"إيلاف" من لندن: أعلن اللورد بلاك أوف كروسهارباور اليوم أنه قدم احتجاجا أمام القاضي الأميركي الذي أقر بيع صحيفتي "ديلي تلغراف" وشقيقتها الأسبوعية "صنداي تلغراف" للشقيقين باركلي مالكي فندق (ريتز) الفخم في العاصمة البريطانية، كما أنهما ناشرا مجلة سكوتسمان الشهيرة بمقالاتها وتحليلاتها اللاذعة في شؤون عالمية كثيرة.
ومعركة الأخوين باركلي ديفيد وفريدريك، وكلاهما ينعم بلقب "سير" وهو من أعلى الأوسمة في بريطانيا تثير تساؤلات كثيرة عن تسلل مستثمرين في مجالات الفندقة إلى شارع فليت ستريت رغم امتلاكهما لمجلة "سكوتسمان" الأسبوعية.
وكانت معركة ملكية صحيفة "ديلي تلغراف" وشقيقتها "صنداي تلغراف" وهما اليمينيتان الأكثر توزيعا بين الصحف البريطانية والأسبوعية في الشارع الصحافي البريطاني استمرت سبعة شهور، من بعد تورط الملك الأصلي صاحب اللورد بلاك باستخدام أموال خارج إطار سلطاته من ميزانية المجموعة الناشرة للجريدتين وغيرهما من مطبوعات تصدر في الولايات المتحدة وإسرائيل أيضا.
والاحتجاج القانوني الذي قدمه اللورد بلاك، محتمل أن يوقف صفقة بيع ديلي تلغراف وصنداي تلغراف للشقيقين ديفيد وفريدريك باركلي وكلاهما يحمل لقب (سير) وهو أعلى وسام بريطاني حيث فارزا بالصفقة عبر مزاد علني جرى في نيويورك البارحة بقيمة 665 مليون جنيه إسترليني.
ونبه محامون موكلون من جانب اللورد بلاك، ملياردير الإعلام، والمالك الحقيقي للصحيفتين وصاحب أكبر اسهم في شركة "هولينغر انترناشينال" الصحافية إلى أن عرض الأخوين باركلي لم يكن موازيا لعرض كانا تقدما به في وقت سابق من العام الحالي كانت تبلغ قيمته 18 مليون دولار للمشاركة في شركة هولينغر، وهو عرض رفض في تلك الأثناء".
وقالت مصادر صحافية بريطانية اليوم أن احتجاج اللورد بلاك على صفقة البيع، ستنظر أمام المحكمة الأميركية التي قررت البارحة بيع ديلي تلغراف وصنداي تلغراف للخوين (السير) باركلي، على الرغم من المصاعب التي يواجهها اللورد بلاك ماليا ومهنيا في شأن ملكية الجريديتن، وخصوصا أنه ابعد عن القرار النهائي في شأن مصير شركة هولينغر إنترناشينال الصحافية العالمية بعد تورطه بالمبلغ الذي اختلسه.
وقالت مصادر قانونية تتحدث باسم اللورد بلاك، المالك السابق لصحيفتي تلغراف اليومية والأسبوعية، أنه من المحتمل أن ينظر قاضي التحقيق الأميركي في ولاية ديلوار الأميركية خلال أيام، على الرغم من معارضة رجل الأعمال غوردون باريس الذي تولى المهمة في مجلس إدارة هولينغر نيابة عن اللورد بلاك.
يذكر أنه حسب صفقة بيع جريدتي "ديلي تلغراف" وشقيقتها "صنداي تلغراف"، التي تمت عبر مزاد علني على غير العادة، ونالها الشقيقيان (السير) فريدريك وديفيد باركلي ، فإن اللورد بلاك المالك الأصلي للجريدتين مطالب بدفع غرامات مقدارها 60 مليون دولار لقاء أتعاب المحاكم والمحامين.
يذكر أن المجموعة الأميركية "هولينغر انترناشونال" أعلنت أمس الثلاثاء أنها باعت مجموعة "التلغراف" الصحافية البريطانية الى مجموعة "بريس اكويزيشنز" التي يملكها الاخوان البريطانيان باركلي بـ729.5 مليون جنيه إسترليني (1.33مليار دولار)، وسيتم إنجاز هذه الصفقة التي تتم نقدا قبل نهاية حزيران (يونيو) المقبل. ووافقت المجموعة الأميركية على بيع الصحيفة للأخوين باركلي بدلا من شركة الاستثمارات "ثري أيه" التي كانت تسعى أيضا لشراء مجموعة التلغراف.
&وقال رئيس مجلس إدارة "هولينغر انترناشونال" بالوكالة غوردون باريس أن مجموعته "مرتاحة جدا لعملية البيع المهمة هذه". وأضاف أن "ديلي تلغراف وصنداي تلغراف وسبيكتاتور" ستكون بين أيد أمينة مع أصحابها الذين يعرفون دورهم". وبالاضافة الى "ديلي تلغراف" الأكثر انتشارا في بريطانيا (900 ألف نسخة يوميا)، تملك مجموعة هولينغر أيضا "صنداي تلغراف" التي تصدر الأحد والمجلة الأسبوعية المحافظة "سبيكتاتور".
&وتبيع المجموعة الأميركية التي تملك أيضا صحيفة "شيكاغو صن- تايمز" و"جيروزاليم بوست" بينما تخوض حربا مفتوحة مع المساهم الأكبر فيها كونراد بلاك البريطاني الكندي الأصل الذي يملك 30 بالمائة من "هولينغر" ويملك 70 بالمائة من حقوق التصويت فيها.
وأقالت "هولينغر" اللورد بلاك من مناصبه في إدارتها في كانون الثاني (يناير) 2004. وهي تتهمه باختلاس اموال من المجموعة وتطالبه بدفع تعويضات وفوائد تبلغ 25،1 مليار دولار. وكان التوأمان ديفيد وفريديريك باركلي أبرما في بداية العام الجاري اتفاقا مع كونراد بلاك اتفاقا لشراء الصحف البريطانية من "هولينغر" لكن القضاء الأميركي منع إنجاز الصفقة بسبب معارضة المساهمين الآخرين في المجموعة الأميركية.