"إيلاف"من موسكو:اجمع المراقبون على أن إقالة الرئيس فلاديمير حكومة ميخائيل كاسيانوف الثلاثاء، يمهد لاجراء تغيرات كبيرة في السلطة الروسية، فان اهتمامهم انصب بالدرجة الأولى على الشخصية التي من المحتمل أن تخلف رئيس الحكومة المقال.وقال مصدر في إدارة الرئيس الروسي ان خليفة كاسيانوف اصبح معروفا وسيكون إعلانه مفاجئة مثل قرار إقالة الحكومة. ولكنه امتنع عن ذكر اسم رئيس الحكومة الجديد واكتفى بالقول بأنه ليس بين الشخصيات التي تشير لها وسائل الأعلام . ووصفه بان بأنه شخصية غير عادية.
وقالت صحيفة (غازيتا) إن الكرملين ومجلس الدوما ستشهد تغيرات واسعة . وحسب معطيات الصحيفة فان سفير روسيا لدى أمريكا يوري اوشاكوف سيحل محل وزير الخارجية أيجور ايفانوف، الذي سيعين بدوه سكرتيرا لمجلس الأمن القومي الروسي. وان حقائب وزارات المالية والداخلية ستسلم لشخصيات جديدة.
&وتدرج وسائل الإعلام من بين المرشحين لمنصب رئاسة الوزارة كذلك القائم حاليا بأعمال وزير الدفاع سيرغي ايفانوف. ويشير مراقبون إلى أن تعيين ايفانوف في هذا المنصب سوف يثير مخاوف في العواصم الغربية، نظرا لعلاقات ايفانوف بأجهزة الأمن والاستخبارات، ويشتهر بمواقف متشددة في العلاقات العسكرية مع الغرب.
ويشار من بين المرشحين الأقوياء لمنصب رئيس الحكومة الجديدة أيضا إلى نائبي رئيس الحكومة السابقة الكسي كودرين المعروف بميوله الليبرالية ووبوريس الوشين ورئيس ادارة الرئيس دمتري ميدفيدوف، بل وحتى الى ميخائيل كاسيونوف.اضافة الى القائم باعمال رئيس الحكومة فيكتور خريستينكو ، الذي يحظى بفرص طيبة كذلك. ويقضي الدستور الروسي بان يطرح الرئيس في غضون أسبوع على الدوما مرشحه لترأس الحكومة الجديد.
من ناحية اخرى ارجعت صحيفة "ترود" سبب اقالة كاسيانوف إلى ان حكومته لم تبد استعدادا لإحداث تغيير جذري. ويكفي شاهدا على ذلك أن لا يستجيب مجلس الوزراء كما ينبغي لنداء رئيس الدولة الذي دعا إلى وجوب مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بحلول عام 2010 بل على العكس يقول كبار موظفي الحكومة إنه لا ينبغي طرح هذه المهمة. ولم تضع الحكومة برنامجا لمكافحة الفقر وهو أحد الأهداف الرئيسية المطلوب تحقيقها حسب توجيهات رئيس الدولة. ووضعت الحكومة في أول اهتماماتها تخفيض معدلات التضخم وليس رفع مستوى المعيشة. وتردد رئيس الوزراء كاسيانوف في تحديد موقفه من النزاع حول شركة "يوكوس" في الخريف الماضي. ولعل ما ورد في تقرير إحصائي صادر عن هيئة الإحصاء الحكومية كان النقطة التي جعلت الكيل يطفح. فقد أشار هذا التقرير إلى ان حجم مدفوعات الأجور المتأخرة ارتفع بنسبة 3ر11 في المائة في يناير وبلغ 2ر27 مليار روبل. كما جاء في صحيفة " ترود".
ورأت صحيفة "ازفستيا" في قرار الرئيس بوتين بإقالة حكومة رئيس الوزراء كاسيانوف ثلاثة احتمالات: الأول هو ان بوتين قرر ان يكون جادا في إجراء الإصلاحات المطلوبة في حين ان الحكومة التي يترأسها كاسيانوف لا تستطيع ان تفعل ذلك لأنها تئن من ثقل الارتباطات بعهد الرئيس الروسي السابق يلتسين. ويبدو ان الرئيس بوتين قرر فك الارتباط بعهد يلتسين نهائيا. والثاني إسناد رئاسة الحكومة لمن سيخلف بوتين في عام 2008. والثالث هو ان بوتين قرر ان يعطي دفعة قوية لحياة البلاد السياسية.