&سامر السيد
&
&
&
مسكين ذلك العالم العربي، ومسكينة تلك الشعوب العربية، التي تعودت دائما على الصخب والغوغائية، وتعودت أيضا على العيش في خيال واسع والبكاء على الماضي الذي لن يعود أبدا، بحسب ما يقولو أن كان لهم ماضي سابق، فهو وهمي ولو كان عكس ذلك، فأين هو الآن..؟! لا أتحدث هنا بلغة نقد الذات، أوالتجريح، ولكن ربما هي مواجه بسيطة وإطلاع خارجي على الحقيقة المرة، التي لا أريد الإقتراب منها، فرائحتها كريهه جدا.
هنك ما يحملني على القول بأن العرب بالفعل ضاهرة صوتية، وأكثر الشعوب تحريف للحقائق، ومن المستحيل ان يعترفون بعيوبهم وبالنقص الكبير والفاضح فيهم، نعم من المستحيل أن تجد أحدهم يقف بينه وبين نفسه يراجع حساباته جيدا، حتى ان بعضهم لا يعرف لماذا يعيش..؟!، لنأخذ مثلا بسيط يثبت صحة ما أقول، بالكاد جميعنا تعلم الكذب في المدرسة وهي الأساس لتنشأت العقل، فكل المقررات تجدها محشوة بالبطولات والإنتصارات الوهمية السابقة في محاربة الإستعمار،التي لا نعلم صحتها جيدا، وماذا جنينا ياترى من محاربة الإستعمار هل أوصلتنا للمريخ..؟! أم إنتقلنا بها للعالم الأول..؟! كما تجد فيها أن العرب هم مؤسسي الكثير من النضريات ولكن المبرر الخائب دائما أن الغرب سرقها ثم طورها،ولم يخبرونا في تلك المناهج بأننا في ذلك الوقت كنا فيه نائمين ونتسكع في بلاد الأندلس، ولم يخبرونا أيضا بوضعنا الحالي المخجل جدا على كل الأصعدة، هذا من جانب، أما الجانب الآخر فبمجرد أن تخرج من سور المدرس وتذهب للمنزل أيضا تجد المنزل يكذب عليك، يقول الإعلامي المصري إبراهيم عيسى ( كل أب ليلة الإمتحان وهو يذاكر لإبنه في اللحضات الأخيرة وبشكل سريع، يقول لإبنه ((لقد كنت أنا الأول على زملائي، لماذا انت فاشل ))، فلا أعلم حقيقة هل كان كل الآباء يأخذون الترتيب الأول..؟! وإن كان كذلك فمن يأخذ الثاني والثالث...؟!) أليس هذا كذب يغرس في الطفل، ويجعله يعيش في وهم بأن أبوه كان ترتيبةالأول وفي حقيقة الأمرهو فاشل.
ومن المثيرللشفقة والضحك توجد كذبة كبيرة في العالم العربي ربما تتكررعلى مسامعنا كل يوم وليلة، يقولون( نكسة 67 )،ويرددها المثقفين والمفكرين والإعلاميين،وهي في الحقيقة (هزيمة 67 )،لا أعلم هل هو عدم إعتراف بالفشل ام هو إصرار على الكذب وتزييف التاريخ، لقد إنقسم العرب إلى قسمين لا ثالث لهما، أمه عضيمة تاهت وراء الشعارات والأوهام الزائفة،بإسم القومية والوطنية وغيرها، وقله قليله حافضت على بعض التعقل وسارت في الطريق السليم، وهي أفضل طريقة كي تعيش وأنت عربي، ولكن هنك خبر سار جدا لكل الموهومين بالماضي وبالتاريخ العربي المزيف، لقد إنتهية للتو ولله الحمد من إنجاز كتاب ضخم جدا يحوي كل التاريخ العربي السليم دون زييف أو كذب، وهذا الكتاب يتكون من 504000 صفحة بعدد أيام الأربعة عشر قرن الماضية، تحت عنوان( تاريخ عربي ناصع البياض) ولم يستغرق مني الوقت الكثير سوى دقائق، تعلمون لماذا..؟!،لأن جميع صفحاته بيضاء لم أكتب فيها كلمه واحدة، وتلك هي الحقيقة القاسية جدا.

&المملكة العربية السعودية
[email protected]