عودة العلاقات الى طبيعتها
قطر والسعوديه...عندما يتكلم التاريخ وتشهد الجغرافيا


يصعب على الاستثناء ان يصبح قاعده عندما تكون هذه القاعده مشبعه بثقل التاريخ بحيث يصبح من المستحيل تجاوزها او التفاف عليها، يصعب عليه ان يصبح قاعده عندما تبدو الجغرافيا من الثبات بحيث يصبح اغفالها نوعا من العمى فى العين وفى البصيره. العلاقه بين قطر والسعوديه علاقة جسم بشرايينه انه نهر من الدم الواحد يتدفق من شواطى البحر الاحمر عابرا صفرة الرمال ليصب فى زرقة مياه الخليج الدافئه، لم و لن تستطيع السياسه مهما كانت توجهاتها وتقلباتها ان تغير من ذلك شيئا، فهى علاقه خارجه عن جميع التنظيرات السياسيه والاعلاميه المعهوده فى مثل هذه الحالات من الخلاف بين الدول، انها علاقه فوق التاريخ، لذلك فانسانها يمشى واثق الخطوة مطمئنا من عدالة التاريخ ومن ثبات الجغرافيا تحت قدميه لايخاف الاختلاف مهما بلغ ولا الخلاف مهما طال لانه يعى تمام الوعى انه ذاته الانسان فان كان ينام فى الدوحه فنصفه الاخر يتمدد فى الرياض فهو هو وان اختلفت الاوراق الرسميه لايمكن لفيروس المرض ان يتوغل فى الجسد السعودى دونما يكون قد اخترق اولا واصاب نظيره او نصفه القطرى ولايمكن ان يهنأ النصف السعودى بنوم طالما ظل طرفه الاخر القطرى يعانى السهر والحمى، لذلك نرى الرجوع دائما احمد بعيد كل سحابة صيف تعبر انها الروح الواحده المحركه للتاريخ الواحد لايجدى معها مكر الماكرين ولا حقد الحاقدين، انظر معى كم اثلجت زيارة ولى العهد السعودى الامير سلطان قلوب القطريين قادة وشعبا، تامل معى حرارة اللقاء ودفء المشاعر وصفاء القلوب انها ذروة الحقيقه الساطعه وقوةالبصر الحديد عندما يكشف عنه الغطاء، كم سعدت قيادتنابهذه الزياره وكم سعدنا نحن ابناء الشعب القطرى بها كذلك بل كم بدا سموه الملكى مسرورا وهو يلتقى بسمو الامير المفدى وسمو ولى العهد ومعالى وزير الخارجيه وباطياف من الشعب القطرى المحب كذلك، كم صغرت الخلافات حتى تلاشت، كم ذابت الفروقات حتى اضمحلت، كم اشرق الامل حتى تبدد الياس، كم علت الابتسامة الشفاه حت نسيت معها التجهم والعبوس. لقد كانت الفتره السابقه استثنائيه بمدلولاتها السلبيه بجميع المقاييس، كنا نعرف انها لن تستمر وان طالت لبعض الوقت فلا يمكن لاحد ان يمكر بالتاريخ الى الابد ولايمكن لاحد بان يعبث بالجغرافيا دون ان تحترق يداه، ان يستمر الخلاف بين قطر والسعوديه امر فى اعتقادى مناف للفطره بحيث يمكن تصور قطر بدون الامتداد السعودى والسعوديه بدون الحنين والود القطرى. نحن نعرف ان المزايدون سيخسرون، نحن ندرك بان المراهنون على غير رغبة الشعبين سيدحرون، كنا ننام ملْ جفوننا فى عز الازمه ثقة بالتاريخ وايمانا بالجغرافيا وبحكمة القاده، لم تؤثر فينا الاشاعات ولم ترهبنا التاويلات ايمانا وادراكا بالحقائق التى ذكرت، عندما يصبح المصير واحدا تذوب الخلافات وتنتهى النزوات، فالمنطقه مهولة بتغيرات كبيره تجعل من النظر الى الصغائر امرا لايستقيم وخطورة الوضع المحتمل. ان شعبينا فى قطر والمملكه ينتظران ويتوقعان خيرا من هذه الزياره الحميميه لولى العهد السعودى ينعكس بالتالى ويترجم اولا الى مايرفع مستوى معيشه المواطن فى كلا البلدين، ومن ثم الى الابعاد المصيريه الاخرى. مرحبا بك يا سمو ولى العهد مرحبا بك يا سلطان المجد عند حمد الخير فى ظلال الدوحه الوارفه وشعبها المحب والوفى.

عبدالعزيز بن محمد الخاطر
كاتب قطري

[email protected]