بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، يظل المستقبل مجهولًا، بينما يدفع المدنيون الثمن الأكبر نتيجة غياب القيادة. في الوقت الذي كان من المفترض أن تتجه الجهود نحو إعادة إعمار ما تم تدميره، والسعي عبر القنوات السياسية لكسب دعم الدول العربية، تختار حماس مرة أخرى طريق العنف بدلاً من تحمل المسؤولية.

إن الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان غزة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة لاستراتيجية تتجاهل مصالح الشعب لصالح أجندات أخرى. بدلاً من السعي إلى حلول دبلوماسية أو مبادرات تنموية تعزز الاستقرار، تصر حماس على الاستمرار في المواجهات التي تجر المزيد من الدمار والمعاناة على أهل القطاع.

في ظل هذه الظروف، تزداد عزلة غزة، حيث تتراجع الفرص لإعادة الإعمار، ويتفاقم الوضع الإنساني يومًا بعد يوم. كان من الممكن استثمار الجهود في إعادة بناء ما تهدّم، وفتح قنوات للحوار السياسي، والعمل على تحسين حياة السكان، ولكن بدلاً من ذلك، تفضل حماس إشعال الصراعات التي تعمق المأساة.

يتساءل الكثيرون: إلى متى ستظل غزة تدفع ثمن غياب القيادة المسؤولة؟ هل يمكن للفلسطينيين أن يجدوا مخرجًا يضمن لهم حياة كريمة بعيدًا عن دوامة الصراع المستمر؟ الإجابة تكمن في الإرادة السياسية والقدرة على اتخاذ قرارات مسؤولة تسعى إلى بناء المستقبل بدلاً من الهروب إلى خيارات تزيد المعاناة.

في النهاية، لن يكون هناك أمل حقيقي لغزة طالما استمرت حماس في تقديم الدم على حساب المسؤولية، وفي تجاهل الحلول التي قد تؤدي إلى مستقبل أكثر استقرارًا لسكان القطاع.