*عاهل البحرين يلتقي سعاد الصباح وخلافات لغوية بين الوزراء
"إيلاف"&من لندن: ما عرفته خزنة "إيلاف" من معلومات وصلت إليها من الكويت إلى لندن، هو أن البيان الختامي للقمة الخليجية الرابعة والعشرين التي تستضيفها دولة الكويت حاليا سيتطرق بكلمات لا أكثر من بروتوكولية مرحبا بانضمام دول "شقيقة" تقدمت بطلبات مثل الأردن والعراق واليمن. وبالتالي فإن قرارا حاسما لن يتخذ في هذا الشأن على الأقل في دورة المجلس الحالية حتى تكون الأمور السياسية في المنطقة أكثر وضوحا.
وكانت تلميحات جرى تسريبها تشير إلى أن الحاكم الأميركي في العراق بول بريمر وجه رسالة إلى رئيسة القمة الخليجية دولة الكويت آملا فيها "بإدراج موضوع قبول عضوية كاملة للعراق الجديد في هذا التجمع الخليجي لخصوصية العلاقات العراقية بالمجتمع الخليجي جغرافيا وديموغرافيا وتاريخيا".
وبريمر أشار في رسالته إلى أن العراق الحالي يختلف عن عراق "الأمس الذي كان يحكمه ديكتاتور كان يخطط على الدوام لتهديد جيرانه وخصوصا الدول الخليجية العربية".
وحال طلب المسؤول الأميركي، فإن تلميحات صدرت عن الحكومة الأردنية بضرورة ضم الأردن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي، ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت حكومة الأردن تقدمت فعلا بطلب رسمي للانضمام للمجلس الخليجي.
وظل الأردن على الدوام يصر على إمكان انضمامه لمجلس التعاون بحكم وقائع عديدة، ويوم الخميس الماضي صرح رئيس الوزراء الأردني فيصل بن عاكف الفايز لصحيفة (الرأي العام الكويتية) بكلام ردد فيه نفس الموقف، حين قال "عضويتنا في مجلس التعاون الخليجي مطلوبة ومهمة بحكم الواقع القائم جغرافيا وسياسيا وتاريخيا".
وفي الشهرين الأخيرين، دأب مسؤولون كويتيون على القول أن الأردن عضو في مجلس التعاون الخليجي "على الرغم من أنه لم يصدر قرار رسمي بذلك"، والأردن في المرحلة الحالية شريك رئيس لغالبية دول الخليج العربية في قرارات سياسية مهمة وكذلك مشروعات اقتصادية، وهو تجاوز ذلك إلى بناء علاقات متينة مع إيران الجار الشرقي القوي لمنظومة دول التعاون.
وأفادت مصادر خليجية أمام "إيلاف" بالكلام الآتي " من بعد استكشاف حال العراق الجديد وإمكان قيام حكومة منتخبة ديموقراطية، يمكن النظر في عضوية كاملة للعراق، أما في شأن الأردن، فإن عضوية هذا البلد الشقيق واردة في أي وقت ولكن علينا انتظار ما يجري من تطورات على صعيد إقليم الشرق الوسط بكامله في ظل ما يجري من تداعيات سريعة لتنظيم شكل هذا الإقليم".
وإذ ذاك، فإن الخلاف لا يزال قائما على ما يبدو بين دولة الإمارات العربية المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي تتهمه الإمارات بعدم موقف أكثر جدية تجاه طلب إيران الانضمام للجامعة العربية بصفة مراقب، وهي لا تزال تحتل الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.
وعلى الرغم من تصريح لعمرو موسى على هامش القمة الخليجية الحالية قال فيه أن العلاقات مع الإمارات ستعود إلى حالها الطبيعي قريبا، فإن مراقبين قالوا أن "مشكلة الأمين العام عمرو موسى هي أنه يطرح دائما نفسه ومعه الجامعة العربية كطرف في المعادلة، متناسيا أن الجامعة العربية هي بيت العرب، وهي موئل حل مشاكلهم لا أن تناكفهم الند للند، فهي ليست دولة ولمنها لجميع دولهم".
وموقف الإمارات الغاضب من موسى، عبر عنه وزير الإعلام في دولة الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حين سئل البارحة خلال مؤتمر صحافي عن موقف بلاده من عمرو موسى؟، فأجاب الشيخ عبد الله: "منو هذا الشخص اللي تسأل عنه، نحن لا نعرفه".
وبعيدا عن السياسة وآفاقها ولعناتها، فإن عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة رأى أن أفضل حال للهروب من "عنف السياسة وأهلها" هو الذهاب إلى أهل الشعر "حيث هنالك الأصالة والصدق في التعاطي والتعامل"، فالملك البحريني من بعد الجلسة الأولى البارحة للقمة، توجه إلى القصر البيض حيث مسكن الشاعرة الكويتية الكبيرة الشيخة سعاد الصباح.
وأمضى الملك حمد هنالك فترة من الوقت مستمعا إلى آراء الشاعرة سعاد الصباح، ومطمئنا على أحوالها وخططها المستقبلية شعرا وأدبا.
وفي الأخير، فإن خزنة معلومات "إيلاف" الواردة إليها من الكويت، تقول أن خلافات ليست عميقة ثارت بين وزراء الخارجية في آخر جلسة لهم أمس حين صاغوا البيان الختامي، وهي في مجملها تتعلق ببعض الصياغات والمصطلحات اللغوية العربية واستخدامات بعض التعابير، لكن الوزراء توصلوا في النهاية إلى حلول توفيقية لغويا حتى من دون العودة إلى قاموس اللغة العربية الشهير (المنجد).
التعليقات