محاربة الإرهاب شتتت انتباه واشنطن لصالح بكين
مهمة خاصة لباراك أوباما في أفريقيا

وليام ورد

طلال سلامة من روما: تعود القارة الأفريقية لتصبح استراتيجية بالنسبة الى البيت الأبيض. منذ شهر أكتوبر / تشرين الأول الماضي، افتتحت حكومة واشنطن بمدينة شتوتغارت الألمانية أول وحدة عسكرية تتابع الشؤون الأفريقية عن كثب، تدعى quot; أفريكوم quot; ويديرها الجنرال ويليام وارد. وربما هي العلامة التفاعلية الأولى لردع التوسع الصيني هناك. علينا ألا ننسى كذلك قدرات الأميركيين الجبارة في استغلال آبار النفط الأفريقية. وتمسك جورج بوش، في السابق، بولادة هذه الوحدة العسكرية لمؤازرة خمس وحدات أخرى بهدف تنظيم الهيمنة العسكرية الأميركية على العالم. ولدت وحدة quot; أفريكوم quot; العسكرية، في شهر فبراير / شباط من العام 2006، لمساعدة القارة الأفريقية على تطوير أنسجتها الديموقراطية والاقتصادية والتربوية. كما نجدها في الصف الأول لمكافحة منظمات إرهابية تتفشى بسرعة في الدول الأفريقية، كما منظمة القاعدة.

ويقف البنتاغون وراء الضغوط على بوش من أجل بناء وحدة quot;أفريكومquot;. فمحاربة الإرهاب شتتت انتباه حكومة واشنطن لصالح حكومة بكين التي بدأت تمتص النفط الأفريقي وموارده الأولية الغنية. ويبدو أن الحزب الديموقراطي الأميركي مقتنع تماماً بأن بناء هذه الوحدة العسكرية الرد القاطع على أهداف الصينيين بأفريقيا، أي النفط وأعماله. يكفي النظر الى السنوات القادمة كي نرى أن أفريقيا هي بين مناطق العالم القليلة أين سيتم رفع إنتاج النفط. اليوم، تتخطى صادرات النفط، من أفريقيا الغربية الى الولايات المتحدة الأميركية، تلك الخاصة بالمملكة العربية السعودية والكويت معاً. وتكمن مهمة وحدة quot;أفريكومquot; أولاً في حماية النفط النيجيري من هجمات الثوار.

في هذا الصدد، يقدر خبراء البنتاغون أن هناك أكثر من 800 شركة صينية وقعت على اتفاقيات تجارية مع أكثر من 49 بلداً أفريقياً. لذلك، باشرت الاستخبارات الأميركية نشر رجالها في هذه الدول، كما نيجيريا وغابون والسودان وأنغولا، من أجل التجسس على الأنشطة الصينية.

فالاستثمارات الصينية في القارة الأفريقية قفزت من 5 مليون دولار، عام 1991، الى أكثر من 6 بليون دولار حالياً. وأي نشاط صناعي بأفريقيا من شأنه تعزيز النفوذ السياسي، الصيني في هذه الحالة، وهذا ما لا يرضى به قط الأميركيين. بغض النظر عن بناء الجسور والطرق والمستشفيات في بعض المناطق الأفريقية، باشر الصينيون، في موازاة أنشطتهم الخيرية، دعم الطغاة السياسيين الأفارقة وتجار الأسلحة من دون أي رخصة أميركية. هكذا، والى جانب الملف النووي الإيراني، بدأ البنتاغون التخطيط لخليط من المساعدات الإنسانية والتدخلات العسكرية المركزة من أجل ردع النفوذ الصيني المتصاعد في القارة الأفريقية.

في مدينة شتوتغارت الألمانية، يستطيع الجنرال quot;واردquot; الاعتماد على 1300 عسكري وتمويل سنوي مقداره 400 مليون دولار من أجل تسيير أمور وحدة quot;أفريكومquot;. ومن هذه المدينة الألمانية، سيراقب هذا الجنرال، من بُعد، 13 مكتباً أميركياً موزعة على الأراضي الأفريقية. ويكمن هدف الجنرال quot;واردquot; في تأسيس 11 مكتباً جديداً وتحديد الدول القادرة على استقبال قواعد عسكرية أميركية صغيرة. كما تنظر البحرية الأميركية الى استخدام جيل جديد من الزوارق خفيفة الوزن لمطاردة تجار الأسلحة في خليج غينيا.

من جانبهم، يهاجم الديبلوماسيون الأوروبيون، في منظمة الأمم المتحدة، لا سيما الفرنسيون الأكثر تضرراً من ولادة وحدة quot;أفريكومquot; العسكرية، الولايات المتحدة الأميركية التي تنتهز مكافحة الإرهاب الدولي لتعزيز نفوذها في أفريقيا. مما لا شك فيه أن الرئيس الجديد، باراك أوباما، سيحول عقرب التنافس هناك الى صالحه. فكينيا الفخورة بابنها البار، أي أوباما، ستكون قاعدة الدعم للسياسة الأميركية، على كافة الأصعدة.