عزيز الحاج
&
&
&
&&
&إن التدخل السوري في الشأن العراقي ولصالح صدام لا يحتاج لبينات جديدة.& فمنذ سقوط نظام صدام والتدخل السوري ـالإيراني يفتضح أولا بأول، بالمتسللين القادمين من البلدين لاقتراف الإرهاب، والذين اعتقل العديد منهم على دفعات. وبموجب البيانات الرسمية فإن نصف الإرهابيين العرب المعتقلين يحملون الجنسية السورية. أما إيران فقد نشرت عشرات الحقائق والوقائع عن تسلل الزرقاوي وأنصاره منها ومعهم مئات من عناصر وضباط لمخابرات الإيرانية المرتبطين بخامنئي ورفسنجاني. وكشف المسؤول الإيراني السابق عن الملف الأمني العراقي للصحف بعد هروبه عن صرف إيران لحوالي مائة مليون دولار شهريا وأكثر لأغراض التخريب وتجنيد العملاء وإقامة مراكز مخابرات بعنوان الجمعيات الخيرية والإنسانية لرشوة بعض الجهلة السذج وخدعهم. ونضيف أن والدعاية السورية لا تزال تخترع كل يوم خبرا ملفقا عن الوجود الإسرائيلي في كردستان العراق، وتصدر بيانات تبدي فيها "قلقها" المزعوم من ذلك! ومن لا يعرف أن القوات الإسرائيلية تحتل الجولان لا كردستان، وان النظام السوري يمنع كل إطلاق نار من الجولان على إسرائيل، وبدلا من ذلك استخدم لبنان المحتلة للتعامل مع إسرائيل. و هناك صحفيون سوريون بعثيون& راحوا منذ تقديم صدام للمحاكمة يروجون يوميا لإشاعات كاذبة ومضحكة، وكان آخرها ما كتبته صحفية سورية عن استخدام الأمريكان للنابالم عند دخول مطار بغداد! ووجدت الصحفية البعثية "الشاهد "الحي الوحيد ليروي لها الحكاية. كذبة لا تحتاج لتكذيب حيث لم يسمع أحد بحكاية النابالم المزعوم إلا اليوم وبعد تقديم صدام للقضاء العراقي.
&لقد كنت من المعجبين بالأخ الزيباري وزير خارجية العراق، ولكنني في الوقت نفسه كنت ممن انتقده ومسؤولين عراقيين آخرين على زياراتهم المكوكية للدول العربية ومنها سورية& منذ قيام مجلس الحكم السابق ووزرائه، وذهابهم المتعاقب لزيارة عمرو موسى في مكتبه. ولم نجد وفدا وزاريا عربيا واحدا يقوم بزيارة للعراق طوال الفترة المارة منذ تشكيل مجلس الحكم. وكان المسؤولون العراقيون يجاملون الدول المجاورة التي تقف& مواقف سلبية وحتى تلك التي تدعم الإرهاب وعمليات القتل والتفجير في العراق. ولكن الدبلوماسية لا تعني الصمت والمجاملة بكتم الحقائق عن الشعب والعالم وبالوثائق والبينات الدامغة عن حقائق& تدخل دول الإرهاب التي تحارب العراق الجديد. الدبلوماسية لا هي استفزاز ومغامرة ولا هي الصمت عن المذنبين الكبار من دول الجوار. وإذا كان الأخ الزيباري قد أشار في تصريحه الأخير لتدخل سوريا وإيران، فإنه وضع النقاط على الحروف واستجاب لإرادة الشعب العراقي الملدوغ بالغدر الخارجي. وكان على كافة المسؤولين العراقيين والشارع دعم تصريح الزيباري، بل على الحكومة تقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن على تدخل كل من سوريا وإيران وتقديم الحقائق والأدلة المقنعة على ذلك للمجلس. كما ينبغي اتخاذ كافة الإجراءات وبمساعدة القوات المتعددة الجنسيات لضبط الحدود مع هذين البلدين وتقديم الإرهابيين المعتقلين لمحاكمات عاجلة وعلنية.
&والخلاصة، أن تصريح الأستاذ الزيبلاري كان في مكانه، وسجل الحقيقة التي لن تستر بالغربال ولا بالمجاملات العقيمة. ويا ترى كم مرة ذهب المسؤولون العراقيون لسوريا لبحث التسلل من هناك فإذا بالتسلل مستمر ويزداد خطورة وإذا بحكاية التسلل الإسرائيلي تتكرر حتى أن صحفا لبنانية لا تجرؤ على نشر كلمة نقد لسوريا حاولت ربط محاكمة صدام بمؤامرة إسرائيلية! فأي ابتذال وأية سخرية من العقول!؟!
&& وتحية لأخي الزيباري