إيلاف من لندن: في عام 2025، شهد العالم سلسلة من حوادث تحطم الطائرات التي أودت بحياة أكثر من 100 شخص، مما أثار تساؤلات حول مدى أمان السفر الجوي. وبينما تبدو الأرقام صادمة، يؤكد خبراء الطيران أن هذه الحوادث لا تعني تراجع معايير السلامة، بل إنها مجرد مصادفات مأساوية، مع استمرار الطيران كأحد أكثر وسائل النقل أماناً.
سلسلة من الكوارث الجوية في 2025
بدأت السنة بسلسلة حوادث مأساوية، من بينها تحطم طائرة قبالة جزيرة رواتان في البحر الكاريبي، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم الموسيقي الهندوراسي الشهير أوريليو مارتينيز. كما شهدت واشنطن حادث تصادم مروع بين طائرة ركاب ومروحية تابعة للجيش، أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنهما.
وفي كوريا الجنوبية، لقي 179 شخصاً حتفهم عند اصطدام طائرة تابعة لخطوط جيجو الجوية بجدار خرساني أثناء هبوطها، بينما واجهت طائرة تابعة لدلتا كونيكشن حادثة خطيرة في مطار تورنتو، لكنها انتهت دون خسائر بشرية.
هل هناك أزمة في سلامة الطيران؟
رغم أن حوادث هذا العام تبدو أكثر من المعتاد، يؤكد خبير سلامة الطيران جون كوكس أن "الطيران لا يزال الوسيلة الأكثر أماناً"، مشيراً إلى أن عدد الوفيات على الطرق يفوق بكثير ضحايا الطيران.
بدوره، يرى البروفيسور أرنولد بارنيت، أستاذ الإحصاء بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الزيادة الأخيرة في الحوادث ليست سوى "مصادفة إحصائية"، مؤكداً أن كل حادثة لها أسبابها الفريدة، دون وجود نمط يشير إلى تراجع في معايير السلامة.
أسباب تحطم الطائرات الأكثر شيوعاً
وفقاً للخبراء، فإن الأسباب الرئيسية لحوادث الطيران تتنوع بين:
خطأ الطيار: يشكل السبب الأكبر في العديد من الحوادث.
الأعطال الميكانيكية: مثل الخلل الذي يُعتقد أنه تسبب في تحطم طائرة لانهاسا في هندوراس.
الأحوال الجوية: مثل الثلوج الكثيفة التي أثرت على طائرة دلتا في تورنتو.
أخطاء مراقبة الحركة الجوية: التي قد تؤدي إلى تصادمات مميتة.
ضربات الطيور والتداخل مع المدرج أثناء الإقلاع أو الهبوط.
هل ازداد عدد الحوادث فعلاً؟
رغم الحوادث البارزة هذا العام، تشير الإحصائيات إلى أن عدد الحوادث الجوية في يناير 2025 كان أقل من نفس الشهر في الأعوام السابقة. كما يظهر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن الاتجاه العام لحوادث الطيران خلال العقدين الماضيين في انخفاض، رغم الزيادة في عدد الرحلات الجوية.
هل من خلاص في حال تحطم الطائرة؟
يؤكد الخبراء أن احتمالات الوفاة في حادث طائرة ضئيلة للغاية، حيث تبلغ فرصة الموت في حادث تحطم طائرة حوالي 1 من كل 11 مليون رحلة. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن اختيار المقعد قد يؤثر على فرص النجاة، إذ تُعتبر المقاعد الخلفية أكثر أماناً مقارنة بمقاعد الممر في منتصف الطائرة.
لا داعي للذعر
رغم العدد الكبير من الحوادث هذا العام، لا تزال معايير سلامة الطيران عالية، ولا يوجد دليل على وجود أزمة منهجية. وبينما تتواصل التحقيقات في الأسباب المختلفة لهذه الحوادث، يظل الطيران من أكثر وسائل النقل أماناً مقارنة بوسائل أخرى.
* أعدت إيلاف التقرير عن "دايلي ميل": المصدر
التعليقات