ترددت تساؤلات عديدة في المحافل السياسية ووسائل الاعلام عن استراتيجية الادارة الامريكية بعد اقرار الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة، تساؤلات منها هل ستلتزم ادارة اوباما بتعهداتها في بنود الاتفاقية، ما مصير القوات الامريكية في العراق وما جدية تعهدات اوباما في سحب قواته من العراق، وما هي التحديات التي تواجه تطبيق الاتفاقية في عهد الرئيس اوباما؟.


اظهرت العديد من الدراسات الملامح الاساسية للتحديات التي تواجه رؤية ادارة الرئيس اوباما بعد توقيع الاتفاقية،والتي منها:
أولا:الانسحاب المسؤول: وصف الرئيس اوباما المنتخب استراتيجية انسحاب قواته من العراق بـ (الانسحاب المسؤول) هذه العبارة اطلقها في العديد من تصريحاته بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الامريكية، ويتضح من الاجراءات التي اتخذها اوباما تأكيد انسحابه من العراق ومنها:


1. ابقاء غيتس في منصب وزارة الدفاع: القرار التاريخي بابقاء غيتس في منصب وزارة الدفاع(كما وصفه غيتس بنفسه) له علاقة رئيسية في عملية جدولة سحب القوات من العراق، حيث كشف غيتس في دراسة له في مجلة الشؤون الخارجية(إنّ عدد الوحدات القتالية الأمريكية في العراق ستشهد انخفاضا quot;بغضّ الطرف عن هوية الرئيس المنتخبquot; غير أنّ بعضا من القوات الأمريكية ستبقى في العراق quot;لسنوات مقبلة.quot;) وكشف مايكل أوهانلون، وهو زميل بمؤسسة بروكينجز، إن قرار الإبقاء على غيتس يؤشر على أن أوباما يدرك طول الفترة الزمنية التي سيتطلبها الخروج من العراق، وتابع إنه قلق بخصوص ما إن كان أوباما سيلتزم بتعهده بمغادرة العراق في غضون 16 شهراً، ولكنه ينظر إلى اختيار غيتس باعتباره مؤشراً على أنه سيتبنى مقاربة أكثر واقعية.


2. تصريحات بالانسحاب للعسكريين الامريكيين: ذكرت صحيفة لوس انجلس تايمز Los Angeles Times، السبت، أن الميجر جنرال جون كيلي قائد قوات المارينز في العراق يعمل الآن على دفع الحكومة الوطنية والحكومات المحلية إلى التعاون مع بعضهما لإنهاء اعتماد العراقيين على الأمريكيين. ونقلت الصحيفة عن كيلي قوله إن الوقت جاء ldquo;لقطع اعتماد العراقيين على الأمريكيين، وإعادة نسبة كبيرة من القوات التي تحت أمرته والبالغة 22 ألف عسكريrdquo;.


3. الوضع على الارض: كشف تصريحات العديد من القادة العسكريين الامريكيين منهم رئيس اركان القوات الامريكية ان جدولة انسحاب القوات الامريكية من العراق يرتبط بالوضع الامني على الارض في العراق، وكذلك تعهدات الاخيرة لقائد القوات الامريكية بان ستبقى مهمة القوات الامريكية التي ذكر فيها laquo;سنواصل تركيزنا على محاربة القاعدة والمجموعات المتطرفة الأخرى، لكن يجب علينا القيام بذلك في ظل احترام الدستور والقوانين العراقيةraquo;، مؤكدا laquo;لن يكون هناك أي نقص في قدراتنا الأساسية على حماية أنفسناraquo;.


انه بلاشك حرب الارهاب والوضع الامني سيشكل تحدي اساسي في جدية الرئيس اوباما في سحب قواته من العراق، ولكن جميع المؤشرات تدل على سحب القوات الامريكية ضمن الفترة 16 شهر التي اكد عليها في تصريحاته خلال حملته الانتخابية.


