في بلادنا والتي تحتل حيزا جغرافيا واسعاً يمتد من المحيط إلى الخليج والتي نسميها تارة بالعالم العربي وتارة أخرى بالوطن العربي، تأخذ الأحداث السياسية( قديماً وحديثاً) طابعاً مثيراً للعجب والدهشة،حتى أنني أستغرب أحياناً لماذا لا تصنف هذه المنطقة بأكملها وبأحداثها السياسية الساخنة ضمن عجائب الدنيا السبع؟!


فعبر التاريخ المشرف لأجدادنا والذي لطالما أفتخرنا به والذي حفظناه عن ظهر قلب منذ إن كنا طلاباً على مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية،والتاريخ يعاكسنا ويحاسبنا على نتائج أفعالنا أو أن صح القول فعلى ردود أفعالنا!!


فالانتفاضة الأولى لوعينا الديني _القومي كانت حين أتخذنا قراراً تاريخيا ًبالتحرر من الاستعمار العثماني (الإسلامي) وذلك بعد قروناً طويلة من البؤس والجهل والتخلف فرفعنا رايات الثورة العربية الكبرى،واستطعنا بذلك أن نحرر أراضينا المقدسة من أخوتنا في الدين،لكن النتائج لم تكن كما توقعناها،فرضينا مجبرين بالاستعمار( الفرنسي- الإنكليزي).... كحل مؤقت لمشاكلنا وأوهامنا الكبرى!!


ومرت عشرات السنين وكأنها أيام... فكانت الانتفاضة الثانية لوعينا القومي السياسي وذلك حين أخذنا على عاتقنا مسؤولية التحرر من الاستعمار (الفرنسي ndash;الإنكليزي ) رافعين هذه المرة رايات التحرر القومي، فضحينا بملايين الشهداء، حتى صرنا نعرف ببلاد المليون شهيد واستطعنا بذلك أن نحرر أراضينا المشبعة برائحة الدم من مستعمرينا، لكن ولسوء الحظ فأن النتائج لم تكن كما توقعناها لذا رضينا مكرهين بما هو أسوء بكثير من الاستعمار، حيث قبلنا بطغاة جبابرة لم يعرف التاريخ أمثالهم ظلماً وبطشاً..... كل هذا في سبيل حل مؤقت لمشاكلنا وأوهامنا الكبرى!!


ومرت الأيام وكأنها سنوات... فكانت الانتفاضة الثالثة لوعينا القومي _ الاجتماعي وذلك حين قررنا التحرر من طغاتنا الجبابرة الذين سلبوا ونهبوا قوتنا وهتكوا أعراضنا فلم يكن لنا سبيلاً سوى الاستنجاد بما نسميهم بالمستعمرين الجدد،فلبوا النداء مسرعين،فقبلنا بسلطانهم وجبروتهم....... فقط كحل مؤقت لمشاكلنا وأوهامنا الكبرى!!


وعندما أوهمنا أنفسنا إننا تعلمنا من تجارب الشعوب الأخرى التي سلكت قبلنا دروب النضال والتحرر،فوصلت إلى مراحل متقدمة من التطور والازدهار عندئذ فقط قررنا أن نحكم أنفسنا بأنفسنا مستغنيين عن خدمات مستعمرينا،لكن المستعمر أبى الخروج من أراضينا طامعاً بثرواتنا ومواردنا فكان رد فعلنا في هذه المرة حاسماً وقوياً ولحسن الحظ أن النتيجة جاءت وللمرة الأولى لصالحنا حيث قبلنا بحذاء صحافي ثائر.........كحل دائم لمشاكلنا وأوهامنا الكبرى!!

عذراً من الشاعر السوري أدونيس ولكن..
آه من أمة العرب !!
وآه على أمة العرب!!

شيرزاد يوسف
* كاتب سوري