من السهولة بمكان ان تختلف مع كاتب ما على أمر يخص الشأن المحلي، فتكون له وجهة نظر نحترمها، وان اختلفنا معه فيها، الا ان الأمر يكون صعبا لو كان الاختلاف على قضايا خارجية ترتبط بكل أسف، بالتكسب السياسي الحزبي!
لقد بدأ التكسب السياسي الحزبي يأخذ حيزا كبيرا في اهتمامات البعض، بل لا يجد هؤلاء حرجا في اعطاء هذا التكسب حيزا مؤثرا في مقالاتهم، وبات من الواضح للجميع انهم يستمتعون بلقب «امتياز» في هذا التخصص! وقد لا يعيب هذا الأمر لو كان الطرح عقلانيا يشيد وينتقد، لكن ما يحدث انما هو تطبيل سياسي على طول الخط! بل نجد الحماسة أو الحماقة لا فرق في نصرة الحزب بشكل مطلق، وهو ما يؤثر في مصداقية هؤلاء.
ما يجعلني أحزن على الكويت، ان بعض ابنائها لا يمانعون بالتبعية السياسية لأحزاب وتنظيمات خارجية، وهو أمر معلن وليس سرا يذاع للمرة الأولى، ويعرف الجميع مدى الارتباط العاطفي على أقل تقدير! سبب الحزن يعود إلى انه متى تعارضت مصالح تلك الاحزاب مع الموقف السياسي لدولة الكويت، نجدهم للأسف الشديد، ينجرفون باتجاه الحزب التنظيمي، واحيانا نجدهم يكتبون ويستعجلون في الرد على بعض المسؤولين الكويتيين قبل ان يصدر رد رسمي من تلك الدول، وأحيانا أخرى لا نتوقع ردا من تلك الدول ما دامت بعض الأقلام قد نصبت نفسها ناطقة رسمية بلسان تلك الجهات!
حقيقة لا ابالغ في القول، ان خطر التكسب السياسي الحزبي لا يقل خطورة عن أي تهديد حقيقي يهدد أمن الكويت، لا أدعو هنا الى سياسة تكميم الأفواه، بل هو أمر جيد ان نعرف ما يجول في فكر بعض المتحزبين، لكن المطلوب على الاقل أخذ الحيطة والحذر، وكشف ما هو تحت غطاء شعار المصلحة الوطنية، الذي يتم استغلاله من قبل البعض كشماعة للترويج لبضاعتهم الحزبية، ما نريده كأبناء للكويت ان لا نشوه ما قدمته لنا الكويت بانتماءات حزبية رخيصة، ما نريده ان ننظر إلى الكويت بعين الأمن والاستقرار مع الحفاظ على هويتها العربية الأصيلة، دون الحاجة الى الترويج لتحويلها إلى جمهورية، فهل وصلت الرسالة؟