أسامة مهدي من لندن: في وقت أدان فيه الحزبان الكرديان الرئيسيان في العراق بزعامة مسعود البارزاني وجلال الطالباني عمليات القتل التي تعرض لها الاكراد السوريون في مدينة القامشلي فانهما نأيا بنفسيهما عن مهاجمة السلطات السورية وتصعيد الموقف ودعيا الى الحوار والتفاهم بينما اعتبرت بعض المنظمات الكردية في اوروبا الاحداث انتفاضة كردية شعبية.
ففي بيان سياسي له اليوم قال الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني ان الاحداث جاءت نتيجة استفزاز مصطنع من بعض المعادين لصدور قانون ادارة الدولة العراقية وللحقوق الكردية "إذ لجأت قوات الشرطة الى استخدام السلاح والعنف& ضد الكرد المدنيين العزل فوقع عدد من الشهداء والجرحى".
واعرب الحزب عن ايمانه بالتآخي "بين الكرد وشعوب بلدان الجوار" ودعا الى نبذ العنف والقوة لحل المشكلات "إذ ان العنف لايجدي كما انه لم يعد مقبولا في العلاقات بين الشعوب"، كما قال.
وأدان الحزب اعمال العنف التي شهدتها القامشلي واكد تضامنه مع " عوائل وذوي الشهداء وتمنى الشفاء العاجل للجرحى واعرب عن امله في "حل المشكلات عن طريق الحوار والتفاهم لتجنب اعمال العنف".
اما الاتحاد الوطني الكردستاني فعقد جلسة لمكتبه السياسي ترأسها امينه العام الطالباني بحث خلالها " الحوادث المفجعة ضد الكرد في سوريا التي اسفرت عن استشهاد وجرح عدد من اخوتنا الكرد في القامشلي وبقية المدن الاخرى" كما قال بيان له اليوم.
&
وعبر المكتب السياسي "عن الاستياء لوقوع هذه الحوادث واستشهاد العديد من الضحايا العزل الذين اهدرت دماؤهم جراء الشغب الذي خطط له ايتام ومأجورو صدام حسين المهزوم واعوانهم الشوفينيون الذين لا يريدون السلام والوئام والامن للعراق والعراقيين وكذلك لا يريدون رؤية العراقيين يوقعون منتصرين وموحدين قانون ادارة الدولة الذي اقر فيه الفيدرالية كمطلب ضروري للعراق" وعبر عن الامل في "درء هذه الحوادث ووضع حل جذري وعصري لها ".
وحاولت اجهزة اعلام الاتحاد تقديم صورة محايدة للاحداث ونشرت مقتطفات من تغطية اجهزة الاعلام العربية وفي مقدمتها السورية التي نشرت تغطيتها بعنوان "استغلال اعمال الشغب التخريبية ترجمة لافكار مستوردة ".
وعلى العكس من نهج التهدئة الذي لجأ له الحزبان الكرديان الرئيسيان فان العديد من المنظمات الكردية في اوروبا حاولت تاجيج العواطف ووصفت في نشراتها على مواقعها الالكترونية احداث القامشلي بأنها انتفاضة شعبية ضد ما اسمتها "بالاعمال الوحشية التي مارستها قوات السلطة السورية".
وشكلت الحكومة السورية امس لجنة تحقيق في الاعمال التخريبية التي وقعت في مدينة القامشلي (شمال شرق سوريا) بينما اعلنت مصادر في الشرطة البلجيكية ان حوالى ستين كرديا اعتقلوا في بروكسل اثر& اقتحام مقر السفارة السورية.
وقال التلفزيون السوري ليلة امس في اول اشارة الى المواجهات التي وقعت الجمعة والسبت بين قوات الامن واكراد في مدينة القامشلي ان "اعمالا مفتعلة قام بها بعض الغوغاء في محافظة الحسكة (شمال شرق) ضد استقرار الوطن والمواطن وامنهما وهما من ثوابت المصلحة الوطنية ولا يجوز العبث بها تحت اي ذريعة". واضاف ان "استغلال ما جرى في الملعب البلدي من قبل بعض المدسوسين للقيام باعمال شغب تخريبية طالت بعض الممتلكات الخاصة والعامة هو ترجمة لافكار مستوردة".
واستنادا الى الامين العام للحزب الديموقراطي التقدمي الكردي عبد العزيز داود الموجود حاليا في القامشلي& فان 14 شخصا بينهم ثلاثة اطفال قتلوا واصيب اكثر من 100 بجروح خلال اعمال شغب سبقت مباراة لكرة القدم في المدينة.