عدوى فوز السناتور باراك أوباما بانتخابات الرئاسة الأمريكية انتشرت حول العالم وشهدت استثمارا إعلاميا كبيرا في الجزائروصل حدّ الاستغلال، حيث تنوي شركة جزائرية ذات مسؤولية محدودة تملكها مجموعة من الجنرالات ومن المتقاعدين، تنوي إطلاق عطر جديد يحمل اسم باراك أوباما وذلك في بداية شهر أبريل نيسان من العام المقبل.

وبما أن الشركة لها تاريخ طويل في مجال إنتاج العطور في مخابرها المحلية فقد أعلن رئيس مبيعاتها أنه لا ينوي إحداث أي تغييرات جذرية على نوعية العطر ونكهته، وأرجع أسبابَ ذلك إلى الرغبة في ضمان الاستمرارية لسياسة الشركة التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى ستة وأربعين عاما خَلت حيث تحوّلت إلى وكيل معتمد لشركة فرنسية ضخمة.

العطر - وحسب وكالات الإشهار والدعاية التي تتولى ترويجه في السوق المحلية مقابل عمولات خيالية بالدينار المحلي واليورو- يمكن أن يستمر عرضُه في السوق مدةً تزيد عن خمسين عاما، إذا لم تصل إلى الشركة شكاوى جماعية من المستهلكين حول أي عيوب قد ظهرت وتظهر عليه مستقبلا.

وعن سؤال حول جدوى ربط العطر باسم باراك أوباما وتسويقه في قارورة بيضاء؟ أعلنت الشركة بأنها لم ولن تضطر إلى الإقبال على اللون الأسود لأنه لونٌ لا تستسيغه الشركة وتعتبره لونا بعيدا عن ذوق أعضاء مجلس إدارتها. (رغم أن طبقات النبلاء في الغرب فكّت هذه العقدة ورمت بهذه الأفكار في مزبلة التاريخ).

أما عن رأي المستهلك في العطر الجديد وحول ما إذا قامت الشركة باستشارته؟ أكد مدير الشركة السيد أن رأي الرعاع لا يهم مادامت وكالات الدعاية والترويج وافقت عليه وبصَمتْ بالأصابع العشرة على المستقبل الواعد الذي ينتظر هذا المنتوج القديم الجديد.

في هذه الأثناء حذّر نشطاءُ يدافعون عن صحة المستهلك من أن العطر قديم وقد عُرض في السوق منذ عشر سنوات ولم يُثبت نجاعته كما حذروا وكلاء الدعاية من الإفراط في الإقدام عليه لأنه قد يؤدي إلى التخذير الكامل في مناسبات كثيرة ما يُسبب حالة من الخمول الأبدية في أوساط المستهلكين.

يُذكر أن الشركة الجزائرية عرضت هذا العطر على شركات عالمية لها سمعتُها في السوق الدولية وتتخذ من باريس ولندن وواشنطن مقرات لها، وأبدت بعض التحفظات على العطر الجديد باعتبار أن القارورة التي تسَعه سريعة الانكسار ما قد يؤدي إلى حدوث فوضى في الأسواق الجزائرية إذا ماحدث وانكسرت. لكن رئيس مجلس إدارة الشركة المحدودة طمأن المتعاملين الدوليين بأن الشركة فكرت في ذلك وقد صمّمت بديلا سيكون فوريا وفعالا لدى حدوث أي طارئ!

هذا ويتردد في بعض الأوساط بأن إطلاق اسم الرئيس الأمريكي المقبل باراك أوباما على العطر الجديد، جاء تبركا بالنجاح الباهر الذي حققه في انتخابات السباق نحو البيت الأبيض رغم أن دعاية أوباما اعتمدت على شعار التغيير عوض الاستمرارية في إنتاج الرداءة.

سليمان بوصوفه

http://slimaneboussoufa.wordpress.com/