أولا أعتذر للقراء عن استعمال كلمة أجنبية في العنوان فقد استعملتها اضطرارا لأسباب سأوضحها في هذا المقال:
الموضة الجديدة في بعض الدول العربية هذه الأيام (زواج الوناسة) وهو الارتباط الشرعي بين رجل طاعن في السن وبين فتاة أو امرأة يُشترط أن تكون في كامل صحّتها ونشاطها وقادرةً على خدمة الشيخ الهرم. المرأة المطلوبة عليها أن تتنازل عن حق المعاشرة الزوجية ولها حق المهر والإنفاق والسكن والمعاملة الحسنة.
هذه الموضة تُضاف إلى الصرعة الجديدة المُسماة (زواج الفريند) وهو ارتباط شرعي بين الطلبة والطالبات الذين يدرسون في الخارج ينتهي بمجرد الحصول على الماجستار أو الليسانس. زواج المحارم موضة أخرى شائعة بين الطالبات اللائي يرغبن في السفر للدراسة في الخارج ويكنّ بحاجة إلى محرم. يتم هذا الزواج دون معاشرة ويقبض الزوج المفترض مقابلاً من المال لقاء هذه الخدمة.
الصيحات الأخيرة في مؤسسة الزواج جاءت لتتلاءم مع إيقاع الحياة العصرية ومع العنوسة المتفشية في أوساط النساء وضعف مداخيلهن الاقتصادية هكذا يقول الرجال.. بل هكذا يقول الذكور لأن المَرجَلة ترتبط أحيانا بسلوكات المرأة والعكس صحيح. ويمكن أن نُضيف هذه الاختراعات إلى زواج الإنجاب الذي يسمح بالتلقيح الاصطناعي دون معاشرة وزواج المتعة والمسيار والمصياف وما أكل السّبع والضبع.
الملاحظ في هذه الاختراعات الجنسية المُغلّفة بقداسة شرعية أن المستفيد الأول هم الذكور وساحة الاهتمام والأولويات تدور كلها حول العريس بينما تتحول العروسة إلى خادمة ومجرد مُلحقة بالمشروع.
أعود إلى زواج الوناسة. إذا كان الشيخ المسن لا يستطيع إشباع رغبات الزوجة الجنسية حتى وإن تناول علبة فياغرا كاملة، فلماذا لا يطلب خادمة أو ممرضة لتقوم بمهمة رعايته؟ خصوصا وأن أحد شروط هذا الزواج هو نشاط المرأة وسلامة بدنها، هذه المرأة التي هي إنسانة أولا وقبل كل شيء سوف لن تكفيها المعاملة الحسنة وحقوق السكن والإنفاق وهي بالتأكيد ستحتاج إلى فحل لإشباع رغباتها الجنسية طال الزمن أو قصر، وبالتالي فإن هذا النوع من الزواج لا يحل مشكلة الوقوع في الخطأ.
أنانية الذكور هذه، اخترعت زواج الفريند. وهو من تبعات عدم ثقة الذكر بالأنثى باعتبارها شيطانا متنقلا وعورة مكشوفة. وأتساءل هنا، لماذا يسافر الأبناء لوحدهم إلى أمريكا وبريطانيا لتلقي العلوم فيما تُمنع البنات من هذا الحق المشروط بالمحرم؟ وهذا ما يُحوّلهن إلى سلعة رخيصة ومجرد جسد يحرسه الذكر في حله وترحاله؟!
أفهمتم الآن لماذا كذبت تلك الفرنسية المسلمة على عريسها وأوهمته بأنها عذراء، ليكتشف غير ذلك في ليلة الدخلة ويفسخ عقد الزواج، ولماذا تزدهر عمليات تخييط غشاء البكارة في الدول العربية، لأن الثقافة السائدة عندنا تطغي عليها صفاتٌ سلبية كالأنانية والعبودية والمراوغة والنفاق.
إذا كانت مؤسسة الزواج حملت عشرات الأسماء والصفات ونحن في العام الثامن من القرن الواحد والعشرين فكيف ستكون مسمياتها في العام الثمانين من هذا القرن؟
لي بعض المسميات: زواج pay as you go وزواج top up وهذه الزيجات تطول على حسب المبلغ المدفوع أقول هذا لأنني لا أستبعد أن تُفتح بيوت دعارة ويُكتب على أبوابها: جنس حلال... معاشرة بمأذون شرعي.. اللي بَعْدو. وتباّ لأمة تمنع المرأة من العلم والعمل وتعيش على ربع إنتاجها.
سليمان بوصوفه
التعليقات