ثانيا : تداعيات الازمة المالية: تلقي تداعيات الازمة المالية بضلالها الثقيلة بشكل قوي على استراتيجية ادارة الرئيس اوباما خصوصا ما يتعلق بالعراق، فالازمة المالية اصبحت الملف الرئيسي على طاولة الرئيس اوباما وفريقه في البيت الابيض، فالازمة المالية تسببت في خسارة تقدر.1.4 ترليون دولار فقط بالقطاع العقاري، والازمة المالية في الولايات المتحدة تسببت في فقدان 5.مليون وظيفة، وادت الى ركود اقتصادي بنسبة 4% وخسائر كبيرة في مصانع السيارات والتحويلية مما ادى تهديد بالافلاس في كبريات الشركات الامريكية للسيارات حيث تشير الإحصائيات الى تراجع مبيعات السيارات من 1.18 مليون سيارة في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 إلى 747 ألف سيارة في الشهر نفسه من العام 2008، أي بتراجع قدره 36.7 في المائة. وانخفضت مبيعات جنرال موتورز من السيارات بنسبة 41.3 في المائة، بينما تراجعت مبيعات فورد بنسبة 30.5 في المائة، في حين كانت كرايسلر الخاسر الأكبر بتراجع مبيعاتها بنسبة 47.1 في المائة. والازمة المالية تسببت في مشاكل الى 171 بنك امريكي خلال الثلث الاخير من عام 2008، هذه الارقام وغيرها جعلت من ادارة الرئيس اوباما ان يضع خطة طوارئ لفريق ادارته في البيت الابيض ويركز اهتمامه بتعبئة العقول المالية الكبيرة في الولايات المتحدة، تداعيات الازمة المالية على استراتيجية اوباما في العراق خصوصا بعد اقرار الاتفاقية ستكون بالمحاور الرئيسية التالية:
1. تخفيض اعباء كلفة حرب العراق: تشير المعلومات ان الولايات المتحدة تدفع ثمن باهض لتواجدها في العراق فقد كشف الاقتصادي الأمريكي البارز والحائز على جائزة نوبل للسلام في الاقتصاد وأستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا، جوزيف ستيغليتز، وليندا بيملز، من جامعة هارفارد، أن حرب العراق تكلف الولايات المتحدة 12 مليار دولار شهرياً، وقال الاقتصاديان، في تقرير نشرته صحيفة quot;واشنطن بوستquot;، إن حرب العراق أسهمت في بطء نمو الاقتصاد الأمريكي وتداعياته التي قد تعد الأضخم منذ أزمة quot;الكساد الكبيرquot; عام 1929.، وأوضح الناطق باسم البنتاغون أن حرب العراق كلفت الخزينة الأمريكية 406.2 مليار دولار حتى ديسمبر/كانون الأول عام 2007، ان كلفة حرب العراق اضافة للكلفة العالية لوزارة الدفاع الامريكية (التي تعادل ميزانية جميع وزارات دفاع العالم) قد جعلت من اوباما يتحدث في حملته الانتخابية بضرورة تخفيض نفقات الدفاع من اجل الخروج من الازمة المالية الحادة.


2. انخفاض مرتبة اولوية العراق: ملف الازمة المالية جعل من الملف العراقي تتاخر اولويته عند الادراة الامريكية القادمة، فبعد ان اصبح ملف العراق القضية الرئيسية عند الرئيس بوش بعد ظهور تداعيات حرب الارهاب، حاليا اصبح ملف الازمة المالية هو الملف الرئيس للرئيس اوباما بعد حدوث الانهيار في سوق البورصة وما تبعها من افلاس للبنوك الامريكية، وكان واضح منذ الحملة الانتخابية كان يركز تقليل اهتمامه في الملف العراقي وجعله في اخر اهتماماته فقد صرح quot;ينبغي علينا أن نفكر في أمور أخرى غير العراق، فهناك أمور تتعلق بإيران وباكستان وأفغانستان، وأعتقد أن حصر تركيزنا في العراق وحده يشغلنا أكثر مما يجب. وفي هذا السياق اكدت دراسة امريكية في مجلة الشؤون الخارجية حث الكاتبان الأمريكيان ريتشارد هاس و مارتن إينديك إدراة الرئيس الأمريكي المنتخب أوباما إلى تركيز جهوده في الشرق الأوسط خارج العراق. و في دراسة بعنوان (أبعد من العراق) أكد الكاتبان أنه على إدارة أوباما - إذا ما أرادت النجاح في الشرق الأوسط ndash; ضرورة تجاوز العراق. ان عدم تركيز ادارة اوباما واهتمامها في الملف العراقي يثير شكوك وتساؤلات حول جدية التزام اوباما في بنود الاتفاقية وخصوصا فيما يتعلق بالتعويضات المالية وسعي الولايات المتحدة لخروج العراق من الفصل السابع، ولكن القدر المتيقن ان اوباما جاد في نقل الملف العراقي من البيت الابيض وجعله في مسؤولية المجتمع الدولي وهذه السياسة لعلها سوف تساهم في رؤية موحدة لخروج العراق من القرارات الدولية التي فرضها مجلس الامن الدولي.


