أتذكر..ويتذكر معى الكثير منكم، من فترة ليست ببعيدة..كانت هناك هوجة مقاطعة المنتجات الأمريكية، ثم جاءت حملة المقاطعة للمنتجات الدنماركية.. أتى الدور عليها لنقاطعها..ثم تبعها البريطانية ثم السويدية ثم الهولندية ثم اليوم تعود الدنماركية والقائمة ستزداد يوما بعد يوم وهكذا.
فلا هم سيتوقفوا عن الاساءة ولا نحن سنتوقف عن الكلام
مشكلتنا فى وطننا العربى تكمن فى أننا شعوب على شراشف الكلام تعيش،أفواه مفتوحة ومفتوحة فقط حتى تأكل وتشرب وتتكلم تتناسل،ولكن والأهم من ذلك لا تفعل ولا تتحرك بفعالية منظمة تجاه الحدث.
نصحو على كلام ونغفو ليلنا على شراشف الكلام وما أكثر كلام العرب فى سوق العرب غثاء times; غثاء،والفرق بيننا وبينهم أنهم يفعلون دون حاجة للكلام ونحن نفعل العكس بل لا يتبع حتى الكلام أية رد فعل عملى على أرض الواقع يكون بمثابة رادع لهم ولسياساتهم تجاه الإسلام والمسلمين.
لا تتعجبوا..هذه حقيقتنا..والتى يخشى معظمنا الإعتراف بها..إنها موروثات دفن الرؤوس فى الرمال...مثلث عشوائى ضمن العديد من الأشكال العشوائية الغير منضبطة الموجودة فى مجتمعاتنا العربية.
موضوعى اليوم قد لا يروق للبعض وقد يفتح علىّ أبواب جهنم من بعض المعلقين..ولكنى سأقول ما لدى ورزقى على الله..وكم أتمنى فتح باب المناقشة الجادة فى هذا الموضوع.
وبداية..ما هو الحل غير المقاطعة الوقتية والمتزامنة مع تزامن الحدث ثم بعد ذلك نعود كما كنا..فى إنتظار صفعة جديدة من دولة آخرى؟
ما هو الحل المتوفر لدينا غير الشجب والإستنكار والمقاطعة والعاصفة المعتادة من الأسلحة المعتادة لدينا من قلم ٍ ومحبرة ٍ وصفحات مسطرة بعبارات حماسية رنانة وقنوات وكاميرات..الخ ثم يكون الهدوء والتراخى بعد أيام معدودات ونعود كما كنا نقبل الأعتاب قبل الايادى.
ما يثير دهشتى حقا ً أن القنوات التى تصيح منددة ومطالبة بالمقاطعة هى نفسها التى تبث إعلانات هذه المنتجات،بل وتستخدمها، أتعجب إن كنا نعيش فى ظل التقنية الغربية ولا نملك البديل، فكيف أقاطع ما لا أستطيع إنتاجه؟
هل وفرتم للبسطاء من عامة الشعب المنتج البديل؟
نحن نبدأ يومنا - وأقول نحن ولا أقول البعض - بمنتج غربى ونمسى بمنتج غربى وما بين الصباح والمساء ولن تستطيع الحصر حياتنا غربية،مستورد times; مستورد، ما بين الأوربى والصينى والأمريكى..الخ
ليس الأساس أن تقاطع اليوم ليقال وتلقب بالمسلم والوطنى وبعد أيام تستخدم ما قاطعته بالأمس..أهم من الكلمة والفعل التصميم على الفعل وعدم الرجوع بالقرار ما دمت مؤمناً بما تفعله،وليس مهما أن تضع نفسك ضمن إطار ما لتعطى الإنطباع بأنك هذا الإطار وأنت بداخلك بعيد كل البعد عن جوهره، أنت بذلك تسىء إليه أكثر مما تفيد،والأهم أيضاً أن تكون فى داخلك مقتنع وفى رضا تام عما تفعله.
وكلمة أخيرة فى أذن كل من ينادى بالمقاطعة،ليس الحل فى المقاطعة..وليس بالكلام تكون المقاطعة.. بل.. بالفعل.. بالعمل على أن نكون ند للمقاطعة..وفر البديل الوطنى وحصن نفسك ثم قاطع..والا بالتأكيد سيكون البديل منتج أجنبى آخر ولكنه لم يأتى الدور عليه بعد فى المقاطعة..
ولو وجد أو توفر البديل.. أين موقفنا من المعاهدات التجارية الدولية؟
ببساطة شديدة نحن ندور داخل دائرتهم الأجنبية وفى فلكها، ندائى إلى كل عربى وكل مسلم على أرض المعمورة، إزرع ما تأكل..وإصنع ما تلبس..ثم قاطع كما تحب.
ولا تغضب أخى المسلم من إساءاتهم المتكررة لرسولنا الكريم فرب ضارة نافعة، أو قل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلّ الله يخرج من أصلابهم من يعبده وينصر هذا الدين..
وفى ذلك يطول الشرح والكلام.
ولكم تحيتى
نجوى عبد البر
التعليقات