"إيلاف" من برلين: تكاد العلاقات الألمانية الإيرانية لا تعرف السكينة، فما إن يخيم عليها الهدوء حتى يظهر عنصر جديد يربكها، وآخر الارباكات&في العلاقات بين البلدين&تمثل بإعلان معهد غوته الألماني في طهران إغلاق الحكومة الإيرانية لفرعه في العاصمة بحجة عدم توفر الشروط اللازمة لمواصلة عمله، على الرغم من أن هذا&المعهد يدرس اللغة الألمانية ويقيم أنشطة ثقافية منذ عدة سنوات.
واعتبر مسؤول في المعهد قرار "الإقفال" رد فعل على عرض لوحة تذكارية في برلين أزيح الستار عنها نهاية الأسبوع الماضي.
واللوحة عبارة عن تذكار&لضحايا حادثة "مطعم موكونوس" التي وقعت قبل 12 سنة، ووجهت أصابع الاتهام&يومها إلى&عملاء في المخابرات&الإيرانية. وتحمل اللوحة الرخامية التي تبلغ مساحتها 50 × 70 سنتم النص التالي:
"في هذا المكان الذي كان سابقا مطعم موكونوس تم في 17 من شهر أيلول(سبتمبر) عام 1992 اغتيال قياديين من الحزب الكردستاني الإيراني وهم الدكتور صباح شرف الدين وفتاح عبدولي وهومايون أردلان إضافة إلى السياسي الإيراني الذي عاش في برلين نوري دهكوردي على يد النظام الإيراني يومذاك. وقتلوا في سبيل الحرية وحماية حقوق الإنسان".
وعلمت "إيلاف" من مكتب عمدة حي فيلمرسدورف شارلوتن بورغن ان النص الأصلي حمل المخابرات الإيرانية المسؤولية لكن تم تغييره ليلقي بالتبعة على نظام الخميني.
وكانت طهران&هددت قبل أسابيع باتخاذ إجراءات مضادة للنصب التذكاري إذا ما أبقي على التعديل الذي يتهم مباشرة النظام الإيراني يومذاك بالعملية، لذا اعتبر إغلاق معهد غوته أول خطوة من المتوقع ان يتبعها خطوات أخرى منها إقامة نصب تذكاري أمام السفارة الألمانية في طهران يحمل أسماء آلاف الجنود الإيرانيين ضحايا الأسلحة الكيمائية التي صنعها النظام العراقي سابقا بمساعدة شركات ألمانية صدرت لسنوات طويلة مواد كيميائية استخدمت في الحربين 1980 و1988 ضد إيران والتهديد بنشر أسماء هذه الشركات.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد استبعدت الأسبوع الماضي السفير الألماني المعتمد لديها بول فرايهر فون ملتسان لتسلمه رسالة احتجاج على النص الذي يحمله النصب التذكاري وبأنه يلحق ضررا كبيرا بالعلاقات الثنائية، لأن إيران غير متورطة بعملية الاغتيال.
وتقول وزارة الخارجية الألمانية ردا على الموقف الإيراني الرسمي بأن النصب مسألة لها علاقة بعمدة حي فيلمرسدورف شارلوتن بورغن ولا تأثير للحكومة الألمانية عليه.
وكانت محكمة برلينية&أصدرت عام 1997 حكما بالسجن المؤبد على المتهمين الرئيسيين لعملية اغتيال القياديين الأكراد وهما اللبناني عباس ريال والإيراني قاسم درابي، فشنت طهران بدروها حملة انتقادات شديدة ضد برلين التي سحبت يومها سفيرها من إيران وطردت أربعة دبلوماسيين، وبعدها ساءت العلاقات بين العاصمتين بشكل حاد.
التعليقات