ثالثا:الصراع الامريكي الاقليمي: ضمن التداعيات التي قد تؤثر على بنود الاتفاقية هو حالة التشنج المستمر بين الولايات المتحدة وايران حول الملف النووي الايراني والصراع الاقليمي الاسرائيلي، ان الصراعات الاقليمية ستبقى الهاجس الرئيسي والقوي لتركيز الوجود الامريكي في العراق، فقد حددت ادارة اوباما رؤية خاصة لكل تحدي من تحديات الصراع الاقليمي المجاور للعراق والتي هي :


1. رؤية اوباما مع البرنامج النووي الايراني :اوباما وضع استراتيجية خاصة تبعد ملف البرنامج النووري الايراني عن الوضع في العراق وذلك حين تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب أثناء حملته الانتخابية بفتح حوار غير مشروط مع إيران، فيما عُد تغييرا أساسيا في السياسة الخارجية الأمريكية، ان حالة التشنج الايراني الامريكية سسيقى عامل حاسم في عملية انتشار او سحب الوجود الامريكي من العراق، وهذا ما اكد عليه تقرير البنتاغون الاخير حين ذكر ان المعالم الأساسية للصراع في العراق لم تتغير رغم التحسن الكبير في الأوضاع الأمنية، وكشف البنتاجون في تقريره ربع السنوي إلى الكونجرس عن الحرب إن التحسن الاخير للاوضاع الامنية في العراق يبقى quot;هشا وغير متماسك ويمكن أن يتراجع، اعتبر التقرير أن النفوذ الإيراني في العراق يبقى التهديد الأمني الرئيسي على المدى الطويل، وقد حاول اوباما ان يعطي رؤية معاكسة لاستراتيجية ادارة بوش في التعامل مع الصراع الايراني الامريكي في العراق ففي مقابلة له مع شبكة quot;سي إن إنquot; في شهر أبريل من العام الماضي اتهم باراك الرئيس جورج بوش بتقوية موقع إيران الاستراتيجي من خلال سياسته الفاشلة في العراق داعيًا إلى منع طهران من امتلاك السلاح النووي وعدم استبعاد الخيار العسكري لتطبيق هذا الهدف وفي حديث له أمام هيئة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية وهي إحدى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة قال: إن إحدى أعمق نتائج فشل إستراتيجية الإدارة الأمريكية الحالية في العراق هي القوة التي اكتسبتها الإستراتيجية الإيرانية. ويتضح من تصريحات اوباما انه سيسعى لتحويل الصراع على الملف النووي الايراني من العمق العراقي الى التعاون الدولي واستخدام الضغط الدولي مع الحوار المباشر وبدون شروط في تجميد ملف البرنامج النووي الايراني.


2. الصراع الاقليمي الاسرائيلي: تظهر دراسات الصحافة الاسرائيلية وتصريحات السياسيين الاسرائيليين حالة من التصعيد للصراع بين اسرائيل ودول المنطقة سواء في لبنان او مع ايران، فقد ادعى رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، عاموس يدلين، ان عام 2009 سيكون حاسما في الصراع مع ايران حول البرنامج النووي وتوقع امان حدوث اشتباكات موضعية قد تؤدي إلى رد إسرائيلي، فيما اوصت ورقة رفعتها وزارة الدفاع الاسرائيلي الى حكومتها بأنها تُعد خططا طارئة في مهاجمة إيران، ان الصراع مع اسرائيل سيكون له تاثير مهم على الاتفاقية وبندوها، حيث تحاول الادارة الامريكية ان تضع العراق كجهة محايدة عند نشوب اي صراع اسرائيلي في المنطقة. ان الصراع الاقليمي الامريكي سيكون ضمن التحديات الرئيسية بعد اقرار الاتفاقية، وبلاشك ان اي تطورات في سخونة وشدة الصراع الاقليمي بالمنطقة، سيضع الاتفاقية في تحدي اساسي بتطبيق بنودها،خصوصا في عدم استخدام الاراضي العراقية منطلقا لاعتداء على الاخرين.


رابعا: حرب الجيبولوتيك: تعتبر الاتفاقية مرحلة جديدة في شكل التحالفات بالمنطقة وقد اكد العديد من الخبراء الامريكيين ان الاتفاقية تعتبر نصرا جيبولوتيكيا كبيرا للولايات المتحدة حيث كشف الكاتب الأميركي تشارلز كراوثامر في مقال له نشرته صحيفة سيلفر سيتي صن الأميركية أن الاتفاقية تمثل بالنسبة للولايات المتحدة واحدة من أهم النجاحات الجيوبولتيكية في المنطقة منذ أن نجح هنري كيسنجر في تحويل مصر من دولة حليفة للإتحاد السوفياتي إلى أحد حلفاء واشنطن، وفي هذا السياق يذكر توماس في مقال اخير له،إذا استطاع أوباما تحويل العراق إلى نموذج للعالم العربي، فسيمكنه من إنهاء الحرب، وتعزيز أوراق quot;الديمقراطيينquot; في مجال الأمن القومي،وإذا ما تمكن العراق من مواصلة تقدمه -وهو أمر ليس مؤكداً بعد- والتحول إلى مكان يمكن فيه للأكراد والسنة والشيعة من كتابة عقدهم الاجتماعي الجديد، والتعايش معاً، فإنه يمكن أن يتحول في يوم من الأيام إلى مكسب استراتيجي للولايات المتحدة في عالم ما بعد الـ11 من سبتمبر. ان حرب التحالفات هي التحدي الاكبر التي ستواجه الاتفاقية بعد اقرارها، فالدول الاقليمية تعتبر الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة مرحلة خطيرة في التحالفات السياسية، ولهذا نجد غالبية الدول العربية والاقليمية شنت حرب اعلامية شرسة ضد الاتفاقية رافقها سكوت رسمي وعدم اظهار اي رد فعل، بينما دول اخرى اعلنت بصراحة ان الاتفاقية تشكل خطر استراتيجي على مصالحها.


