بيروت - انبرى عدد من المفكرين اللبنانيين المسلمين والمسيحيين الى الدفاع عن القرار الفرنسي بحظر الحجاب في المدارس العامة والى التصدي لهجمات الاصوليين الاسلاميين.&وفي مقال نشرته اليوم الجمعة صحيفة "النهار" اعتبر محمد السماك مستشار مفتى لبنان وعضو مؤتمر الحوار الاسلامي المسيحي انه "ليس من حق المسلمين كاقلية ان يفرضوا على الاكثرية سلوكا يتناقض مع ما اختارته هذه الاكثرية لنفسها".
ودعما لموقف شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي قال السماك ان "الاقليات الاسلامية في الدول غير الاسلامية تحتاج الى اجتهادات فقهية تاخذ واقعها بعين الاعتبار" داعيا الى ان يتولى "العلماء المسلمون من المجتمعات غير الاسلامية المشاركة في هذه المسيرة الفقهية التحديثية انطلاقا من تجاربهم اليومية مع اخوانهم غير المسلمين في الاوطان التي يعيشون فيها".
وايد راي شيخ الازهر في ان التزام الفتاة المسلمة بقرار منع الحجاب "يقوم على الرخصة الشرعية عملا بالقاعدة الفقهية "الضرورات تبيح المحظورات" و"على اساس قوله تعالى في القرآن الكريم "فمن اضطر غير باغ او عاد فلا اثم عليه".&واضاف السماك ان "المجتمع الفرنسي باكثريته الساحقة يتمسك بالعلمانية ويعتبرها العمود الفقري لوحدته كما يعتبر اي خروج عن العلمنة تهديدا لهذه الوحدة".
من جهة اخرى هاجم سمير قصير المؤرخ والصحافي في النهار "المنحى التوتاليتاري عند دعاة الاسلام السياسي وما نشهده من تعبئة ضد فرنسا وتهديد لها يذهب ربما الى ابعد من خطف الاجانب في لبنان الحرب" في الثمانينات مضيفا "فما نحن بصدده مع ردود الفعل الاسلامية على القرار الفرنسي هو خطف بلد باكمله".&وانتقد قصير "السهولة التي يقارب بها بعض دعاة الاسلام السياسي قضية تتصل بصيرورة مجتمع لا يعرفونه فيسقطون عليه مفاهيمهم الخاصة بدل اخذ خصوصيته في الاعتبار".&وقال "لا يمكن فهم ازمة الحجاب في فرنسا الا في سياق مجتمع تراجع فيه الدين ودولة اقصت الكنيسة عن السياسة والمؤسسات العامة" متساءلا "اذا كانت فرنسا "ابنة الكنيسة البكر" على ما كانت تسمى لم تتراجع في المواجهة مع القيمين على ديانتها "الاصلية" فأي سبب سيجعلها تنصاع بعد نحو قرن الى املاءات دينية مستجدة عليها".