في وحل التخلف والجهل والعبودية وقد وصل الى هذا المستوى المتدن من الغباء السياسي والفكري حتى اصبح من ينتمي الى الثقافة هو من يدعو الى تمجيد الطغاة والمهزومين الذين قادوا الأمة الى الهزائم والفقر والتخلف الحضاري المزري!
المثقف الحقيقي في أي مجتمع هو القدوة نحو التحرر من قيود الطغاة وحواجز الجهل والخرافة، أما في المجتمعات العربية فقد أبتليت ببعض من ينتمون الى الثقافة، اولئك المرتزقة الذين يبررون للطاغية كل جرائم إغتصاب الحق والكرامة والاستعباد بحجة تحرير فلسطين التي لم يسقط على أرضها جنديا لطاغية منذ خمسين سنة، إلا أن اولئك الطغاة الصغار المنتمين الى المثقفين ليسوا الا نسخا مكرة لكل الطغاة الكبار الذين يرشونهم ويغدقون عليهم الكثير من الاموال والمزايا كي يدافعوا عنهم تحت مسميات وشعارات تدغدغ مشاعر أغلبية الجماهير التواقة لنصر يعيد أرضا محتلة، أو كرامة مهدرة، دون أن تدرك تلك الجماهير المغيبة في وعيها والمسلوبة كرامتها، أن من غيب وعيها وسلبها كرامتها ليس الا هذا النوع من الطغاة المعتوهين الجبناء البلهاء وعبيدهم الطغاة الصغار ممن يحملون اسماء ثقافية وفكرية وهم ليسوا الا أجراء لا يملكون كرامة ولا حتى الحد الأدنى من الآدمية!
المثقف الحر: هو من يقود عقول أمته نحو التحرر من كل جبروت، وهو أول المحتفلين بسقوط طاغية اذل شعبه وأمته وأرسلهم الى المهاجر والمقابر، وليس هذا الصنف الرديء من البشر الذي لايكل ولا يمل دفاعا عن طاغية.
&وكلما تعرت أمام الجماهير المغيبة في وعيها حقيقة، أسرع ذلك الطاغية الصغير "المثقف" ليزيف الحقيقة، ويشوش التفكير، ويبرر كل خيبات وفضائح الطغاة، كي يبقي أمله في العيش بائعا للكذب مقابل حفنة من الدنانير والدولارات على حساب كرامة الشعوب المقهورة.
تبا لهذا النوع من عبيد الدولارات الذين لم تو قظ فيهم انكسارات الأمة وهزائمها بسبب الطغاة أي شعور بالألم والندم واحتقار الذات المريضة التي باعت الوهم والبطولات المزيفة وجعلت من أغبى الطغاة وأجبنهم أبطالا قوميين وعندما سقط اولئك الطغاة وتعرت حقائقهم اصيبت الجماهير المغيبة في وعيها بالصدمات والهزائم النفسية العميقة.
وهاهم اولئك الطغاة الصغار من المثقفين يحاولون تبرير خيانتهم لأمانة الكلمة والفكر التي وظفوها لخدمة الطغاة المهزومين والمستسلمين بما يثير الفرقة بين ابناء الأمة، لأنهم لايجدون لذة العيش الا في أجواء تسودها الفرقة، وقهر الشرفاء، ولا يهنأ لهم بال الا وهم يشاهدون رؤوس الأبرياء تتطاير ودمائهم تتناثر بسيوف الطغاة لتتصدر جرائدهم عناوين التبجيل والثناء للقائد الملهم الذي سوف يحرر أرض فلسطين برقاب الشرفاء ودماء المظلومين وبنادق الخونة الذين انهزموا منذ الطلقة الأولى للحرب، لأن هؤلاء الخونة من مرتزقة الكتابة وبطانات الفساد لا يكونون عونا لنصر أو كرامة وانما هم دائما أشاوس في الحروب على أشراف الشعب وأسود في الهجوم على حقوقه وأعراضه، لكنهم يجبنون عن الدفاع عن الكرامة والأرض عندما يكونون أمام أول أختبار لمصداقية ما يدعونه من ولاء للحاكم الطاغية.
الوطن:لا يدافع عن كرامته الا الشرفاء الأحرار المنادون بحرية الانسان واحترام حقوقه!!