خامسا: حرب الارهاب: تطورات حرب الارهاب ستحدد مدى اهمية بقاء القوات الامريكية في العراق، ولكن غالبية تصريحات ادارة اوباما تعتبر ان مكان حرب الارهاب الحقيقي هو افغانستان وليس العراق، ولهذا تسعى ادارة الرئيس اوباما بتقليص الوجود الامريكي ونقله الى افغانستان وتركيز جبهة الحرب في نطاق محدود وعدم توسيعه، وبلاشك ان هذه الرؤية ستدعم تنفيذ بنود الاتفاقية بسحب القوات الامريكية من العراق حتى قبل المواعيد المحددة وفي هذا السياق أوضح مايكل شيفر في مقال نشره بصحيفة دي موان ريجيستر The Des Moines Register الامريكية، اليوم، أن quot;الحرب في العراق اصبحت احتلالا غير محدد الوقت ولا وجود فيها لاستراتيجية واضحة وان صرف الاموال والتركيز الاستراتيجي على العراق قد تسبب بفقدان الارض في افغانستان، لذا ستكون اولى خطوات اوباما في حال فوزه بالانتخابات، سحب القوات القتالية من العراقquot;.وأضاف شيفر أن quot;أوباما اذا ما انتخب رئيسا سيقود الولايات المتحدة الى النصر على طالبان والقاعدة في افغانستان وهي الجبهة المركزية في الحرب على الارهاب.


ان كل المؤشرات تظهر ان العديد من بنود الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة سوف يكون لها تطبيق على الارض وقسما اخر رهين تطبيقها بالتطورات السياسية خلاصة التحديات التي ستواجهها الاتفاقية هي كالتالي:
1. انسحاب القوات الامريكية من العراق سوف يكون لها تطبيق عملي على الارض، يمكن ان يحدث هذا الانسحاب حتى قبل المواعيد المحددة في الاتفاقية، ولكن ستبقى حرب الارهاب والوضع الامني تحدي مهم لتطبيق انسحاب القوات من العراق.
2. التزامات الادراة الجديدة اتجاه خروج العراق من الفصل السابع و قضية التعويضات والديون قد تشوبها حالة من التراجع والتراخي خصوصا عند حدوث حالة من عدم الاهتمام بالشان العراقي مما لا يكون تعبئة سياسية امريكية مثل الجهد الذي قام به الرئيس بوش اثناء تعيين كادر دبلوماسي متخصص لانهاء ملف الديون العراقية.


3. حالة الصراع الاقليمي تعتبر حالة عدم استقرار لمصير الاتفاقية فيما لو تطور الصراع الى حرب شاملة.
4. عملية شد العراق لصراعات التحالفات المتعارضة ستشكل نقطة تحدي خطير لاي تطور للاتفاقية خصوصا باطار التعاون الاستراتيجي.
5. حرب الارهاب صفحة انتهت مرحلتها في الواقع العراقي ولكن سيقى تاثيرها العالمي له شظايا على الساحة العراقية وخصوصا بعد اقرار الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة.


رغم كل تلك التحديات التي ستواجه الادارة الامريكية القادمة الا ان الاتفاقية اعتبرت حالة ايجابية عند ادارة الرئيس اوباما وتصريحاته الاخيرة عند تعيننه كلينتون وغيتس لوزارتي الخارجية والدفاع اكد فيها ان الاتفاقية ستضع ادراته في الطريق الصحيح في انسحاب قواته من العر اق، وهذا يعني ان الاتفاقية ستشكل مرحلة جديدة من الاستراتيجية الامريكية في العراق ستختلف في جميع ابعادها الامنية والسياسية والاقتصادية والثقافية عن مثيلاتها في الازمنة الماضية من الادارات الامريكية السابقة.


صلاح التكمه جي
[email protected]